من بينها التحرش الجنسي ومقايضة العلامات بـ"خدمات" ورشاوٍ
الزميل حلمي الاسمر يكتب عن معاناة طالبات الجامعة مع اساتذتهن!

الحقيقة الدولية - عمان
كتب الزميل حلمي الأسمر مقالا في صحيفة "الدستور" حول معاناة بعض الطالبات في الجامعات الأردنية مع أساتذتهن وتعرض بعضهن إلى التحرش الجنسي، وفي بعض الحالات مقايضة العلامات بـ"بخدمات"!، بحسب رسالة وصلته من احدى القارئات.
يقول الزميل الاسمر في مقاله
ما أكتبه اليوم ليس قضية شخصية تخصني وحدي وإنما هي قضية وطن ومستقبل أمة ، التعليم الجامعي ركن أساسي من أركان بناء الدولة العصرية وعليه يقع الدور الأكبر في تنمية المجتمع والفرد أو هكذا من المفترض أن يكون.
دخلت الجامعة وكلي أمل بالتخرج منها وقد اكتملت لدي فكرة أن الجامعة صرح له قدسيته فكنت أخاف الزلل أوالوقوع في أي تقصير على اعتبار أني في معبد ، كنت أعتقد أن الدكتور الجامعي رجل منزه عن الخطأ أوعلى الأقل شخصية لها احترامها في المجتمع وتقدير لعلمه ومكانته ودوره في بناء أجيال هي اللبنة الأساسية التي سيقوم عليها المجتمع في بناء الحضارة والتقدم والرفعة ، اليوم أنا في السنة الرابعة وألخص بعضا من الوقائع التي خرجت بها من إحد الصروح العلمية الجامعية ، وما علق بذهني عن أناس كان من المفروض أن يكونوا قدوتي مع الأسف،.
ما يحدث في الجامعة مجزرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى هو قتل جماعي يمارس بدم بارد تحت غطاء شرعي يحلل كل المحظورات ويحرم ويجرم التمسك بالمبادئ.
سأبدأ سردي بما هو أخطر من الوقائع نفسها : وهو سطوة الأستاذ الجامعي وتغول القوانين التي تبيح للأستاذ الجامعي انتهاك أعراض الآخرين ومنها لا للحصر صلاحيات الدكتور في عقاب الطلبة ويتبعها كيفية تكوين اللجان التي يشرف عليها القاضي نفسه والمتهم ، ليخرج الطالب هوالمدان كونه الحلقة الأضعف في المعادلة،.
التحرش الجنسي آفة باتت بحاجة لوقفة جادة فما رأيك يا سيدي حينما تُساوم طالبة على علامتها إن رفضت الرضوخ لرغبات دكتورها الذي قد تضطر للتسجيل في محاضراته كونه الدكتور الحصري للمادة ، مع العلم أنا لا أتحدث عن حالة فردية بل عن ظاهرة المسكوت عنه ، دكتور يطلب من طالبته أن يتحسس جسدها وحسب: وآخر يساومها على قبلة وغيره يراودها عن نفسها مقابل تفوق ، ماذا نفعل نحن معشر الإناث هل نخبر عائلاتنا ونقلب الجامعة ساحة معركة أم نرضخ لهذا الاستغلال ونخسر معه شرفنا أم نشتكي؟ ولكن من منا قادرة على فضح نفسها وهي غير ضامنة للنتائج التي قد تصب في مصلحة الدكتور المهيمن على المواد الحصرية التي تتيح له التمرد على أعراض الآخرين ومن ثم كيف لنا أن نشتكي إن كنا حبات قمح وقاضينا دجاجة ،،.
ما رأيك في وضع العلامة حسب معرفة أهالي الطلبة بالدكتور؟ ما رأيك باستغلال بعض الأساتذة للطلاب من خلال إجبارهم على إحضار أبحاث ليستفيد هو منها في واجبه في البحث العلمي؟ هل تعلم يا سيدي أن الرشاوى بات لها تسعيرة وهل تعلم أن ثمن العلامة الواحدة وصل إلى دينارين ؟ هل تعلم أن من إحدى طرق تصفية الطلاب غير المرغوب بهم تتم بالتآمر مع الهيئات التدريسية بإخراج الطالب بطرق شرعية ومنها على سبيل المثال اتهامه بالغش أثناء الامتحان كون الدكتور مصدقا وكلمته لا ترد؟ هل تعلم أن شخصية الطالب الجامعي باتت انسحابية جراء شعوره بالهوان على جامعته؟ نحن طلاب الجامعة بتنا نشعر بالمهانة والذل والاستباحة وبحاجة لإنعاش يبث الدفء والعدالة بدمائنا؟ هل تعلم يا سيدي أن الكثير من أولياء الأمور باتوا يحجمون عن تسجيل بناتهم في الجامعات خوفا عليهن من الانزلاق في وحل الرذيلة وأنهم يتوجهون إلى كليات المجتمع غير المختلطة للحفاظ على بناتهم؟.
المسألة أكبر من حجم مقال أو بوح أو طلب النجدة: وسؤالي إن كان المجتمع برمته (أو معظمه على الأقل) يعلم ما يدور خلف أسوار الجامعات ، أين التعليم العالي عما يجري ؟ ولماذا يتم التستر عوضا عن المكاشفة وحل المسألة من جذورها ؟ كيف لنا أن نشعر بالتآلف والوحدة ونحن نقمع ونُضطهد في كل محاضرة وفي الممرات والساحات وأساتذتنا يحاصروننا بالعلامة والعذر: الحد من ظاهرة العنف الجامعي الذي هم متسببون بها؟،.
سيدي بعض جامعاتنا على شفى جرف هار ، لا تحتمل ريحا ناعمة ، وينبغي إيجاد حلول عاجلة قبل أن ننجرف إلى اللاعودة،.
الرسالة أعلاه ، من أخطر ما تلقيت من رسائل في حياتي المهنية الطويلة ، قد يكون فيها شيء من المبالغة ، ولكنها مبالغة بالتأكيد ناتجة عن ألم وحرص في ذات الوقت ، السكوت على ما في هذه الرسالة جريمة ، ولنفترض أن كل ما ورد فيها مجرد حالات فردية ، أو توجسات ، يقتضي الواجب أن نتعامل معها كفرضيات ، ونبدأ بالتحري والبحث ، كي نطمئن أن صروحنا العلمية التي نباهي بها بخير ، وهي كذلك بعون الله ، ولكن هذه الصرخة لا بد أن يكون لها أصل ما ، صغر أو كبر ، فهو يحتاج إلى علاج فوري،.
وعلى كل الأحوال ، لنعتبر أن كل ما جاء أعلاه محض مزاعم ، وادعاءات ، تحتاج إلى دليل ، وأعتقد أن ذوي الشأن لا تعوزهم أدوات الإثبات أو النفي ، والباب مفتوح لأبنائنا الطلبة أن يدلوا بدلوهم ، ويقولوا كلمتهم فيما تزعمه زميلتهم.
المصدر : الحقيقة الدولية - عمان 16.5.2010
المفضلات