عندما تدخل إلى محل «نوفوتيه» وتطلب اكثر من قطعة ملابس للاختيار، تقيس هذه وتبدل تلك.. ثم تصل إلى قناعة أن شيئاً لم يعجبك، فإنك قبل أن تخرج – لا شعورياً – تحاول أن ترتب القطع المبعثرة على طاولة البائع وتعيدها إلى وضعها الطبيعي، بالمقابل فإنّ الرجل سيبادرك حتماً بعبارة «عنك جاي» لعدم ثقته بقدرتك على «التصفيط»..
***
وبنفس السياق يعاملك «البنشرجي».. إذا ما استليت «بربيش الهوا» ومضيت به نحو مركبتك فانه سيلحقك ويقول لك «عنك جاي».. كي لا يخسر نصف دينار «بغشيشه» ولأنه يعرف انك غير أهل «لتعيير العجال».. كما يجب.
***
مثال مختلف، عند دخولك إلى سوبر ماركت لتشتري بعض الشوكلاته والشيبس لأولادك.. لاحظ أنك بمجرد تناولك كيس البلاستيك لتعبئته.. فإن موظف المحل سيترك الصندوق ويتناول الكيس من يدك مردداً «عنك جاي»... ليس محبة بك، ولا لعدم ثقته باختيارك.. ولكن خوفاً من أن تحش «مصاصة» في جيبك على غفلة أو ان تواري حبة «راس العبد» في بطانة الجاكيت... إذن كما تلاحظون فإن «عنك جاي تقال بحالة انعدام الثقة بإنجاز العمل كما يجب».
***
وبناء على ما ذكر، بودي أن أقول للجنة تسعير المحروقات: عنكو جاي.. اعطونا برميل النفط كما هو عالمياً بـ70 أو بـ80 دولاراً.. ونحن نصفيه براحتنا: أوكتان 90 .. أو أوكتان 95.. أوكتان 20 .. نغمسه برغيف مشروح.. نلعن «اكته».. نحن أحرار.. أما ان نترك الوضع هكذا «تلولحي يا داليه».. صعب..
احمد حسن الزعبي
المفضلات