أردني يخترع محطة لحماية البيئة من غازات مصانع الاسمنت
عمان - طارق الحميدي-رغم حصوله على براءة اختراع لأول مشروع علمي لحل مشاكل التلوث الناتج عن انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري, خاصة غازات مصانع الاسمنت, إلا أنه لم يجد من يتبنى هذا الاختراع لحد الآن.
فايز محمد عبود ضمره أردني مازال يحتفظ في قلبه بطموح الشباب على الرغم من سني عمره التي تجاوزت الـ(67) عاما بقليل بعد أن توصل لاختراع محطة لتنقية الهواء من أدخنة المصانع الملوثة خاصة مصانع الاسمنت.
بدأت القصة منذ أن كان يتجه ضمره إلى مدينة الفحيص وماحص لارتباطه بعمل هناك ومشاهداته لمشكلة مصنع الاسمنت وآثاره السلبية على المنطقة خاصة بعد أن شاهد الأدخنة تخرج من فوهات المصانع لتنثر ملوثاتها في الجو.
وقال ضمره في ندوة اقامها مركز دراسات الرأي بالتعاون مع المعهد الدولي للتضامن مع النساء ضمن سلسلة حلقات الاربعاء الثقافي «كم كانت البيئة في منطقة الفحيص وماحص جميلة, التربة حمراء والأشجار تنتشر في كل مكان, إلا أن المصنع كان يبث في السماء سموما ويلوث هواءها وهو ما كان يعكر صفو المكان ومن هنا بدأت الفكرة تدور في خلدي لأحاول أن حل المشكلة ليس في الفحيص وماحص فقط بل في كل العالم».
وبعد ذلك بدأ ضمرة يقرأ عن ظاهرة التغير المناخي التي سببتها الغازات الدفيئة وملوثات المصانع الكبيرة وعن ذلك يقول «بدأت اعرف بشكل أعمق كم هو تأثير هذه الغازات على البيئة والإنسان كبيرا لأحاول أن أجد الحل».
وعندها قرر ضمرة أن يحاول أن يجد الحل ويقوم بالبحث ليقلل الانبعاثات من هذه الغازات وتحولت الفكرة لتطبيق ليبدأ العمل منذ العام 2005 على إنشاء المحطة.
واستمرت التجارب لمدة عامين حتى استطاع ضمره والذي لم تكن تسمح ظروف الحياه في شبابه أن يكمل تعليمه الثانوي إلى أن يتوصل لاختراعه بالشكل النهائي عام 2007.
توجه بعد أن أنهى العمل إلى مديرية حماية الملكية الفكرية في وزارة الصناعة والتجارة من أجل أن يسجل الاختراع بشكل رسمي, ليقوم بعد أن سلمهم الاختراع والأوراق المطلوبة بمراجعة وزارة البيئية والتي أبدت اهتماما كبيرا بالاختراع في ذلك الوقت إلا أن عدم حصوله على براءة اختراع حالت دون أن تستطيع الوزارة مساعدته حينها.
وفي السادس من شهر كانون الثاني للعام الحالي حصل ضمره على براءة الاختراع بعد أن خاطبته مديرية حماية الملكية الفكرية ليبدأ مشوار البحث الحقيقي عن من يتبنى هذا الاختراع الذي قد يشكل نقلة في عالم الصناعة من خلال تقليله للإنبعاثات.
ويقول ضمره عن الاختراع أن له قدرة للتغلب على مشاكل الفلاتر المستعملة حاليا في مصانع الاسمنت حيث أنه يقلل انبعاث الغازات منها بنسبة اكبر بالإضافة إلى أنه اختراع اقتصادي في كلفة إنشائه ولا يحتاج إلى صيانة دورية مكلفة.
وتتلخص مهام المحطة بتنقية الهواء من غبار مصانع الاسمنت وتحويله إلى مكعبات طين والتصدي لكل ذرة غبار صادرة عن الصناعات وتستهلك المحطة (150) لتر ماء لتخليص الهواء من متر مكعب من الغبار قبل انبعاثه للجو.
وتوجه ضمره بعد أن حصل على براءة لوزارة البيئة وخاطبها بعدة كتب رسميه من اجل أن تتبنى المشروع إلا أنه لم يجد ردا من الوزارة وكان في كل مرة يتوجه بها إلى الوزارة يجد عوائق تحول دون أن يتم مساعدته أو تبنى المشروع.
وطلب ضمرة من بعض المسؤولين في الوزارة تزويده بنسبة تركيز الغازات في الهواء بالإضافة للنسب التي تصدر من المصانع الكبيرة في الأردن إلا أن شيئا لم يصله للآن.
وما زال ضمره يتمنى أن يحظى اختراعه بالاهتمام المحلي والحماية قبل أن يسوقه في الخارج مشيرا أن الاختراع يفيد البشريه وأنه لا يرغب في تسويقه بالخارج قبل أن يستفيد منه الوطن.
المفضلات