كـتّـــــــاب
المـــــــاء
قال تعالى «وجعلنا من الماء كل شيئ حيا» ، فالماء أصل الحياة ومن الماء تكون الخضرة، فالأرض تهتز وتربو اذا نزل عليها الماء وتنبت من كل زوج بهيج(وترى الأرض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج). مشكلة المياه من اخطر المشاكل التي تواجه البشرية الان، لأن العالم مقسّم سياسياً، فوفرة هنا يقابلها نقص هناك، مياه النيل الان فيها مشكلة بين دول المنبع والمصب، وكذلك الحال في دجلة والفرات، اسرائيل تسرق مياهنا العذبة ، وتستولي على مصادرها ، ونهر الأردن جف بعد ان كان موفور المياه لقد كنا نعيش على ضفافه ونشرب من مائه، ونسقي ارضنا دونما حاجة الى عناء.
قيل من هو أقوى – قالوا النار، وقالوا الحديد، وقالوا الماء، لأن النار تصهر الحديد، والماء يطفئ النار ، الماء اما ان يكون نعمة ، واحيانا يكون نقمة، عندما تكون الاعاصير والفياضانات ، الماء ذكي فهو يدور حول المكان وحول الصخرة، ويبقى يدور، حتى يفتتها، واحيانا نجد ماء عذبا من بطن جبل، يشق طريقه من مكان ضعيف، فيخرج، الماء يسري في نقاط الضعف، وعندما يمتلئ المكان يفيض- احيانا لا نحس بالماء وهو يسري الا بعد ان يحيط بنا ، وبعد الاحاطة نحاول ان ننقذ انفسنا، بالكاد نفلت من الموقع، احيانا لا نشعر بالماء وهو يحيط بنا، الا بعد ان تكون الامور قد استفحلت، لأن الماء فيه عذوبه، وفيه فائدة، ولأن صوته فيه خرير، ربما يأنس به الانسان، أحيانا تكمن المشكلة فيه.
قال صاحبي (الميه سرت من تحت رجلينا واحنا نتفرج) ، فقلت له لا زلنا قادرين على مواجهتها، نحن هنا في الاردن اذا جعنا اكلنا الصخر واذا نمنا عيوننا مفتوحة، صحيح ان قلوبنا طيبة، لكننا نرى تماما ما يحيط بنا، فلا تخف (الميه ما راح تاخذنا يا خوي).
د. فايز الربيع
المفضلات