ملحق الشباب
الأمثال الشعبية.. في ذاكرة الشباب
أجمع شباب على أهمية الأمثال الشعبية في الحياة اليومية، مؤكدين ضرورة الالمام بهذا التراث الذي يحمل في طياته دروساً وعِبراً وحكماً تفيد الشباب في حياتهم وتزودهم بكثير من القيم والأخلاق.
وأرجعوا سبب ابتعاد بعض الشباب عن استخدام الأمثال في حياتهم إلى التحضر والتمدن؛ ما يجعل الشباب يبحثون عن مفردات إنجليزية تؤدي الغرض عوضاً عن الأمثال الشعبية.
مواقف طريفة
تقول ميس الخزاعلة: نحن كفتيات نستخدم الأمثال في بعض المواقف التي نمر بها وتخرج بطريقة لا إرادية، وقد قمت بحفظها من أمي وجدتي من كثرة ترديدها أمامي على الرغم من أن هناك أمثالاً باللهجة القديمة والتي يصعب عليَّ فهم معناها، ولكني ألاحظ أن استخدامها ما زال شائعاً في حياة الفتيات وكذلك الشباب.
وتابعت: أن من أكثر الأمثال التي أحبها «من طوّل الغيبات جاب الغنايم» فأنا أردده دائما وهو يستخدم في حالات انتظار شخص ما تفاؤلاً بحدوث أمر جيد.
وتعتبر ماجدة الماضي أن الأمثال تعبير عفوي عن موقف أو حدث موجز البلاغة.
وتقول: نتعلم من الأمثال الحكمة والعديد من الفضائل والخصال الحميدة فأجدادنا لم يتركوا مثلاً إلا وتضمن موعظة، فهناك أمثال عن الحب ونبذ الكراهية والذكاء والغباء والصبر والإيمان والنصح وعلاقة الأم بأولادها أو علاقة النسب والأنساب وكلها تحض على الترابط ونبذ الخصال السيئة والابتعاد عنها.
اندثار.. ولكن!
ويعزو محمد الجبور سبب ابتعاد بعض الشباب عن استخدام الأمثال في حياتهم إلى التحضر والتمدن؛ ما يجعل الشباب يبحثون عن مفردات إنجليزية تؤدي الغرض عوضاً عن الأمثال الشعبية.
ويضيف: أن قلة احتكاك الشباب المباشر بأجدادهم وكبار السن في الأسرة كانت أحد أسباب اندثار كثير من الأمثال عند شباب اليوم.
ويوافقه الرأي عبد الحميد الشعار ويرى أن الكثير من الشباب يرون أن الأمثال لا تتماشى مع روح العصر وأنها لا تصلح لهذا الزمن.
ويرى منتصر الرفاعي أن الأمثال تختصر الحديث لمن يفهم معناها ويستوعبها. ويتابع: بالنسبة لي كثيراً ما كنت استمع لجدتي التي تلجأ إلى الأمثال في كل أحاديثها، وكنت أتعجب من بلاغة هذه الكلمات وإيجازها فعلى الرغم من أن جدتي لا تعرف القراءة أو الكتابة إلا أنها تقول ما يشبه الشعر المقفى في أمثالها.
وتشير ميساء العبادي إلى الكثير من الأمثال التي تحمل في طياتها دروساً وعبراً وحكماً تفيد الشباب في حياتهم وتزودهم بكثير من القيم والأخلاق.
وتقول: أحياناً تروي هذه الأمثال الشعبية بعض جوانب البطولة والمروءة والشهامة العربية لأنها لم تأت عبثاً بل جاءت نتاج تجارب ومواقف إنسانية عبروا عنها بالأمثال، فحفظها آباؤنا من أجدادنا وننقلها لأولادنا وهم بدورهم ينقلونها لأولادهم ليبقى استخدامها لآخر الزمان ولا أعتقد أنها ستزول بيوم من الأيام، لذا لا بد من الاهتمام بها والحفاظ عليها.
تراث مهم
وتشيد عبير نزال باهتمام كثير من الشباب بمتابعة الأمثال الشعبية والحفاظ عليها حيث أصبحت بمثابة مرجعية ارثية للكثير منهم لأنها مليئة بالعبر والحكم والحلول العبقرية لمعظم المواقف والمشكلات.
ويرى مصعب فريحات أن لوسائل الإعلام دوراً كبيراً في الحفاظ على هذا التراث من خلال بوابة الفن لاستعادة ما فقدته الأيام وطغت عليه التكنولوجيا.
ويضيف: تراثنا مليء بالأمثال التي يمكن أن تصبح برامج أو حتى مسلسلات، فالإعلام المحلي له دور كبير في إدخال هذه الأمثال إلى عقول شبابنا للحفاظ عليها على مر الأجيال.
ويرى فريحات إمكانية إعادة هذه الأمثال إلى حياتنا عن طريق دمجها في الأعمال الفنية المحلية سواء في الإذاعة أو التلفزيون أو نشر مسابقات في الصحف أو في جميع وسائل الإعلام عن هذه الأمثال، ولاسيما لو كان هناك كتب أو دراسات تحوي هذا التراث للحفاظ عليه كنوع من الميراث للأجيال القادمة.
رويدا السعايدة
رد مع اقتباس
المفضلات