عقوبة الحرمان لطلبة الثانوية ..هل تطبق بعدالة بين المدارس؟
السوسنة
مع اقتراب امتحان الثانوية العامة منتصف الشهر المقبل وانتهاء الامتحانات المدرسية بدأت تتكشف معاناة طلبة حرموا من التقدم لامتحان الثانوية العامة «التوجيهي» بسبب الحرمانات المدرسية التي تحرر بحقهم من قبل الإدارة المدرسية.
هذه العقوبة التي هي من صلاحية المعلم ومدير المدرسة والتي تقضي بحرمان أي طالب يتغيب في المرحلة الثانوية ووفق نظام الفصول تنص على حرمان الطالب في حال غياب ست ساعات عن المادة التي يدرسها سواء كان الغياب مشروعا او غير مشروع.
ويحرم الطالب في حال أخفق في أي مادة اثناء التقدم للامتحان المدرسي حيث لا يمكنه التقدم لامتحان الثانوية العامة دون اجتياز النجاح في هذه المادة اما الغياب بدون عذر أو بعذر للمرحلة الاساسية وتجاوزه ال 29 يوما فيصبح الطالب راسبا في جميع المواد في صفه حتى لو كان ترتيبه الأول على صفه في العلامات.
الشكاوى تؤكد أن الحرمانات تطبق في مدارس ومديريات معينة بينما تكون معدومة التطبيق في مدارس أخرى ومديريات ومناطق مختلفة بسبب ضغوط على معلمين تحول دون الإقدام على هذه الخطوة.
مسؤول في وزارة التربية والتعليم أكد أن المدارس الخاصة لا يوجد فيها حرمان للطلبة إلا بإعداد نادرة بعكس ما يجري في المدارس الحكومية وهذا يدلل على عدم عدالة توزيع وتطبيق الحرمان بين طلبة المدارس.
الطالب احمد الساحوري في الصف الثاني عشر قال « تم حرماني في الفصل الدراسي الثاني بسبب الغياب دون إبداء أية نية لدى المعلم بتطبيق الحرمان وإجراء التنبيه والتوعية مما أدى إلى تحطيم مستقبلي وإرباكي وتغيير كل الطموح الذي كنت ارغب فيه بالتقدم لهذا الامتحان».
اما الطالبة سهام في الصف الثاني عشر فقالت « تم حرماني في مادة اللغة العربية بسبب إخفاقي وهذا لم يكن متوقعا» موضحة ان زميلاتها لم يتعرضن لهذه العقوبة وتم وضع علامات النجاح لهن.
المعلم سليمان أوضح تجربة له في تطبيق الحرمان في احدى المدارس قائلا «قمت بحرمان ثلاثة طلاب في أحدى المديريات القريبة من العاصمة لاتفاجأ بعد ذلك بضغوطات من خلال مدير المدرسة وأقرباء الطالب من اجل وقف الحرمان وتغيير العلامة المدرسية المقررة لهم».
وأضاف «لم أتمكن من مواجهة هذه الضغوط وقمت بتصحيح عدد أيام الغياب وبالتعاون مع زملائي الذين أقنعوني بعدم الخوض في هذه المشاكل» مبينا أن الامتحان العام سيكون هو الفيصل في تحديد نجاح الطالب أو إخفاقه.
عدد من الطلبة الذين حرموا خلال هذه الدورة الصيفية يؤكدون ان عملية الحرمان تخضع لمزاجية المعلمين ولا يقدم على عملية الحرمان سوى عدد محدد منهم حيث ينأى البعض عنهم عن الخوض في هذه الإشكالية والبعض ينفذ التعليمات ليحرم طلبة حققوا معدلات عالية.
احد مدراء التربية في العاصمة عمان قال أن أي مدير مدرسة أو مدير تربية يجب عليه الالتزام بتعليمات الغياب والرسوب والنجاح وهذه أمانة ويجب أن يشرف عليها المسؤول شخصيا بعدالة ورقابة ويجب عدم الاهتمام باية ضغوطات يمكن من خلالها إلغاء أي حرمان لأي طالب.
وحول وجود ضغوط من اجل العودة عن تنفيذ الحرمان بحق الطلبة أكد أن بعض مدراء التربية يخضعون لضغوطات مختلفة وتحديدا في المناطق النائية والتي تقع خارج العاصمة حيث يلاحظ أن غالبية هذه المديريات لا تقوم بتحرير أي عقوبة للحرمان على أي طالب.
التربية ما زالت غير قادرة على توفير أعداد الطلبة المحرومين وتوزيعهم على المناطق والمدارس في المملكة لتوضيح وضحد مثل هذه الاتهامات ، بعد أجراء العديد من الاتصالات مع مسؤولين في الوزارة.
لكن مصدرا أكد ان مديريات التربية والتعليم في العاصمة وقصبات المحافظات هي التي يجري فيها عملية الحرمان بينما بقية المدارس لا تسجل حرمانا للطلبة إلا نادرا جدا أو بإعداد قليلة لا تذكر.
ووفق مصادر رسمية فان عدد الطلبة الذين سيتم حرمانهم للدورة الصيفية الحالية قد وصل إلى زهاء 1500 طالب وطالبة.
مدير أحدى المدارس في مديرية عمان الثانية قال ان تحرير عقوبة الحرمان هي ضرورة وواجبة وفق التعليمات وهي تصب في مصلحة الطالب من اجل تحقيق الانضباط وممارسة الطالب للدراسة وعدم ارتكانه على الدروس الخصوصية.
وأضاف أنها عقوبة شديدة وتضيع فصلا دراسيا كاملا على الطالب إلا أن لها أثارا ايجابية في تحقيق الطلبة علامات نجاح جيدة وتقييد المعلمين بتدريس الطلبة إلى نهاية الفصل الدراسي مبينا أن المزاجية والانتقام من قبل المعلمين بحق الطلبة هي غير صحيحة واتهامات ظالمة حيث يهدف المعلم إلى مشاهدة الطالب وهو يحقق علامة النجاح وليس الاخفاق.
وفيما يتعلق بالضغوطات قال ان المعلم او مدير المدرسة الذي يخضع للضغوطات يكون عنصرا ضعيفا ومهزوزا بينما المعلم والمدير الواثق من نفسه فيكون قراره قطعيا ونهائيا ولا يقبل التغيير أو التراجع.
وأكد وجود تباين واضح بين المدارس في أعداد المحرومين حتى بين المدارس المتجاورة وهذا يخضع إلى مدى تطبيق هذه التعليمات حيث يلاحظ أن أكثر نسبة الحرمانات تتمركز في مدارس الذكور المهنية ومن ثم مدارس الذكور بشكل عام ومن ثم يتراجع العدد إلى أدنى مستوى في مدارس الإناث.
وأوضح أن الامتحان المدرسي يجب أن يتجاوزه الطالب بنجاح وعدم تدخل الواسطة والمزاجية وعدم تحيز المعلم لنجاح الطالب في حال كان مستحقا الرسوب ويجب أن يكون لهذا الامتحان الهيبة والقيمة التعليمية التي يمكن أن تقيس مستوى الطالب التعليمي والدراسي حتى لا يتحول إلى روتين ممل يمكن الطالب من النجاح التلقائي.
"الراي"
المفضلات