*** كل يوم لا خيانة ولا مؤامرة ..... !!! ***
العنف ليس حرباً.. لا اخضاعية ولا تحريرية!! والقوة العسكرية العمياء لا تؤمن للشعوب السلام والاستقرار والتقدم!! ولا يمكن للحصار والتجويع والرعب ان يرغم هذا الطرف او ذاك على الركوع امام الهيمنة والتجبر!!.
هذا الذي يقوله الملك عبدالله الثاني في واشنطن.. يقوله للاميركيين، وللصهاينة، وللجماعات المتطرفة المشاركة في القرار، ليس حكمة معلقة في الهواء.. وانما هو نهج عقلاني واخلاقي وسياسي يجدر بالجميع القبول به.. فالادارة الاميركية تعرف تفاصيل نصف قرن من نشاطات الجيش الايرلندي السري.. ومجانين كثيرون في هذا العالم مولوا وسلحوا هذا الجيش، لكن خطوة الرئيس كلينتون وضعت الجميع في ايرلندا الشمالية أمام الحل.. الذي الغى الكثير من المسلمات القديمة واعاد للناس في هذا الاقليم السلام والأمن والازدهار!!.
.. طبعاً، لا يمكن لعاقل في مجلس الأمن ان يشرعن العنف الاسرائيلي في غزة، او يقبل قتل طلاب في القدس، واذا كان حزب الله قد اختطف ''مجد'' العملية من اعلان حماس، بادعاء ان فلسطينيين من الجليل - تابعين له - هم الذين قاموا وسموا العملية بعملية عماد مغنية، فحزب الله لا يختلف عن الاخرين في ''التكتيك النضالي''.. الذي يحمل الفلسطينيين ثاراته.. فالفلسطينيون مدعوون الى تحرير وطنهم المحتل والاخذ بثارات لبنانية، واعادة الجولان ومزارع شبعا.. وربما الاندلس بعد حين!!.
عملية السلام ليست مفاوضات محمود عباس ويهود اولمرت. فالعرب الذين يتلقون الان شتائم فضائيات العهر اجمعوا على شروطه في قمتين عربيتين، ويملكون الخطة لاقامة هذا السلام، ويستقطبون قوى العالم حولها.. لكن الواضح الان ان هناك اناساً في اسرائيل لا يريدون السلام، وأن هناك في فلسطين من لا يؤمن بدولة فلسطينية.. ولا يضحكن احد على احد، فحماس كانت منذ البداية ضد اوسلو، لا لأن اوسلو عبث، وانما لأنها ضد فتح وياسر عرفات!! وكل هذا اللعب بالوقت من الجانب الاسرائيلي كان يتسلم المبررات من اطراف فلسطينية وعربية وايرانية!!.
السلام مصلحة اساسية من مصالح شعوب المنطقة. وليس خيانة أو مؤامرة فالخيانة هي العنف الذي يحمل الشعوب كل اوجاع الحروب والحصار والدم.. ولا يصل الى شيء!! والمؤامرة هي خداع ملايين الناس بانتصارات وهمية!!.
المصدر
جريدة الراي الاردنية
طارق مصاروة
المفضلات