بعد أن رفضت سلطات معبر رفح سفره للعلاج عدة مرات
"سعيد العمور" فلسطيني صعدت روحه إلى بارئها تحت وطأة الألم
الحقيقة الدولية – رفح – محمد الحر
حمل المواطن الفلسطيني سعيد عبد الواحد العمور – 45 عاما - أوجاعه بين ضلوعه التي تئن تحت وطأة المرض العضال الذي استوطن صدره ودار بتقاريره الطبية على مكاتب المسؤولين بوزارة الداخلية في غزة مناشدا كل من لدية قلب رحيم أن يرحم أوجاعه من جراء المرض اللعين " السرطان " الذي تكالب عليه واخذ ينهش بصدره دون هوادة .
كان كل ما يريده " سعيد " هو تسجيل اسمه بكشوف المرضى المسافرين إلى مصر لتلقى العلاج بالمستشفيات المصرية وقد تم بالفعل تسجيل اسمه بكشوف المرضى المقرر سفرهم إلى مصر من خلال معبر رفح ، إلا أن حظه العاثر أوقع اسمه بآخر قائمة كشوف المرضى الذين أعيدوا مرة أخرى إلى القطاع دون أن يتمكنوا من السفر.
وعاد " سعيد " إلى بيته مرة أخرى بحي " العمور " شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة وهو يعض شفتيه بين أسنانه ليكظم ألمه ولملم حزنه واستسلم لوخذات المرض اللعين وهو يواصل غرس مخالبه في حنايا صدره الموجوع أملا في أن تأتيه فرصة قريبة للسفر بغرض العلاج بمصر أو الخارج.
ورغم أن هناك اتفاقية بين الجانبين المصري والفلسطيني تقضي بالسماح للحالات الإنسانية الصعبة المرور عبر رفح وخاصة لمن هم في مثل حالة " سعيد " المريض بالسرطان وخاصة انه يحتاج إلى متابعه حثيثة وعلاج مستمر إلا أن السلطات المصرية لم توافق على سفره للعلاج دون إبداء الأسباب التي دفعتها للرفض خاصة مع تكرار محاولات هذا المريض للسفر إلى مصر.
وخلال هذا الأسبوع ومع فتح معبر رفح البري بكلا الاتجاهين قام " سعيد " بتسجيل اسمه على قوائم سفر المرضى إلى القاهرة للعلاج وتوجه برفقة المرضى على متن الباص المتوجه إلى معبر رفح ، إلا انه فوجئ برفض السلطات المصرية داخل المعبر الموافقة على سفره وقامت بإرجاعه مرة أخرى إلى الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة ، وهو ما تسبب في حالة من الحزن الذي ضاعفت من آلامه حيث استسلم لقدره وعاد مجددا إلى منزله ليزداد وقع الألم في إنحاء جسده وتتعالي صرخاته حيث قام ذويه بنقله فجر اليوم الأربعاء إلى المستشفى الأوروبي بالقطاع.
إلا أن حجم الألم قد فاق حد احتمال جسده الواهن فلفظ أنفاسه الأخيرة وصعدت روحه إلى بارئها دون أن يتحقق حلمه بالسفر إلى مصر لعله يحظى بالعلاج ويعود إلى أسرته معافى ككثيرين غيره ممن قضوا رحلات علاج ناجحة من ثل هذا المرض اللعين وعادوا إلى أسرهم من جديد بقطاع غزة.
توقف قلب " سعيد " عن النبض وسكن جسده المسجي بلا حراك بينما الجريمة ما زالت مستمرة وترتكب كل يوم بحق عشرات أمثاله من المرضى الذين تئن أجسادهم تحت وطأة المرض والألم ، بينما الحدود المغلقة تحكمها السياسة وتغيب عنها الرحمة والإنسانية ، ومواكب تشييع ضحاياها باتجاه المثوى الأخير لا تتوقف... حسبنا الله ونعم الوكيل.
المصدر : الحقيقة الدولية – رفح – محمد الحر 19-5-2010
المفضلات