غزة-دنيا الوطن
لا احد في عمان يعرف بصورة محددة هوية المطرب المصري الشعبي الجديد 'أبو الليف' لكن صورة الرجل وهو يرتدي زي الإنسان البدائي مزنرا بالليف المخصص للحمام مع شعره الكث ولحيته الكبيرة تعتبر الآن الصورة الأكثر شهرة في أوساط الشباب الأردنيين.
الأمر لا يقف عند هذه الحدود فأبو الليف المغني المصري الذي ولد وظهر فجأة إكتسح أسواق الأغاني الشعبية في الأردن فما بالك بمصر حيث إعتبرت مجلة 'الحدث' المحلية في عددها الأخير ان أغنية 'كينغ كونغ' للمصري ابو الليف هي الأغنية الأكثر رواجا وشهرة وعرضا وطلبا بين الأردنيين الان.
ووفقا للمجلة نفسها يضع الشباب وسائقي التكسي أغنية أبو الليف بصوت مرتفع خلال تجولهم بالسيارات فيما يغنيها الشباب في الأعراس والإحتفالات فقد أصبح أبو الليف شخصية مشهورة جدا في أوساط الشباب الأردنيين رغم ان كثيرون لايعرفون حتى إسمه الحقيقي.
ومن الواضح حسب موزع الإسطوانات مصطفى حسن ان أغاني أبو الليف التي لا يقول فيها شيئا محددا عمليا هي الأكثر مبيعا فيما يتعلق بالأقراص المدمجة لكن صورة الرجل التي تبدو غريبة الأضواء تحتل مساحة واسعة جدا من مواقع الفيس البوك ومواقع النت للشباب الأردنيين الذين يرددون جماعيا أحيانا أغنية كونج كونج.
وهذه الأغنية الشهيرة تقول عبارة واحدة تقريبا وتكررها وهي' انا مش خرونغ .. أنا كينغ كونغ وبلعب بينغ بونغ'.
ويعتبر الخبراء ان أبو الليف هو النسخة الأغرب من شعبان عبد الرحيم مع فارق بسيط يتمثل في ان الأول متاح بكثافة على شبكات المواقع الإلكترونية.
لكن هذه التوجهات تظهر ضجر الشباب عموما من الأغنية الكلاسيكية او الإعتيادية فيما يبدو بشكل عام أن الفضاء الإلكتروني المفتوح سمح للشاب الأردني بالتعاطي مع كل ما هو غريب او غير مألوف سواء اكان مستوردا او منتجا محليا.
لذلك تلاقي نافذة إلكترونية بعنوان'أعرط وسليني' إقبالا كبيرا في أوساط شباب 'الديجتال' الذين يشكلون الأغلبية العامة الأن، والفكرة هنا بسيطة حيث يتاح لأي مشارك إختراع كذبة او سيناريو متخيل عن بطولاته الوهمية بقصد التسلية وما ان يطرح أحدهم كذبة من طراز أنه شاهد أسدا في الشارع العام وركب عليه أو أنه يصطاد السمك بواسطة الغوص يوميا حتى تنهال التعليقات الساخرة في إطار عائلة كبيرة من الباحثين عن الكذب الحميد تشكل عمليا قطاعا أكبر من جمهور أي صحيفة إلكترونية في البلاد.
حتى عالم المدونات الإلكترونية بدأ يتجه لها الشباب الأردني بكثافة تاركا وسائل الإعلام الكلاسيكية للتقليديين او العجائز مع إطلاق أسماء غير مألوفة على المدونات من طراز'خبيزة' وهي واحدة من أشهر المدونات المحلية وتحمل إسم عشبة خضراء برية لا تزرع وتعتبر من أشهر الطباق الشعبية عند الفلاحين في الأردن وفلسطين.
المفضلات