للكاتب م . سالم أحمد عكور
لحظات من يوم الجمعة..!! لا ينكر أحدنا أنه ونتيجة العديد من ضغوط العمل التي يخلفها الروتين اليومي على نشاطنا الفكري والجسدي ، وعلى تقاسيم وجوهنا التي تاهت مابين " العبوس والبشاشة " ، وأجسادنا التي نادراً ما ترى للراحة طريقاً تثنيها عن الكسل والتأوه المستمر ، والفكر بات حائراً مابين التذكر والنسيان للأمور ..!!
ومن أجل الخروج أو التجاوز عن هذه الضغوط ، تجدنا وعلى الأغلب نحن وأسرنا أزواجاً وزوجات ، أبناءً وبنات ، نبحث عن منقذ ينقذنا مما نحن فيه ، فننتظر عطلة نهاية الأسبوع " الجمعة " لقضاء لحظاتٍ جميلة تجمع بين أفراد الأسرة حتى وإن كانت ليوم واحد في الأسبوع ، للخلاص من حالة الجفاء الذي فرضتها أحياناً ظروف العمل اليومي علينا ، فتجد أفراد الأسرة " مشتتين " طيلة أيام العمل ، ما بين الوظيفة الرسمية أو العمل الخاص أو دوام أبناءنا في الجامعات والمدارس ..!!
وفي بعض الأحيان ومن أجل القضاء على سلبيات الروتين المقيت ، نلجأ إلى قضاء لحظات تحتاج إلى نوع خاص من " التجاوز عن المألوف " للإيفاء برغبات وأذواق جميع أفراد الأسرة المتفاوتة ، ، فتارةً تجد الزوج الذي أنهكته ساعات العمل المتواصلة ، يحتاج إلى قليلاً من الراحة والاسترخاء في هذا اليوم ، وتارة أخرى تجد الزوجة غير راغبة بالخروج منهمكةً بما اعتادت عليه في أمور المنزل ، وأحايين كثيرة تجد جدلاً دائراً بين الأبناء " ناقر ونقير " كلٌ يريد أن يكون صاحب الفكرة والوجهة المراد الذهاب إليها ، وقضاء أجمل أوقاتهم بها ..!!
هذا الشعور لسلوكيات الإنسان ، لا يقتصر على فئة معينة من المجتمع ، ولا يفرق بين ذكرٍ أو أنثى ، ولا غنيٍ أو فقير ، ولا صغيرٍ أو كبير ، فالكل بهذا السلوك يتعادلون ، لكنه يتفاوت بنوع الإنفاق واختيار المكان ، فاختيار الأثرياء قد لا يستطيع عليه الفقراء ، و ما يعجب الفقراء قد لا يعجب الأثرياء ..!!
قد يكون كل ما تقدم اقرب بأن يوصف بالأمور البديهية والمنطقية في الحياة ، ولكن عندما يتحول هذا المنطق إلى نوع من التمييز بين أفراد المجتمع ، وتحويله إلى طبقات اجتماعية مصنفة من نجمة واحدة إلى خمسة نجوم ، وهناك طبقة اجتماعية معدومة لا تعرف سوى أنها تعيش تحت خط الفقر المدقع ، وأبداً لم يتسنى لها القفز من فوق الفقر اللعين ، ولن تخرج من دوامته ما دام هناك تصنيف اجتماعي يميز بينها وبين الطبقات الأخرى في هذا المجتمع .. فالعديد من النشاطات الاجتماعية الترفيهية ممنوعٌ عليهم ممارستها ، من باب عدم القدرة على نفقاتها التي من الممكن أن تستهلك دخلهم " إن وجد " طيلة أيام الشهر .. أما الترف الذي يمتاز به هؤلاء المصنفون " فحدث ولا حرج " ، فما يتلف ويهدر قد ينقذ هؤلاء ممن هم دون خط الفقر عن مدّ اليد أو التضور جوعاً ..!!
المفضلات