العهده العمريه وفتح القدس
قصة هذه العهدة العمرية.. تستحق ان تروى وتنشر، بل تترجم الى جميع اللغات ليعرف العالم ما يجب ان يعرفه عن السماحة والعدل والديمقراطية في الاسلام وليعرف ايضا ان ادعاء الصهاينة بحقهم في القدس هو ادعاء كاذب وان تهويدهم لها ولمقدساتها جريمة وعدوان سافر على المسلمين والمسيحيين على حد سواء، حيث تضمنت هذه العهدة العمرية رغبة المسيحيين في ألا يساكنهم اليهود في القدس لما يعرفونه عن فساد اليهود وحقدهم على الاديان.
وموجز قصة العهدة العمرية، هو ان المسلمين بقيادة عمرو بن العاص، حين فتحوا فلسطين بهدف نشر الدعوة الاسلامية فيها، بقيت القدس لم تفتح لمناعة اسوارها، حيث اعتصم اهلها داخل الاسوار. وعندما طال حصار المسلمين لها، طلب رئيس البطارقة والاساقفة منهم ان لا يسلم القدس إلا للخليفة عمر بن الخطاب. فأرسل عمرو بن العاص يخبر الخليفة عمر في المدينة بما طلبه صفرونيوس رئيس الاساقفة المسيحيين في القدس فما كان من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلا ان تجاوب مع هذا المطلب حرصا على حقن الدماء. فخرج من المدينة هو وخادمه ومعهما ناقة واحدة فقط يركبها مرة وخادمه مرة. وبعد رحلة طويلة شاقة وصل الخليفة عمر وخادمه الى مشارف القدس. وصعد صفرونيوس وبطارقته الى اسوار القدس ونظروا الى الرجلين القادمين فأخبرهم المسلمون بأنهما ليسا سوى عمر وخادمه. فسألهم صفرونيوس ايهما عمر..؟ فاخبره المسلمون ان عمر هو هذا الذي يمسك بزمام الناقة ويخوض في الماء والوحل، وخادمه هو الذي يركب الناقة.. فذهل صفرونيوس والبطارقة، حيث ان كتبهم تذكر منذ عهد المسيح ان هناك خليفة للمسلمين اسمه مكون من ثلاثة احرف سوف يتسلم مفاتيح مدينة ايليا ويكون ماشيا على قدميه عند وصوله الى المدينة ويكون خادمه هو الراكب على الناقة لأن الدور له في الركوب.
هنا تأكد صفرونيوس وبطارقته من صدق ما ورد في كتبهم، وتأكدوا من صدق الدين الاسلامي وعدالته وسماحته، وفتحوا ابواب المدينة للخليفة عمر، ولم يفكروا في أي مفاوضة او تردد حول تسليم مفاتيح القدس. إذن لقد اقتنعوا بمساواة الاسلام وديمقراطيته قبل ان يتشدق العالم بالعدل والمساواة والديمقراطية في العصور المتأخرة.
هذه هي قصة العهدة العمرية ومن ذلك اليوم والقدس للمسلمين والمسيحيين. اما اليهود فهم مدعون وليس لهم فيها موطئ قدم.
المفضلات