كان شموخ الوهم ظاهرٌ على وجهها وهي
تتمايل في أحضان عشاقها الذين
أضحى عددهم ليس بالقليل حتى
أن ملعبها غدا لا يتسع لهم جميعاً
فأوقفتْ معظمهم على دكة الاحتياط
في ترفٍ كانت تتراقص وترمي بسهامها
ونشوة الإغراء تطغى على وجهها الذي
تخللهُ ابتسامة مكر فتلهو بقلوبٍ مخدوعة
ربما أحبتها
دوماً تلتحف بلباس الطيب فتتصنع الحب والحنان
ومن هنا وقع في شراكها قلوب نقية لم يتخيلوا ولو
لوهلة بأن كل ذلك إنما هو تمثيل وإتقان لـ الدور
الذي طالما لعبه غانيات في عصورٍ قد مضت
كـ شفيقة القبطية أو هند صبري اللتان
جمعتا المكر والإغراء والطيب والحب
تجيد التمثيل وبـ التغنّج والدلال أسرت أرواح
هامت بحبها وكأنها مارلين مونرو في ذروة
شبابها
هي دوماً تطرق ابواب الأدب فتجيد البلاغة
وحسن المقال وتنميق الكلام وهاكذا كان .......
في زمن الخلافة الأموية وما بعدها
فال....... التي تجيد الأدب هي أميز وأرغب
ولها الأيادي تأشّر دوما وبكل سهولة تكسب
ودّ قلوب الرجال
كثيراً ما تذرف عيناها الدموع وبغزارة
لإن جحيم الوهم والخداع جعلها في حيرة ليس
لها نهاية لأن روحها جائعة، ضائعة
وهكذا هن ......... وعادةً تكون نهاية
حياتهن بالانتحار ...
ومن على دكة الاحتياط كان يتأملها حبيب الامس
الذي وجد نفسه منبوذاً بعد أن أخذ مكانهُ غيره
وقف مع نفسه برهة وتذكر الأيام الخوالي
تذكر عندما انتشلها من حضيض الآلآم
وكأنها زهرة أضناها الذبول فأعاد إليها الحياة
احتضنها ورسم لها طريق الأمل بعد أن فرشهُ
لها وروداً
كان سندها في أوقات ضعفها , حرم نفسهُ لتنعم
كانت بالنسبة له زهرة ندية بل كانت في ناظره
ملـــكة
أنخدع بعهدها فأمن غدرها
وها هو اليوم يقف على دكة الاحتياط
قد تضطر إليه فتدعوه لبعض الحب الزائف.
وفي غمرة الذكريات أفاق من وهمه مطلقاً
ضحكة مدووية, وأدرك أنهُ إنما كان يعيش
وهم تحت مسمى الحب
فانطلق مسرعاً ليغادر دكة الاحتياط,
تسارعت خطواته وما أن غادرها حتى وقف
فالتفت إلى ملعبها للمرة الأخيرة قائلاً:
تباً لكِ أيتُها الغانية
المفضلات