فالمؤمنون بنيان واحد ، يشد بعضه بعضاً ، قال الله سبحانه وتعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) [ المائدة : 2] و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ) ، ويدخل في هذا الباب كل تعاون وتكاتف لفعل الخير والطاعة وتقديم المعونة للفقير والمحتاج واليتيم ، وما إلى ذلك من صور تكافل المجتمع وتعاونه ، قال صلى الله عليه وسلم : (َ السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ ) ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ) .
وأعظم التعاون ورأسه التعاون بين الأخوة لإقامة دولة الإسلام ورفع لواء الدين ، والقيام بأعباء الخلافة وعمارة الأرض بالخير ، فهذه أعمال كبيرة ليس بمقدور المسلم أن ينجزها بمفرده ولابدَ أن يجتمع الأخوة من أجل القيام بها ، ضمن أسس ومبادئ تنظَم عملهم .
فلا بدَ للأخوة أن تتكاتف جهودهم من إعداد وتخصص ، وأجهزة و تتكامل فيما بينها وتتعاون لحمل لواء الدين .
أيها الاخوة المؤمنون :
علينا أن نزيل كل الحواجز والعقبات التي تقف حائلاً في سبيل النهوض بأمتنا وأن تجتمع قلوبنا وطاقاتنا وجهودنا وتتآزر معاولنا لإعادة بناء صرح الخلافة على منهاج النبوة .
المفضلات