إذا مات ابن آدم كان له ثلاثة أصدقاء
صديق يبقى فى بيته ولايغادره ؛ وصديق يذهب إلى القبر يودعه ثم يرجع ، وصديق يدخل معه قبره ،
أما الصديق الذى لايغادر البيت فهو المال يقول له أذهب فأنا اليوم لست مالك وإنما مال غيرك ، وأما الصديق الذى يذهب حتى القبر ثم يرجع فهو الأهل والأحباب وهو لايستطيع دخول القبر معه لماذا ؟ لأن باب جمرك القبر مكتوب عليه " ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مره "فلا يستطيع أحد أن يدخله سوى الميت فقط ، وأما الصديق الذى يدخل معه القبر بدون إستئذان فهو العمل سواء كان صالحا أو خبيثا فإن كان العمل صالحا فهنيئا لك ثم هنيئا وإن كان خبيثا فندامة عليك ثم سحقا فأجعله صالحا يكن لك خير أنيس .
آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق أكثر من الزاد فإن السفر طويل ، وجدد السفينة فإن البحر عميق .
الصديق الذى سيدخل معك قبرك هو حى وأنت ميت لايفارقك طرفة عين فأحسن فى أختيار صديقك هذا وانظر إلى من تختار من الأصدقاء فهو ليس صديق الدنيا الفانيه وإنما هو صديق الآخرة الباقيه فأجعل صديقك هذا سفينة النجاه من أمواج الآخره المتلاطمه فعملك الصالح هو قائد السفينه ووقودها فأجعله لك لا عليك واعلم يابن آدم أن هناك من لايغفل ولاينام ولايعذب عنه مثقال ذرة فى السماء ولا فى الأرض هناك من هو رقيب عليك فكن على نفسك رقيبا واعلم أن هناك شاهدا عليك فكن على نفسك شهيدا قبل أن تشهد عليك جوارحك .
م ن
المفضلات