خريجون ليسوا للعمل
العلم والمعرفة غريزة تولد مع الانسان وهذه المعرفة والعلم وهبها جل وعلا للانسان وعلمه مالم يعلم وقبل ان يعرف الانسان القلم امره الخالق ان يخط بهما وهما الوسيلتان اللتان التي يتخاطب من خلالهما بنو البشر وقد اصبح البحث عن العلم والمعرفة عند الادميين مسالة هامة لايمكن الاستغناء عنهما وذلك من منطلق ان الحياة كلما تقدمت وتطورت وزاد تعقيدها وتشعبها ازداد البحث والسعي نحو الخوض في عباب بحور العلم والمعرفة والبحث عن ما هو مفيد لكل مرحلة من مراحل الحياة التي تتطور يوما بعد يوم ويزداد تعقيدها.
ان التطورات التي شهدتها العصور المتتالية فرضت نوعا من توليد الحلول والبدائل العلمية والعملية التي تعتبر حتمية بالنسبة للحياة اليومية وقد فرضت مستجدات الحياة ايجاد وتطوير واختراع انواع جديدة من الدراسات والتخصصات الهامه التي تعتبر عاملا مهما وحاسما في حياة البشر فبروز كثير من مبادئ العولمة التي تفرض اتجاهات القطب الواحد وتريد ان يكون العالم واحدا يفرض عليه كل شئ جعل كثير من الدارسين البحث عن معرفة جديدة وعلوم جديدة للخروج بكثير من النظريات والمفاهيم لمجاراة العصر بقدر ما يمكن في ضوء الامكانيات المتاحة ناهيك عن ولادة الاستثمار في البشر واقتصاديات السوق وعلم التسويق والتجارة الالكترونية والاعمال الالكترونية وكثير من العلوم الهامه الاخرى.
لقد جلبت هذه المعرفة والدراسات الجديدة كثير من الفرص التعليمية والعملية التي تفيد المجتمع وتفيد الافراد المقبلين على دراسة هذه العلوم وذلك لتطور مفاهيم الاعمال من جهه واتساع السوق وتعدد السلع التجارية وتفاوت جودتها واسعارها ناهيك عن الثورة المعلوماتية الهائلة التي غزت الاسواق والمجتمعات عنوة عنها وبدون اذن مسبق لتقول انها اصبحت كالسيف ان لم تسبقها او تسابقها فانها سوف تسبقك وتبقى انت خلف العجاج في الحرب.
أن السنوات القليله الماضيه أظهرت ان كثير من الطلبة تحولت اتجاهاتهم لدراسة العلوم والمعارف الجديدة التي تتماشى وروح العصر الحالي من اجل الفوز بفرصة عمل مناسبة من جهه وتحقيق دخل فردي مناسب يمكن من خلاله ان يلحق بركب الحياة الاجتماعي ويحقق نوعا من الرفاة والحياة السعيدة ولكن كل هذه الأحلام سرعان ما تتبدد عندما ينهي الطلبة تعليمهم الجامعي ويتخرج كل منهم في تخصص اختاره من اجل ان يتماشى وطلب السوق والفرص المتاحة هنا وهناك وذلك بسبب أعراضهم عن فرص العمل التي تتاح لهم في كثير من المؤسسات او الشركات متذرعين بان الرواتب التي تقدم لهم او تعرض عليهم لا تتماشى والدراسة التي امضوها في تلك الجامعات ويفضلون الجلوس ورفض الفرص المتاحةعلى العمل والبدء بالميل الاول في الالف ميل التي سيقطعها خلال فترة وجيزة في العمل الذي اختير فيه اذا ما اثبت نوعا من الجدية والكفاءة والمثابرة على تحقيق الافضل اذا اراد ذلك وان الرواتب والأجور في بداية اي عمل لاتعتبر معضلة اذا كانت ضمن المعقول مقارنة مع ما يحمله من شهادة علمية في التخصص المراد العمل فيه.
ان الخريجين الذين درسوا تلك العلوم ونهلوا من العلم والمعرفة كثيرة وقليله على مدار سنوات وتخرجوا حتى لا يعملوا نقول لهم لاتانبوا اصحاب العمل اذا اخذوا بالبحث عن مصادر اخرى لتامين عمالة وموارد بشرية لانكم خريجون ليسوا للعمل والعناء الذي يلاقيه اصحاب العمل بشكل يومي بالبحث عن موظفين في كثير من التخصصات يدلل على ان كثير من الخريجين ليسوا للعمل.
ما نريد ان نقوله ان العمل فرض على كل قادر على اداء العمل وان تعمل في عمل شريف او في حرفة تدر عليك ولو باقل القليل فانها ازكى واطهر من ان تسأل هذا حتى يعطيك او يمنعك وانت قادر على ان تعمل باكثر مما تطلبه.
المفضلات