محليات
كتب - طارق الحميدي-تلقي أزمة التغيرات المناخية وتنامي ظاهرة الاحتباس الحراري بظلالها على كوكب الأرض غداة احتفال العالم بيوم البيئة الذي يصادف اليوم.
وعلى رغم كل الجهود المبذولة من أجل التخفيف من وطأة التغيرات إلا أن المؤشرات تدل على أن البيئة ما تزال تتعرض لمزيد من التلوث ومزيد من الانتهاكات.
واختار برنامج الأمم المتحدة للبيئة شعار «أنواع كثيرة, كوكب واحد, مستقبل واحد» كشعار لليوم البيئي والذي يهدف الاحتفال به إلى شحذ الوعي البيئي وتسليط الضوء على القضايا البيئية ومحاولة التأثير على الأنماط السلوكية وتحويلها إلى أنماط أكثر استدامة.
وأثبتت الحقائق العلمية أن ظاهرة التغيرات المناخية وهي من أخطر العوامل التي تهدد الأمن البيئي كان المسبب الرئيسي لها هو العامل البشري الذي عبث بالطبيعة وأسهم في تلويثها.
ويعتبر تلويث البيئة مشكلة عالمية تؤثر على كوكب الأرض دون تفريق بين دولة وأخرى وعلى الرغم من أن الأردن لا يسهم إلا بقدر ضئيل جدا ولا يستحق الذكر إلا أنه من أكثر الدول تأثرا بالتغيرات المناخية خاصة في قضية شح المياه حيث تعتبر المملكة من أفقر (4) دول في العالم في موارد المياه كما أن التقرير الوطني الخاص بتغير المناخ الصادر في نهاية العام الماضي أشار الى أن المملكة من الدول الأكثر تضررا من هذه الظاهرة. وتشير الدراسات التي تضمنها التقرير بأن قطاعي المياه والزراعة سيتعرضان لضغوطات شديدة بسبب تغير المناخ في السنوات القادمة.
وبحسب التقرير فإن الأردن لا يساهم إلا بقدر ضئيل من الغازات المسببة لظاهرة تغير المناخ حيث يصل مستوى الانبعاثات سنويا إلى 20 مليون طن من مكافئ الكربون، وهذه النسبة قد لا تساوي كمية الانبعاثات في شركة واحدة من شركات التعدين العملاقة. كما أدى تضاعف عدد سكان كوكب الأرض إلى استنزاف الموارد واستهلاكها بطرق جائرة ما أدى إلى تزايد التهديدات بنضوب بعضها بالإضافة لتأثيرات البعض الآخر على تلوث الكوكب مثل زيادة الاعتماد على الوقود الاحفوري منذ بداية الثورة الصناعية وزيادة الاعتماد على النفط الذي أسهم بزيادة كميات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي وهي الغازات المسؤولة عن ظاهرة الاحتباس الحراري. ورغم ما توفره البيئة في الأرض من مصادر طاقة متجددة ونظيفة وغير مكلفة على المدى المتوسط مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلا أن الاعتماد على هذه المصادر ما زال محدودا ولم يتم تعميمها على كثير من الدول التي لا تمتلك التكنولوجيا اللازمة لاستغلال هذه المصادر.
كما أن تعاظم دور التكنولوجيا في حياتنا اليومية أدى وفي كثير من الأحيان إلى زيادة تلويث الأرض وتراكم المزيد من النفايات الالكترونية من خلال خلط الكثير من المعادن والمواد الكيماوية والتي لا تمتلك معظم الدول التكنولوجيا لإعادة تدويرها وتصنيعها مرة أخرى مما يسهم في تلويث الأرض أو ترسب هذه المواد داخل التربة لتصل إلى طبقات المياه الجوفية.
وكشفت دراسة علمية أعلنت عنها جمعية الأرض والإنسان في وقت سابق عن أضرار هذه الأجهزة وبينت أن تصنيع جهاز خلوي واحد يحتاج إلى (1.6) كلغم من الوقود النفطي و(72) غراما من المواد الكيماوية و(32) لترا من الماء وأن كمية المواد اللازمة لإنتاج جهاز خلوي واحد هي اكبر بـ(700) مرة من وزنه في حين تبلغ المواد الأولية التي تدخل في تصنيع سيارة ضعفي وزنها فقط.
كما أن مخلفات هذه الأجهزة تدخل في تركيبها بعض المواد السامة والثقيلة مثل الرصاص والكاديوم والزنك والزئبق والمواد المقاومة للحرارة والتي تتسرب إلى التربة وتحدث انبعاثات خطرة لغاز اديوكسين عند إحراق الأجهزة وهو ما يهدد الحياة بشكل عام بينما يعاد تدوير ما يقل عن 20% من النفايات.
وبينت الدراسة أن الأردن من الدول التي تستخدم الأجهزة الكهربائية بشكل كبير وبحسب الإحصائيات الرسمية للعام 2007 فإن (86%) من الأردنيين لديهم هواتف نقالة و(31%) من الأسر الأردنية تمتلك أجهزة حاسوب و(94%) منها تمتلك جهاز تلفاز و(90%) ثلاجة و(90%) غسالة الملابس وهو ما يزيد من احتمالية وجود نفايات كهربائية حال تلف هذه الأجهزة ذات العمر القصير.
وأشارت الى أن النفايات الالكترونية الناتجة عن أجهزة الهواتف النقالة تبلغ (115) طنا في حين تبلغ نفايات أجهزة الحاسوب (1252) طنا و(2435) طنا من التلفزيونات و(9684) من الثلاجات (6635) طنا من الغسالات ومن المتوقع أن تزداد هذه النسب مع حلول عام 2011 .
المفضلات