عمان- الرأي - كشف الإحصاءات الصادرة عن وزارة البيئة استخدام نحو أكثر من ثلاثة مليارات كيس بلاستيكي سنويا من قبل الاردنيين.
وبمناسبة يوم البيئة العالمي،الذي يصادف اليوم، تعتزم الأمم المتحدة في الأردن إلى تشجيع الناس على تخفيف استهلاك الأكياس البلاستيكية في محافظات عمان واربد والزرقاء.
وتوزع وزارة البيئة والأمم المتحدة في الأردن أكياسا مصنوعة من القماش والورق في مواقع في المحافظات الثلاث.
وفي هذا الصدد قال المنسق المقيم للأمم المتحدة في الأردن لوك ستيفنز يستخدم الأردنيون في كل عام ثلاثة بلايين كيس بلاستيكي، أي ما معدله 500 كيس بلاستيكي لكل فرد في السنة، مقارنة مع 300 كيس أو أقل لكل فرد في بلدان تعتبر أغنى بكثير من الأردن، مثل اليابان وأستراليا والمملكة المتحدة.
تحتاج الأكياس البلاستيكية، المصنوعة من مادة البولي إيثيلين، إلى ما قد يصل إلى 1000 سنة لكي تتحلل. وإذا لم يتم التخلص منها على الوجه الصحيح، فأنها ستتفكك إلى مواد سامة أصغر حجماً تتسرب في التربة وتدخل في سلسلة الغذاء.
أما الأكياس البلاستيكية المبعثرة على جوانب الطرق، أو الطافية على الأسطح المائية، فتخطئها الحيوانات على أنها أطعمة وتأكلها وتموت نتيجة لذلك. ومع تناثر هذه الأكياس كنفايات في الملاعب والطرق والتضاريس الطبيعية الجميلة في الأردن، فقد أصبح خطرها البيئي حقيقة واقعة تشكل معضلة ستستمر في التعاظم ما لم تتغير أنماط سلوكنا بطريقة جذرية.
لذلك، فإن مكتب الأمم المتحدة في الأردن يغتنم مناسبة اليوم العالمي للبيئة ليدعو كل واحد منا إلى التفكير ملياً في أثار خياراته الاستهلاكية والعمل بفعالية على تخفيض استهلاكه من الأكياس البلاستيكية.
إذا توقف واحد من بين كل خمسة أردنيين عن استخدام الأكياس البلاستيكية، فإن التقديرات تشير إلى إمكانية تخفيض عدد الأكياس المستهلكة بمقدار 43 بليون كيس على مدى حياته.
فمن خلال استخدام بدائل، كالأكياس المصنوعة من القماش أو الورق، أو بمجرد تخفيض عدد الأكياس التي نحصل عليها عند التسوق ووضع عدد أكبر من المواد في كل كيس، فإن باستطاعة كل فرد الإسهام في تحقيق هذا التخفيض.
لقد شهدنا بالفعل جهوداً محمودة في هذا الاتجاه من قبل المستهلكين، المنظمات غير الحكومية، الشركات والسلطات في الأردن، إلا أن الاستهلاك المسؤول يجب أن يصبح القاعدة وليس الاستثناء.
انخفض استهلاك الأكياس البلاستيكية في ايرلندا في عام 2002 بنسبة 90% تقريباً بين ليلة وضحاها عندما فرضت الحكومة ضريبة على الأكياس البلاستيكية. أما الصين، فقد حظرت الأكياس البلاستيكية المجانية في عام 2008، في حين ذهبت بعض البلدان الأخرى إلى أبعد من ذك بحظرها للأكياس البلاستيكية كلية، ومن بين هذه البلدان بنغلادش، رواندا، بوتسوانا، تنزانيا، جنوب أفريقيا، سنغافورة، بعض مقاطعات كندا، والأجزاء الغربية من الهند. ومع أن هذه الحلول تعتبر فعالة، إلا أن بعض البلدان قد نجحت كذلك في تخفيض استهلاكها من خلال قيام الشركات والمستهلكين طوعاً بفرض الرسوم على تلك الأكياس وإعادة استخدامها لدى الذهاب في جولات تسوق. وهناك أساليب مختلفة للتصدي للمخاطر البيئية المرتبطة بالمواد البلاستيكية، ومع استيقاظ المشاعر العالمية، فإننا نجد أن الناس في شتى أرجاء العالم قد أخذوا في رفع وتيرة الجهود المبذولة لإنقاذ كوكبنا والمحافظة على بلدانهم من المخاطر التي يسببها التدهور البيئي.
والأردن قادر على تحقيق ذلك! حيث أن الحكومة قد بدأت بالفعل في دراسة الخيارات على مستوى السياسات، فإذا تحملنا مسؤوليتنا وبدلنا من أنماط استهلاكنا، فإن فرص تمتعنا بالطبيعة الأردنية الجميلة والمحافظة على الحياة البرية والنظام البيئي في المملكة ستكون أفضل. وهذا لا يتطلب الكثير — ففي المرة القادمة التي تخرج فيها للتسوق، قل «لا» ببساطة لذلك الكيس الإضافي — أو أحضر معك كيساً خاصاً بك مصنوعاً من القماش وقابلاً لإعادة الاستخدام، وبذلك تكون قد ساعدت في إحداث الفرق المطلوب في اتجاه المحافظة على بيئة الأردن وتنوعه البيولوجي.
المفضلات