مقالات
الاحباط .. والنجاح في تهريب المخدرات!!
يغلب الظن الذي يوشك أن يغدو يقيناً لا مراء فيه، أنه ليس هناك بلد في عالمنا اليوم، لا يواجه مشكلة تهريب المخدرات والادمان عليها، وعلى الرغم من تفاوت حجم عمليات التهريب، ومساحة الادمان بين مكونات المجتمعات على امتداد العالم، إلا أن دول العالم جميعها تعترف بوجود هذه الآفة القاتلة. والغريب أن هذه الآفة بالذات هي الوحيدة، التي رغم تكاتف جهود دول العالم كلها للتصدي لها إلا ان النجاحات التي تحققت حتى الآن، ما تزال محدودة، وتشير دلائل عديدة، إلى ازدهار هذه التجارة المحرمة التي لا تتم الا عبر التهريب، وهذا يرتب حكما زيادة مضطردة في أعداد المدمنين على هذه السموم التي تغتال الحياة من الأحياء.
أرقام الاحصاءات المتعلقة بفعاليات الاتجار والتهريب وبالتالي الادمان، تشير الى زيادة في نشاطات عمليات المخدرات، سواء بالنسبة لإنتاج المخدر بأنواعه وما يستدعيه ذلك من جهود وامكانات تطورت لانتاج أنواع متعددة، أو تنظيم عمليات التهريب الذي لا احد يقدر على تحديد حجم المحاولات التي تتم منه بنجاح مقابل الأرقام الاحصائية التي تتحدث عن العمليات التي تم احباطها، في مثل هذه العمليات من الصعب أن لم يكن من المستحيل رصد النجاحات التي تتم في تهريب أنواع المخدرات عبر الحدود لتصل إلى الاسواق المعنية التي غالبا ما تكون تنتظرها على أحر من الجمر، وان كانت هناك كميات يتم ضبطها حتى بعد ان تنجح في عبور الحدود وتصل إلى أيادي المروجين او المتعاطين.
هناك دول غلّظت من العقوبات التي تضعها بحق المتاجرين بهذه البضاعة القاتلة التي منذ ان بدأت أول عملية اتجار بها، لم تتوقف هذه التجارة مهما كانت الأسباب او العقوبات التي وصلت عند دول الى الاعدام لمن يثبت بالدليل القاطع انه يتاجر بهذه البضاعة القاتلة، الا ان هذا ورغم كل الضوابط والتشديدات لم يقطع دابر محاولات التهريب وصولا الى ايادي المتاجرين الذين لا يردعهم وازع او ضمير عن الاتجار بأرواح مواطنيهم ودفع ضعاف النفوس منهم الى حالة الادمان التي مهما تعددت أسبابها فان سببها الرئيس هو وجود هؤلاء التجار الذين هانت عليهم أنفسهم قبل ان يهون عليهم أبناء وطنهم، فقبلوا ان يكونوا ادوات هدم لأوطانهم يدفعهم الى هذا الجشع وحب المال بغض النظر عن كيفية الوصول اليه.
هل يمكن قطع دابر هذه التجارة؟ وان كان ذلك ممكنا فكيف؟! نادرا ما يمر بنا شهر او حتى اقل الا ونقرأ عن احباط محاولة او محاولات تهريب، وبكميات كبيرة تؤشر على احتياجات السوق حيث كانت تنجر هذه البضاعة السامة، مما يعني رواجا يدلل على حجم الادمان عند مقاصد هذه البضاعة، دائرة مكافحة المخدرات، وفي ضوء اعداد عمليات احباط التهريب التي اعلنتها يبدو انها تعمل على امتداد الساعة، الا ان ما يقلق هنا التساؤل عن حجم المحاولات التي نجحت مقابل تلك التي احبطت فلا نظن ان بالامكان احباط المحاولات جميعها، وهذا هو الهدف الذي نعتقد ان دائرة المكافحة في ارجاء العالم تتطلع اليه، وصولاً إلى عالم خالٍ من المخدرات تماماً ولكل مراحل إنتاجها.
نزيه
المفضلات