إخوان الأردن أمام ثلاثة سيناريوهات للخروج من أزمة غير مسبوقة:
انشقاق داخلي وتعدد في الشرعيات أو لفلفة الجراح أو مقاطعة الانتخابات البرلمانية!
الحقيقة الدولية - كتب محرر الشؤون المحلية
أكدت مصادر إخوانية لـ "الحقيقة الدولية" صحة الأنباء التي تحدثت عن استقالة المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور همام سعيد، إلا ان المصادر توقعت ألا يقبل مجلس شورى الجماعة هذه الاستقالة، لافتة إلى أن هذه الخطوة تأتي كنوع من المناورة لدفع المجلس إلى إعادة تشكيل المكتب التففيذي للجماعة و "التخلص" من عناصر "حمائمية" يقف على رأسهم الدكتور رحيل غرايبة، في سياق لعبة التجاذب الأكثر شدة في تاريخ الجماعة، بين من يسمون حمائم وصقورا.
بالتوازي مع ما يجري داخل الجماعة من صراع مرير غير مسبوق، بدا أن حزب جبهة العمل الإسلامي دخل في نفق مظلم، بعد ذهاب كل طرف من الأطراف المتصارعة، إلى المدى الأبعد في التشدد، فقد نقل عن مناهضي انتخاب زكي بني ارشيد أمينا عاما للحزب، قولهم إنهم على استعداد لإقفال مقر الحزب بالحديد على أن يدخله بني ارشيد أمينا عاما، فيما بدا ان بني ارشيد سجل أكثر من "نقطة قوة" على منافسيه، عبر تجييشه لأنصار كثر إبان انتخابات مجلس شورى الحزب، حيث تبين انه عمل على "تصعيد" الكثير من أنصار خطه، إلى حد أنه مستعد للاحتكام إلى رأي مجلس شورى الحزب في مسألة اختياره أمينا عاما للحزب، وهو الطلب الذي تبناه الحمائم، حيث طالبوا بتخويل أعضاء شورى الحزب مسألة انتخاب فعلي لأمينهم العام، بغض النظر عن "ترشيح" مجلس شورى الجماعة!
الجانب الأكثر أهمية في الأزمة الإخوانية، دخول مكتب الإرشاد على الخط، عبر عيون واجتهادات المراقب العام الأسبق، وهو عبد المجيد ذنيبات، الموجود في القاهرة الآن، وهو محسوب على تيار الحمائم، حيث يتعاطى مكتب الإرشاد مع ازمة إخوان الأردن وفق ما يرى الذنيبات، العضو الأردني الوحيد في المكتب، رغم أنه ليس له أي صفة قيادية في تنظيم إخوان الأردن.
السؤال المطروح الآن، بعد تفاقم أزمة الإخوان في الأردن، هو ما مستقبل التنظيم، بين يدي شهور قليلة على الاستحقاق الإنتخابي النيابي، المنتظر إجراؤه في الثلث الأخير من هذا العام، تقول المصادر الأخوانية لـ "الحقيقة الدولية" إن هناك عدة سيناريوهات مفترضة للخروج من الأزمة، أسوأها حدوث ما يسميه "الإنشقاق الداخلي" أو تعدد الشرعيات داخل التظيم، حيث تزداد حالة الفرز التنظيمي، أفقيا وعاموديا، وهو ما أشارت إليه بعض وسائل الإعلام بتعبير "التنظيم السري" وهو اصطلاح يلوي عنق الحقيقة، وفق تعبير المصادر، ويستهدف زيادة التحريض على الجماعة، أما السيناريو الثاني فهو يذهب باتجاه لملمة الجراح، دون شفائها، وترحيل الحل الجذري لمواجهة الاستحقاق الإنتخابي، أما أسوأ السيناريوهات، فهو اتخاذ قرار بمقاطعة الانتخابات، كنوع من الفرار للأمام، خروجا من عنصر تفجيري آخر، قد يفاقم حالة الفرقة الداخلية.
وتبقى مسألة، كما تقول المصادر، وهي مستقبل الجماعة كحركة دعوية رسالية، تضررت كثيرا صورتها وتآكلت على نحو غير مسبوق على خلفية الفرز الإقليمي، وهو فيروس ضرب قطاعات واسعة من المجتمع، ولم ينج الإخوان منه، حتى ان هذه المسالة باتت تشغل كبار مشايخ الإخوان، وبحسب المصادر، فقد يخرجهم استفحال هذه الظاهرة من هالة الاحترام الشعبي، والنقاء الدعوي، ويدخلهم في دائرة تعتبرهم مجرد حزب كغيرهم من الأحزاب، يتم تقديمهم وتأخيرهم – خاصة في الانتخابات - وفق ثقل مرشحيهم العشائري والاجتماعي، بعد زوال "قيمتهم المضافة" كمشايخ ملتزمين يشكلون عنصر جذب لدى الجمهور المتدين.
المصدر : الحقيقة الدولية - كتب محرر الشؤون المحلية 25-5-2010
المفضلات