[آيـة الشـوق لله -تبارك وتعالى]
{مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
[العنكبوت: 5]
"يعني: يا أيها المحب لربه، المشتاق لقربه ولقائه، المسارع في مرضاته،
أبشر بقرب لقاء الحبيب، فإنه آت، وكل آت إنما هو قريب،
فتزود للقائه، وسر نحوه، مستصحبا الرجاء، مؤملا الوصول إليه،
ولكن، ما كل من يَدَّعِي يُعْطَى بدعواه، ولا كل من تمنى يعطى ما تمناه،
فإن اللّه سميع للأصوات، عليم بالنيات، فمن كان صادقا في ذلك أناله ما يرجو،
ومن كان كاذبا لم تنفعه دعواه، وهو العليم بمن يصلح لحبه ومن لا يصلح".
[تفسير السعدي/ تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن]
قال ابن القيم -رحمه الله-:
"إن الله سكَّن قلوب المشتاقين،
فقال:{مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [العنكبوت: 5]
وفيه تعزية للمشتاقين وتسلية لهم، أي انا أعلم أن من كان يرجو لقائي فهو مشتاق إليّ
فقد أجلت له أجلا يكون عن قريب فإنه آت لا محالة وكل آت قريب،
وفيه لطيفة أخرى وهي تعليل المشتاقين برجاء اللقاء
لولا التعلل بالرجاء لقُطِعَت ~ نفس المحب صبابة وتشوقا
حتى إذا روح الرجاء أصابه ~ سكن الحريق إذا تعلل باللقا"
تحــــياتـــي لـــكم
المفضلات