قرغيزستان ترفع الطوارئ عشية الاستفتاء على الدستور
اوش -قيرغيزستان - ا ف ب - رفعت قرغيزستان أمس حظر التجول الذي فرض في جنوب البلاد خلال اعمال العنف بين الاوزبك والقرغيز، وذلك عشية تنظيم استفتاء دستوري اليوم الاحد تعتبره الحكومة الانتقالية اساسيا. وقال نائب وزير الداخلية بكتيبيك عليمبيكوف بعد الاعلان عن رفع حظر التجول عبر التلفزيون الوطني "طلب منا بعض السكان الابقاء على حظر التجول لكننا قررنا بحث هذه المسالة في اطار ما سيكون عليه الوضع بعد الاستفتاء". ومع ذلك، قال انه سيتم الابقاء على حواجز التفتيش في مدينة اوش وجوارها كما تم تعزيز قوات الشرطة في بعض المواقع. ودعي حوالى المليونين ونصف المليون ناخب، من اصل عدد سكان البلاد البالغ 5,3 ملايين نسمة، ليقولوا كلمتهم في هذا الاستفتاء بشأن الدستور الجديد الذي ينص بصورة خاصة على تقليص صلاحيات الرئيس لصالح البرلمان بغية الحؤول دون تركز السلطات في يد شخص واحد. وعلى الرغم من اعمال العنف الدامية التي اندلعت منتصف يونيو بين الاقلية الاوزبكية والاكثرية القرغيزية في جنوب البلاد، ابقت السلطات الانتقالية على هذا الاستفتاء في موعده في محاولة منها لتعزيز شرعية سلطتها التي تولتها اثر اطاحتها بنظام الرئيس كرمان بك باكييف في انتفاضة شعبية دموية. وفرض حظر التجول بعد الاضطرارات التي اودت بحياة 264 شخصا بحسب الارقام الرسمية والتي يمكن ان تصل وفق السلطات الانتقالية الى اكثر من الفي قتيل. واضافة الى تقليص صلاحيات الرئيس فان الدستور الجديد، في حال اقراره، يحظر على اي من الاحزاب ان يجمع لوحده اكثر من 50 مقعدا في البرلمان المؤلف من 90 مقعدا، علما ان حزب اك-جول بزعامة باكييف كان يتمتع باغلبية ساحقة في البرلمان السابق. وصدرت نداءات لتأجيل الاستفتاء في البلاد بسبب التوتر الذي لا يزال سائدا في جنوب البلاد. وتأكيدا على خطورة الوضع، حذر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الخميس في واشنطن من ان يقود الوضع الحالي الى "تقسيم" قرغيزستان، التي شبه مشاكلها بمشاكل افغانستان. و"لدواع امنية" عدلت منظمة الامن والتعاون في اوروبا عن ارسال مراقبين الى قرغيزستان لمراقبة سير الاستفتاء الدستوري. واطيح بباكييف في منتصف ابريل بسبب المنحى التسلطي وممارسات المحاباة التي طبعت عهده.
وهو لاجئ حاليا في بيلاروسيا. من جهتها اعلنت هيومن رايتس ووتش أمس ان اعمال العنف العرقية التي اسفرت هذا الشهر عن سقوط الفي قتيل، حسب السلطات الانتقالية، في جنوب قرغيزستان كانت "منهجية ومنظمة" ودعت الى تحقيق دولي. واوضحت منظمة الدفاع عن حقوق الانسان التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ان "التحقيقات التي قامت بها هيومن رايتس ووتش تشير الى ان اعمال العنف وخصوصا الهجمات التي استهدفت احياء اوزبكية كانت منهجية وعلى الاقل في بعض الحالات كانت منظمة جيدا". كما اوضحت هيومن رايتس ووتش انها، رغم اتهامات الاوزبك، لم تتمكن من القول اذا كانت القوات الحكومية القرغيزية متورطة مباشرة في الهجمات التي استهدفت الاوزبك. وقالت المنظمة ان هذه المسالة لا بد ان تكون اهم نقطة يجب توضيحها في اطار التحقيق. واعلن اولي سولفانغ المتخصص في الاوضاع الطارئة في هيومن رايتس ووتش "لا بد من تحقيق دولي لتقصي الحقائق وتحديد من المسؤول والتاكد من عدم تجدد هذا النوع من اعمال العنف". من جهة اخرى اعتبرت هيومن رايتس ووتش ان قرار الحكومة القرغيزية تنظيم استفتاء اليوم الاحد حول الدستور واعادة عشرات الاف اللاجئين من مناطق "تكاد تكون غير صالحة للسكن" قد "يزيد في تفاقم" الوضع بين الاغلبية القرغيزية والاقلية الاوزبكية.
المصدر
http://www.raya.com/site/topics/arti...2&parent_id=21
المفضلات