*** الجامعات ..... العلم والأبعاد الأخرى ....... !!! ***
يلتحق الطلبة بالجامعات بهدف تحصيل العلم والحصول
على الدرجة الجامعية التي أصبحت متطلبا للتوظيف،
والتفكير التقليدي يؤكد على ضرورة
أن ينهمك الطلبة في التحصيل والبحث
كهدف أساسي وعدم الإنشغال بغيره.
إلا أنه من المهم الإشارة إلى أن هناك مدارس فكرية
مختلفة تنظر إلى الجامعات بأنها حاضنات للطلبة ونشاطاتهم،
وعليها فتح المجال أمامهم للإبداعات العلمية وغيرها.
وقد تميز خريجو جامعات مشهورة في العالم في حياتهم
العملية بالنظر إلى ما وفرته لهم جامعاتهم من أجواء
إضافية للنشاطات الطلابية المختلفة، حيث وجد كل صاحب
موهبة مجالا رحبا ليمارس ويصقل إبداعاته، ،
كما وتساهم طريقة البحث والدراسة والعمل ضمن مجموعات
في غرس مفاهيم تبين ضرورة التميز والإبداع،
وتشجع على العمل والجد، وتنمي روح المبادرة وصنع العمل
في اطار الفريق والعمل الجماعي، وتتوج هذه الجامعات
نشاطاتها بما تحصده من صفة الولاء والفخر اللذين
ينزرعان في نفوس الخريجين تقديرا
منهم لفضل الجامعات عليهم، وهكذا
تنشأ أندية الخريجين والداعمين لهذه الجامعات
من الذين عرفوا وميزوا أهمية الاستمرار على
هذا النهج السليم والأساسي للجامعات.
ولا ننسى الدور الإجتماعي للجامعات وتأثيرها الآني
والمستقبلي على طلبتها وعلى المجتمع الذي تنشأ فيه،
وكلنا يعرف ما لعبته الجامعات الأردنية في تغيير نظرة
المجتمع وتفاعله معها،
وما وفرته عليه.
إن ذكر الفضل للجامعات أمر مهم،
ونظرتنا إلى تطويرها وتطوير التفاعل الداخلي لطلبتها
في أنشطة حقيقية سيؤدي إلى تميزها بشكل أكبر،
وذلك عندما تظهر للمجتمع بوضوح كل الأبعاد الأخرى
التي أضافتها الجامعات
إلى شخصية أبنائنا الخريجين.
تجربتي في الجامعة الأردنية،
وما اتاحته عمادة شؤون الطلبة والمشرفون فيها في ذلك الوقت،
وما أتاحته العلاقة المتواصلة
مع الشباب والرياضيين قد ساعد في تطوير مفاهيمي
عما يمكن أن نحتاجه في الجامعات لتطوير أبنائنا،
ومن أهمها برأيي: - تقوية وتعزيز الحوافز والدافعية لدى الشباب
بحيث يفتح المجال لهم داخل الجامعات
لإبراز إرادتهم لتحقيق أهدافهم.
- غرس روح التعلم المستمر والدائم لديهم وعن طريق تعليمهم
الإهتمام بالأشياء، والتزود بالمعرفة، وتشجيع روح الإبتكار
لديهم والتعلم الذاتي
مما يجعلهم مستعدين دوما للمستقبل.
- غرس أهمية التركيز لتحقيق أهدافهم، وبما يشمل تدريبهم
على التنظيم والإلتزام وإتخاذ المواقف
وحسن التقديرحتى لا تشتت جهودهم.
- خلق الأجواء التي تدربهم على الإتصال بالآخرين
وعدم الخوف والتفاعل، وفي كيفية وبناء العلاقات،
والحصول على تقدي
ر الآخرين وقبولهم في شعور متبادل.
- تعليمهم أهمية الوصول إلى الإنجاز والتميز للنجاح
فعلا (لا كلاما)، وكيفية إكتساب الخبرة
والتأثير في الآخرين،
وأهمية الإستمرار في بناء شخصياتهم
وتحقيق الذات مستقبلا.
المصدر
جريدة الراي الأردنية
سعيد شقم
المفضلات