الوطن أولا وثانيا وثالثا و أابدا
المتابع إلى بعض المواقف مع كل الأسف سوف يجد بعض الأشخاص قد اسقط بعلم أو بدون علم من واجباته واهتماماته ما يجب الالتزام به من أولويات قد فرضتها عليه أخلاقيات المواطنة تجاه الوطن الذي يعيش فيه ويكنى به عند أول خطوه خارج حدود بلده ويتنعم بخيراته لتتشابه الأمور لديهم حتى وصل بهم الأمر إلى أنهم غفلوا أو تغافلوا انه لا اكتمال للأيمان إلا بحب الوطن والإيثار والإخلاص بصدق للوطن والمحا فضة عليه فلا عزه إلا بعزة الوطن ولا منعه إلا بمنعة الوطن ولا سلامه إلا بسلامة الوطن ولا كرامه إلا بكرامة الوطن .
واليوم مهما كثرة الصعاب على الوطن الأردني فإن هذا الوطن الهاشمي يبقى عصياً وقادراً على تجاوز تلك الصعاب والتغلب عليها إن وجدت ومسبباتها ، وأن أية محاولات للنيل من نسيجه الاجتماعي لن يكتب لها النجاح على الإطلاق وسوف تؤول بالفشل والاندثار والزوال وان الفخار هو حليف هذا الوطن الذي تحميه عزيمة الأردنيين المؤمنة بإرادة الله وتحرس هذه العزيمة قيادة هاشميه حكيمة مخلصة وغيورة على مصلحة الوطن الملك عبد الله الثاني ابن الحسين زعيم محنك صادق الوعد والعهد سخر كل جهوده وطاقاته من أجل الحفاظ على هذا الوطن مصانا كريما عزيزا وعندما أقول ذلك فهذه حقيقة لا لبس فيها ولا أقول لإثبات الثابت .
وإنما للتأكيد على أن من ذهبوا إلى إثارة بعض التوجسات والمخاوف بشأن بعض الأحداث الفردية التي حصلت خلال الفترة الماضية إنهم كانوا بهذا التهويل وهذا التضخيم يعبرون عن فكر هم يحملونه وهم يأملون بحدوثه وكأنهم لم يقرؤوا تاريخ الأردن ولو قرؤوا لأدركوا إن الشدائد والمحن ما زادت هذا البلد إلا شموخا واقتدارا وقوه في مواجهة الأزمات والانطلاق صوب المستقبل المنشود بهمه أكبر وبثقة أعظم وبعزيمة لا تلين .
ولكن مَن أغشى الله أبصارهم وأعمى بصائرهم يصعب عليهم التحرر من أحلامهم ورؤية الحقائق والتسليم بها ومثل هؤلاء من ضعاف النفوس يصعب عليهم اليوم التسليم بأن الوطن يسير في اتجاه تذليل كل الصعوبات أملا منهم من اجل تحقيق أهداف كامنة أو لوجود دوافع شخصيه أنانية تسعى لأجل التمصلح والتكسب من خلال الأزمات حتى ضن هؤلاء بأن الطريق لتحقيق أحلامهم وأوهامهم هو عبر تدمير مقدرات وانجازات وتراث الوطن .
ولهذا فلا عجب أن يشعر ضعا ف النفوس بالضيق والامتعاض أمام ما تشهده الساحة الاردنيه من تناغمات يتجلى فيها الاصطفاف الوطني من قبل مختلف أبناء الشعب الأردني الأبي في مواجهة مستصغرات الشرر وإخمادها خاصة وأن مثل هذه التناغمات قد عكست بالدليل القاطع أننا أمام تشكل وعي جديد يستند في مساراته على رؤية وطنية تغلب إرادة العام على الخاص وقاعدة التواصل والتفاهم والحوار على مأ سي النفور والتشابك والتناحر والأردنيون يؤمنون بان الأردن لجميع الأردنيين وهو يتسع للجميع ومسئولية الارتقاء والنهوض هم مشترك يتفانى فيه الجميع بدون أي استثناء وبتشكل هذا الوعي واتساع امتداداته على جهات الوطن الاربعه يغدو من الواضح أن ما يجمع بين أبناء هذا الوطن عروة وثقي لا انفصام لها أساسها الولاء للملك عبد الله الثاني اعزه الله والحب والانتماء لهذا الوطن ناهيك عن الثوابت الوطنية التي يتصدرها الولاء للنظام الملكي الأردني والوحدة والديمقراطية والأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي .
وان هذا الإيمان العام لدى الأردنيين والوعي الذي تتقدم فيه مصلحة الوطن على ما دونها من المصالح الشخصية الذاتية الضيقة هو ما ينبغي أن تؤسس عليه كل التطلعات والتوجهات لدى الجميع لكونه الذي تتهيأ فيه كل الفرص للجميع ويصبح فيه التنافس .الديمقراطي يدور حول مصلحة الوطن والتنافس على تقديم الأفضل وخدمة الناس وكسب ثقتهم .
وبالتالي ما يجب إدراكه أن مثل هذه الحالة من الوعي لم تنشأ بمحض الصدفة وإنما هي حصيلة طبيعية لتحول يعبر عما وصل إليه أبناء المجتمع الأردني من نضج سياسي إزاء كل التغيرات والمتطلبات التي يتعين الأخذ بها من أجل النأي بالوطن عن تأثيرات تلك المتغيرات وما تحمله من العواصف .
وهنا يجب على ضعاف النفوس أن يمعنوا النظر في مواقفهم وأن يخرجوا من تخلفهم ويتسا موا عن الصغائر والمسلكيات والممارسات الضارة بالوطن وعليهم الفهم الواعي أن الإنسان كبير بوطنه ولمن يرغب أن يحقق لذاته موقعا بين الكبار لن يحقق رغبته إلا بعد أن يتتبع مسالك الكبار كونهم أصبحوا كبارا بإخلاصهم للوطن وإيثارهم لمصالح ألعامه على مصالحهم كانوا عظماء بأخلاقهم وتواضعهم وغلبوا مصلحة الوطن على مصالحهم الشخصية ودائما في التاريخ عبره ففي كل حقبه هناك من هم صغار وهناك أيضا من هم كبار ولكل مرحله شروطها والشخص حيث يجد نفسه .
الأردن أكبر من كل المصالح فهو الأم التي تحتضن الكل أم لجميع أبنائه ولكل مواطنيه نستمد منه العزة والكرامة والافتخار لا طهاره إلا بطهارته وحب الانتماء إليه ولا نصر إلاّ بنصر الوطن ولا اعتزاز إلا بعزة الوطن ومن أجل الوطن ولا صواب إن لم يكن لصالح الوطن ولا جمال إلا بجمال الوطن فهو الأبدي لقد كرمنا الله وكرسنا لخدمته وذلك لعلو منزلته فمن أحق وأجدر بالولاء له أولاً وثانياً وثالثا وأبداً وإذا أردنا أن نختلف فلنختلف من اجل الوطن ومن اجل التنافس لخدمة الوطن و ليس لأجل مصالح شخصيه رخيصة ومكاسب دنيويه زائلة أو أهواء ذاتية ضيقة .حمى الله الأردن حمى الله مليكنا حمى الله الاسره الهاشمية حمى الله قواتنا المسلحة درع الوطن حمى الله أجهزتنا الامنيه الساهرة على أمن الوطن حمى الله هواء الوطن وطيور الوطن وأشجار الوطن حمى الله شعب هذا الوطن أمين
نواف عليان الخالدي
المفضلات