من أين لك هذا؟:
البلقاء الاخباريه
الأردن دولة تزخر برجالاتها الذين كانوا عماد الخيمة وحماة العرين في ظروف حالكة .وماكلوا او ملوا عن حب الوطن والدفاع عن رسمه المحفور في خارطة العالم والتي كبرت ونمت .
وعندما نتذكر المدارس الوطنية الأردنية تبرز مدرسة وصفي التل ورفاق الستينات ومن سار على نهجهم من الكبار الذي تركوا مقاعد كبيرة عجز عن تسلقها الصغار.
الآن وبعد صمت مطبق نجم عن حالة انحباس سياسي بدات منذ تمترس الكيان الصهيوني حول عقلية القلعة وتعمده لأفشال مسيرة التسوية وهو ما استمر لسنوات عز فيها الرجال وتقلصت المبادرات وتاهت بوصلة الوطن في محيط المزاودات الفضائية والإعلامية الخارجية وفحت الأفاعي شرقا وشمالا وجنوبا على الأردن دون ان تجد خبيرا بمعالجة هذه السموم.
الآن يخرج "شيخ الإصلاحيين "أحمد عبيدات بمدرسة جديدة وهو الرجل الذي جمع ثلاث خبرات وطنية في شخصية واحدة بين مدير اسبق لجهاز المخابرات العامة ورئيس أسبق للوزراء وعضو سابق في جماعة الاخوان المسلمين .اضافة الى ترؤسه المركز الوطني لحقوق الانسان.
"مبادرة الكبار"هي مبادرة احمد عبيدات الذي تكلم عندما سكت الجميع فكان مثالا للقاسم المشترك الذي جمع الأردنيين شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ووسطا على مايحول دون الفتنة وتعزيز الانقسام بينما كانت الانتهازية السياسية المتسلقة على اكتاف الوطن تلعب على مزمار التباين اللوني في المجتمع الأردني .
البيان تحول الى مبادرة وكرة الثلج تحولت الى كوخ دافئ يجمع مشاعر الأردنيين في محيط متجمد مثل القطب الشمالي.ليعيد احمد عبيدات الى ذاكرة الأردنيين أن الأردن بلد فيه من الرجال ...الرجال الذين يتقنون حمل البندقية كما يتقنون حمل القلم.ولاتعارض بين السلاحين مادام الوعي والانتماء قاسما مشتركا.
مبادرة عبيدات كشفت عيوبا كثيرة في الجهاز السياسي الرسمي العامل والمتقاعد في آن واحد ذلك ان الاول عجز عن القيام بدوره في توجيه البوصلة الشعبية إلى بر الامان والثاني غاب عن الوعي لدرجة أن (جنود الوطن )من متقاعدي المؤسسة العسكرية اضطروا للخروج ببيان سريع لم يعبر بدقة عن الحالة الخطرة .وكانت غضبة العسكريين للوطن ومن اجل الوطن وإن عز التعبير وتعثرت البلاغة.
واذ نتحدث عن مبادرة اليوم فللرجل مبادرة هي الانزه في تاريخ رؤساء الوزراء في الأردن وهي مبادرة(من أين لك هذا)تلك التي اطلقها عبيدات قبل ربع قرن عندما تسلم مهام رئيس الحكومة وتم تشويهها لاحقا الى مسخ تحت مسمى(اشهار الذمة المالية)......وهو الآن يطرح السؤال الأصعب (كيف سيمر هذا؟؟؟؟)
مبادرة عبيدات الىن حالة لايجب ان تنتهي بالتوقيع العابر والتضامن الأخرس بل يجب الذهاب إلى أبعد من ذلك بتبني مشروع إصلاح وطني يبدأ بالقوانين وطبيعة الادوار في الدولة الأردنية .وهنا نستذكر دعوات قريبة بدات منذ شهور تتمثل يإعادة النظر في دور نادي رؤساء الوزراء السابقين وان يتعدى مفهوم الصالون السياسي وولائم التكريم إلى المشاركة في صنع القرار الشعبي على الأقل(وليس الرسمي).وهي دعوة تطالب رؤساء الوزراء والوزراء السابقين أصحاب الخبرة الوطنية والـتأثير الشعبي بأن يخرجوا من جلد رؤساء مجالس إدارات الشركات إلى الشارع الشعبي ويقولون كلمتهم.
المفضلات