كـتّـــــــاب
يا لذيذ يا رايق..
اصطف أهل العروس وبعض وجهاء العشيرة تنازلياً من حيث السن امام ديوانهم.. دوزن البعض ربطة عنقه على عجل، والبعض الاخر وازن بين طرفي الشماغ، اما آخر رجل يقف في الصف كان يطمئن بنظرة خاطفة بأن جميع الترتيبات داخل الديوان على ما يرام الماء «المكتات» المحارم الورقية المساند الخ.
بدأت السيارات تقف مع بعض الزوامير المتقطعة امام الديوان..نزلت الجاهة مرتبة تنازليا ايضا..سلام وتحايا وقُبل سريعة لمن تربطه سابق معرفه..بعد موجة من «أهلاً وسهلاً» ويمسيكوا بالخير..وشرفتونا..اقترب شاب واثق ووضع عبوة «سفن أب» أمام والد العريس ..فاستدرك الرجل الأمر وقال :»سفن أب الجاهة» عند الشيخ ابو يحيى.. وقف ابو يحيى خاطبا طالباً مادحا صادحا بأهل العشيرة المضيفة،مركّزا على انهم أهل الجود والكرم وانهم السبب الرئيس في انتصار المسلمين في معركة «اليرموك» وهم الذين تهابهم القبائل ويلتجىء اليهم كل صاحب حاجة ويعقد «شورتهم» كل ملهوف، ثم أنهى حديثه بزبدة الكلام جئنا لنطلب يد ابنتكم صاحبة الصون والعفاف –ثم نظر الى الورقة المطوية بيده– ابنتكم ترفه الى ابننا «صوقع» واللي بدكو اياه احنا حاضرين فيه..رفع شيخ القبيلة المضيفة عباءته عن كتفه وقال: اهلاً وسهلاً بعشيرة(...) ثم استطرد مادحا صادحا، وأنهم اهل الشجاعة والمروءة والسطوة، فهم السبب الرئيس في فتح بلاد «خورسان» وانهم السند والعضد والقوم الذي يشد بهم الظهر، أما رجالهم فيعرفون بالإقدام والعزيمة والغنى..وفي لقطة سريعة تشاهد ان رجال القبيلتين منكمشين يدخنون «جلواز اصفر» و»ال ام»..ثم يختم الشيخ حديثه:
طلبكم ملبّى وأبشروا باللي اجيتوا فيه..واشربوا»سفن ابكو» ويا لذيذ يا رايق..ثم تتناثر جمل بين افراد العشيرتين «يا لذيذ يا رايق «..»يا لذيذ يا رايق» ..بعدها يقوم فتيان متبرعون بسكب «السفن أب» لجموع الحاضرين وينشغل «القاضي الشرعي» بكتب الكتاب وتناول الهويات..وسط تجشؤ جماعي بسبب غازات السفن...
***
رؤية مستقبلية لفنجان الجاهة بعد ارتفاع سعر القهوة
أحمد حسن الزعبي
المفضلات