ثلاثية الزمان والمكان والانسان تتناغم في طيبة الكرك
السوسنة
تشكل مغارة (القعير) وعين ماء (سُراقة ) وشجرالزيتون المُعمِر الروماني في بلدة طيبة الكرك ثلاثية متناغمة للمكان والزمان والانسان.
فمغارة (القعير) التي تتربع على سفحَ تلة تشرف على مزارع الزيتون والكرمة والمياه المنسابة من عين (سُراقة) , مازالت تحتفظ بنظارتها رغم تعاقب العصور والاجيال.
وكانت المغارة احتضنت كثيرا من ابناء منطقتها فرادى وجماعات حين الحر والقر في مجلس فسيح في جو تفوح رائحة القهوة العربية والقيصوم والزعتر والشيح ، وتشير عملية تصميم مدخل ونقش سقف (القعير ) المنحوتة في الصخر الى امتلاك ناقشيها لمهارات فنية وادوات حفر متطورة مكنتهم من تطويع الجبل وتجويفه بطريقة هندسية رائعة .
ويؤكد الحاج محمد 85 عاما وجود مخارج للقعير على شكل (سراديب)تقود الى مسافات بعيدة تمكن نازليها من الوصول الى مناطق امنة حال تعرضهم للخطر الا انها تعرضت للطمم خلال العقود الأخيرة , مشيرا الى أنها كانت تأوي عائلات عديدة وبخاصة في فصل الشتاء وكلَ عائلة تسكن تجويفا من تجاويفها الواسعة ، في حين تستخدم الكهوف الجانبية الصغيرة للقعير كزرائب للأغنام وحفظ الحبوب (الغلة ) .
والى اسفل تلة (القعير) توجد عين (سُراقة ) نسبة الى أحد شهداء معركة مؤتة (سراقة بن عمرو بن عطية )المنقوش اسمة على نصب تذكاري ضمن الاثني عشر شهيدا أمام المتحف الاسلامي في مدينة المزار الجنوبي .
وتنبع مياه عين سُراقة من اسفل تلة مغارة القعير باتجاه الشمال عبر قناة مبلطة ومسقوفة ضمن سرداب يبلغ طوله عشرين مترا تصب في حوض صمم حديثا , وما زال الأهالي يرتادونها ويعتبرون مياهها من أنقى المياه للشرب وللطبخ .
وتنساب مياه العين شمالاً حيث مزارع الزيتون الممتدة نحو الوادي العميق (وادي الغُراب ) والذي كان يشكل الزيتون المعمر الروماني قبل أربعة عقود معظمه ولم يبق منه الان الا بضع شجيرات يانعة واشلاء جذوع ما زالت تنبض بالحياة بعد ان أعجزت قاطعيها وكسرت فؤوسهم .
"بترا"
المفضلات