هذه مقاله منقوله عن جراسا بالنص الحرفيجراسا نيوز -
يقول ونستون تشرشل (( عندما تصمت النسور ، تبدأ الببغاوات بالثرثرة ))
وعليه إذن (( عندما تتحدث النسور ، تتوقف الببغاوات عن الثرثرة ))
في بعض الأوقات يصمت النسر ، ليرى ويراقب و يفكر و يقرر ، ولأن الله خلق النسر نسراً فإنه عندما يقرر ينفذ بقوة ، وعندما يقول يعني ما يقول ؛ لأن قراراته وأقواله نابعة منه ومن شجاعته ومن حكمته ، هذا هو النسر ؛ يعرف متى عليه أن يضع الأمور في نصابها الصحيح ، ويعرف كيف عليه أن يضع حداً لكل من اعتقدوا أنه لا حدود لهم ؛ فأرادوا أن يعيثوا في البلاد فساداً ، ولكن هيهات ومليكنا نسر الأردن يحلق فارداً جناحيه محتضناً الأردن والأردنيين يحميهم من كل فاسد ٍ ومن كل عابثٍ .
المشككون وتجار الفتن ببغاوات ، والببغاء معروف للجميع ؛ يردد ما تم تلقينه إياه ، و لا يتحدث من ذاته أو أفكاره ، لأن الببغاء معدوم الذات والأفكار ، ولا يغتر بجمال ريشه ومظهره أحد ؛ لأنه فارغ من كل خير أو شر ، فإن كان ملقن الببغاء خيّرٍ لقنه خيراً ، وإن كان شريراً لقنه شراً ، وعلى كلا الحالين الأوطان لا تحتاج ببغاوات ، سواء كانوا مُلَقَنين خيراً أو شراً ، فالأوطان للنسورِ أحوج ، لأنهم الأكثر حكمة ، و الأقدر على القيادة ، والأشجع ، والأنظف سريرة ، والأكثر هيبة ، وبالنسور تبني الأوطان أمجادها وليس بالببغاوات المرددة لما حفظته من أسيادها أعداء الوطن سواء كان هذا العدو من داخل الوطن أو من خارجه .
ولأن نسر الأردن مولانا جلالة الملك يُنجز أكثر مما نعلم ، و يعمل أكثر مما يتكلم ، فيصمت ليعمل ، ويرى ويراقب الأردن المزروع بقلبه الكبير ، ونتيجة صمت النسور – كما قال تشرشل – تبدأ الببغاوات بالثرثرة ؛ فتجدها تُنَظِّر دون علم ٍ ، وتكرر جميع الأسطوانات المشروخة التي حفظتها و لا تستطيع إلا تكرارها - بمناسبة ودون مناسبة - مهما سببت هذه الأسطوانات من دمار ؛ لأنها – ببساطة - ببغاوات وهكذا طبيعتها ! تثرثر فتطعن بالوحدة الوطنية ، تثرثر ، فتطعن بمنجزات الوطن ، تثرثر ، فتطعن بالعشائر الأردنية ، تثرثر ، فتطعن بنوايا الحكومات الأردنية ، تثرثر ، فتطعن بالاقتصاد الأردني وكأننا الدولة الوحيدة في العالم التي تواجه صعوبات اقتصادية ! تثرثر الببغاوات ، وتثرثر ، وتثرثر ،...، تثرثر معتقدة أن نسر الأردن غافل عنها ، تجهل هذه الببغاوات طبيعة النسور التي تعرف متى تصمت ومتى تتحدث .
عندما تحدث نسر الأردن جلالة الملك ، علم الجميع بأن الملك – حفظه الله – على دراية تامة بنبض المواطن الأردني ، وبطموح المواطن الأردني ، وبألم المواطن الأردني ، وبالأخطار الذي تحيط بالأردن ، وبكيفية حماية الأردن والأردنيين من جميع الأخطار الداخلية والخارجية ، فصمتت الببغاوات ، وخجلت من نفسها عندما سمعت نسر الأردن يتحدث و يضع حداً صارماً لها : فالانتخابات النيابية في موعدها ، والقانون يطبق على الجميع بموضوعية ودون محاباة ، والوحدة الوطنية مقدسة وسيتم التصدي بكل حزم لكل من يحاول العبث بها ، ولن يتم حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن ، و لا للمزايدات وتحقيق المصالح الشخصية على حساب الأردن ، والمعلم هو صانع الأجيال وباني المستقبل ، وكرامة الأردني فوق كل الاعتبارات ، والعشيرة رمز لكل القيم النبيلة ، والدولة قادرة على ضبط الأمور وتطبيق القانون .
تحدث سيدنا نسر الأردن ، وهل هناك أوضح من هذا الحديث الذي وضع النقاط على الحروف؟ وهل هناك أقوى من هذا الحديث الذي لن يتجرأ بعده أحد على مس الوحدة الوطنية المقدسة ؟ و هل هناك أجمل من هذا الحديث الأبوي بأسلوبه الذي يدخل قلوبنا قبل آذاننا ؟ وهل هناك أكثر حكمة من هذا الحديث الذي أقنع عقولنا لنترجم على الواقع محتواه فيتوقف العنف في المجتمع الأردني ويتوقف الكلام الفارغ عن الوطن البديل ؟ هل هناك قائد في العالم أو رئيس أو سلطان أو ملك في العالم واضح بأفكاره ورؤاه وسياساته بقدر مليكنا المفدى الذي يصارح شعبه ويطلعنا على التحديات وسياسات الدولة تجاه كل الملفات بكل شجاعة وحكمة و بكل صدق معروف عن الهاشميين منذ فجر التاريخ إلى الآن وسيبقى هذا الوضوح والصدق لديهم إلى أن يرث الله الأرض وما عليها .
تحدث جلالة الملك وأوضح معالم الطريق السليم للأردن والأردنيين .. تحدث نسر الأردن .. وعندما تتحدث النسور على الببغاوات أن تصمت .. وإنها صمتت ، وستبقى صامتة بقوة كلمة الحق الهاشمية التي أطلقها جلالة الملك المعظم بمناسبة أعز المناسبات على قلوبنا نحن الأردنيون عيد الجلوس الملكي وذكرى الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش ، حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده المحبوب سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني وأدامهما ذخراً للأردن وللأمتين العربية والإسلامية .
يمنع وضع الايميل
سميح العجارمة
المفضلات