الاسلاميون بانتظار "وساطة مصرية" لحل خلافاتهم.. والنقابات مهتمة فقط بمقاومة التطبيع
الاردن.. انحسار موجة الجدل حول الملفات الخلافية والجميع دخل في مزاج انتخابات 2010
كما يحصل بالعادة في الساحة السياسية خفت حدة التجاذبات بشكل كبير داخليا على خلفية هواجس الوطن البديل والبيانات المتضادة، كما تلاشت وبنفس الطريقة التجاذبات التي شهدتها الساحتان الاعلامية والسياسية عام 2008 على خلفية معركة من اجل الاصلاح والتغيير.
وولادة قانون الانتخاب المؤقت الجديد كان لها الاثر البارز في تجاهل النقاش الساخن في صفوف النخبة السياسية طوال الاسبوعين الماضيين، فقد اثبتت حكومة الرئيس سمير الرفاعي انها قادرة على فرض تصورها لقانون الانتخاب بصرف النظر عن الاعتراضات او الملاحظات عليه داخل مؤسسة القرار وخارجها.
وبهذا المعنى اصبح قانون 'الدائرة المفردة' المنسوخ تماما من قاعدة الصوت الواحد والذي يحافظ عليها هو الاطار الواقعي للعبة السياسية على الاقل، وعلى الجميع المبادرة والفعل والتكتيك فيما بعده، الامر الذي صرف كثيرين لاجراء حساباتهم السياسية على المستوى الفردي والحزبي مبكرا.
وليس سرا في السياق ان قانون الانتخاب اصبح بعبقرية الذهنية المحافظة في الحكومة هو سقف النقاش ولم يعد السقف تلك الموضوعات المثيرة او التي لا يمكن التوافق عليها سواء تعلق الامر بالولاية العامة والدعوات لدسترة قرار فك الارتباط او بجدل الهوية الوطنية وتجاذبات خيارات السلام وتداعياتها.
ولذلك ينشغل الجميع بقانون الانتخاب الجديد وترك السياسيون والاعلاميون نسبيا الملفات والقضايا التي كانوا يطرحونها احيانا بغرض التسلية او الحضور واحيانا بهدف استقطاب الاضواء واحيانا ثالثة بغرض المناكفة والاعتراض والشغب.
ولهذا الانشغال عمليا ما يبرره، فالبعض ضد القانون والبعض معه لكن الجميع يبدي استعدادا للتعامل معه كأمر واقع والجميع دخل بالتفاصيل بما في ذلك التيار الاسلامي الذي اتخذ موقفا معارضا من صيغة الانتخاب الجديدة لكنه لم يؤسس حملة كانت متوقعة للتنديد بهذه الصيغة حتى ان القيادي البارز عبد اللطيف عربيات لم يظهر اي جملة اعتراضية خلال نقاش ضم اركان مجلس الاعيان مع اركان الحكومة وخصص لملف الانتخابات.
وبالتوازي خف الضجيج تحت عنوان مبادرة الميثاق الوطني التي يقودها رئيس الوزراء الاسبق احمد عبيدات، وبدا واضحا ان وجود صاحب المبادرة في دائرة الفعل دوما من المحركات الاساسية لزخم المبادرة الداعية لمعالجة ملف الوحدة الوطنية والعلاقات الاردنية ـ الفلسطينية تأسيسا على نص البند السابع من الميثاق.
ولأسباب شخصية غاب عبيدات بعد سلسلة محاضرت خارج البلاد، وسيغيب طوال الاسبوعين المقبلين ايضا، ورغم انه اشار في حديثه سابقا لـ'القدس العربي' بأن مبادرة الميثاق طورت نفسها بنفسها وفي طريقها لتصبح مؤسسة على شكل 'منبر وطني' ثم عاد واوضح بانه لا يقصد حزبا سياسيا .. رغم ذلك انحسر نسبيا الحديث عن المبادرة بسبب سفر صاحبها.
وفي السياق فأن مبادرة عبيدات وخلافا لبعض الانطباعات لم ترتب مع مؤسسات القرار لكن طريقها لم تعترض عمليا بالمقابل وهو امر يؤكده عبيدات قبل سفره وهو يشير الى انه لم يشاور احدا ولم يتصل به او يسأله احد خصوصا من الحكومة.
وعلى جبهة متسقة ايضا غاب عن النقاش التفاعلي بيان لجنة المتقاعدين الذي شغل الجميع لثلاثة اسابيع والذي حصلت خلافا لمبادرة عبيدات اعتراضات اساسية عليه داخل مؤسسات القرار.
تعني هذه المستجدات ان الحراك الصاخب يدخل في السياق الاعتيادي لما يجري بالساحة السياسية، فالخلافات داخل بيت الاخوان المسلمين لا زالت قائمة وتتجذر بحيث تطلب الامر وساطة النسخة المصرية من مكتب الارشاد الاخواني والنقابات المهنية وحدها في دائرة الفعل والصخب تحت عنوان مقاومة التطبيع وهو عنوان مناسب الآن للصف الرسمي في مواجهة صلف وتآمرات نتنياهو.وتعني ان الجميع بمن في ذلك المعترضون دخل في مزاج انتخابات 2010 ويستعد لها، اما الرسائل السياسية الاساسية من مؤسسة القرار فيفترض ان تتضمنها فعاليات وخطابات الاحتفال الوشيك بعد يومين بعيد الاستقلال حيث سيتم توجيه بعض الرسائل لبعض الجبهات.
المصدر : الحقيقة الدولية - القدس العربي 24.5.2010
المفضلات