الجزء 18
وفاء : لا أعرف عما تتحدث عنه ، و ربما صديقك رأى من تشبهني فلا عجب في ذلك .
فواز : و لكنه متأكد يا أمي .
وفاء : أتكذب أمك و تصدق صديقك يا فواز !!
فواز : لم أقصد هذا و لكن .
وفاء : يكفي هذا لا أريد التحدث بهذا الأمر .
مرت الأيام و كبرت فجر و دخلت الثانوية و تزوج زياد ، و في أحد الأيام
فجر : عمتي . عمتي أين أنت عمتي ؟
خليل : كفاك صراخا . وفاء رحلت .
صعقت فجر .
فجر : ماذا تقصد يا عمي ؟
خليل : لقد رحلت و لن تعود أبدا .
امتلأت عينا فجر بالدموع .
فجر : لا . هذا ليس صحيحا ليس صحيحا فلا يمكنها أن ترحل دون أن تودعني . هذا كذب كـ .....
و قبل أن يكمل صفعها عمها بقوة ثم أمسكها من شعرها .
خليل : أنت وقحة . كيف تنعتين عمك بالكذاب أخبريني كيف ؟
و فجأة دخلت شذى .
شذى : خليل .
و ركضت إليه و أبعدته عن فجر ثم ضمت فجر إلى صدرها .
شذى : حرام عليك يا خليل . ألا تخشى الله .
خليل : إنها وقحة .
أخذت فجر تبكي على صدر عمتها .
شذى : تعالي حبيبتي .
و أخذتها إلى غرفتها و أخذت تهدؤها .
شذى : ما الذي حدث يا حبيبتي ؟
فجر : عمتي وفاء . أخبرني عمي بأنها قد رحلت و لن تعود مرة أخرى .
شذى : هذا صحيح يا حبيبتي .
تسمرت فجر و أخذت تنظر إلى عمتها و كأن صاعقة من السماء أنزلت على رأسها .
كانت شذى مطرقة برأسها أرضا .
فجر : هكذا و من دون أن تودعني . لا أصدقك .
شذى : لا أعرف ماذا أقول لك يا حبيبتي و لكن .
فجر : أرجوك أخبريني بالحقيقة يا عمتي أتوسل إليك ؟
أخبرت شذى فجر بكل شيء و كيف أن خليل طرد وفاء من البيت بحجة أن فجر كبرت و لم تعد بحاجة إليها .
فجر : و لكني بحاجة إليها يا عمتي بحاجة إليها صدقيني .
شذى : أنت تعرفين عمك يا حبيبتي ؟
فجر : لا أتخيل حياتي من دونها .
شذى : وفاء لديها ولدين يا حبيبتي و لا تستطيع البقاء معك إلى الأبد .
صعقت فجر و امتلأت عيناها بالدموع .
فجر : لماذا جعلتني أتعلق بها إذن لماذا ؟
و ارتمت على سريرها و أخذت تبكي ، أخذت شذى تمسح على رأسها .
شذى : ما رأيك أن تذهبي إليها ؟
و هنا رفعت فجر رأسها فورا و أخذت تمسح دموعها و قد غمرت الفرحة قلبها .
فجر : أحقا ما تقولين عمتي ؟
شذى : أجل حبيبتي .
فجر : و لكن كيف ؟
شذى : سأخبرك .
و أخبرتها بكل شيء ، فعانقتها فجر و قبلتها .
فجر : شكرا لك عمتي .
شذى : لا أحب أن أراك حزينة .
فجر : سأنتظر الغد على أحر من الجمر .
شذى : سأنزل إلى عمك و سأخبره بأني سآخذك غدا من المدرسة و سأتين معي إلى منزلي .
و في صباح اليوم التالي ذهبت فجر إلى المدرسة و عندما انتهى الدوام المدرسي أتت شذى و أخذت فجر و ذهبت إلى منزل وفاء .
وفاء : أهلا بك يا شذى . تفضلي .
شذى : معي ضيف . هل تسمحين له بالدخول ؟
وفاء : ضيف !! و من هو ؟
أشارت وفاء لفجر بالدخول ، فدخلت .
وفاء : فجر !!
كانت دموع الفرح تنهال من عيني فجر .
فجر : عمتي .
و ركضت إليها و ارتمت في حضنها و أخذت تبكي .
فجر : لماذا يا عمتي لماذا فعلت هذا لماذا تركتني ألهذه الدرجة مللت مني ؟
وفاء : ما الذي تقولينه يا حبيبتي ؟ أنا أمل منك !!
حاشى لله لا أفعل . و لكني أظن أن عمتك أخبرتك بكل شيء .
مرت الأيام و فجر تزور وفاء بعد حين و آخر دون علم عمها و حتى الآن لم يعلم زياد و فواز بالأمر . و بعد أن تخرجت فجر من الثانوية دخلت الجامعة كلية الطب و هنا كانت الطامة الكبرى التي أصابت زياد عندما قرأ اسم فجر الكامل لأنها طالبة لديه . لم يخبر زياد أمه بالأمر و إنما أخبر عمته شذى فأخبرته بكل شيء فصعق و قد رجته بأن لا يخبر أحدا بالأمر و خاصة أمه و بعد مرور شهرين تزوج زياد من طالبة زميلة له كانت تصغره بسنتين و اسمها عبير ، مرت الأيام و زياد يهتم بفجر اهتماما غير طبيعي حتى أن عبير لاحظت ذلك و حدث أنها في أحد الأيام قامت بتحذير فجر و شتمها متهمة إياها بإغواء زياد ، لم تهتم فجر لها و لكنها قامت بالإنسحاب من المقرر .
فجر : أرجوك يا أستاذ وقع فقط .
زياد : لن أوقع إلا بعد أن أعرف السبب .
فجر : لأسباب خاصة لا أرغب بذكرها .
زياد : حسنا . لن أجبرك على شيء .
و وقع على ورقة الانسحاب .
فجر : شكرا لك .
و خرجت .
و في أحد الأيام دعت وفاء شذى و فجر إلى بيتها لتناول العشاء لأن زياد و فواز لن يعودا إلا بعد منتصف الليل . و لكن حدث ما لم يكن في الحسبان إذ دخل زياد و معه عبير لأسباب طارئة و رأيا فجر ، لم تتغير ملامح وجه زياد لأنه كان يعرف كل شيء ، أما عبير فلقد صعقت و أحست بأن هناك مؤامرة تحاك ضدها من خالتها التي هي أم زوجها وفاء .
عبير : أنت !!
نظر الجميع إلى فجر التي كانت متسمرة . نظرت عبير إلى زياد بشزر ثم خرجت من البيت .
شذى : أرجوك يا زيادالحق بها .
نظر زياد إلى عمته و إلى أمه ثم صعد إلى غرفته .
الجزء 19
وفاء : ما الأمر يا شذى ؟
شذى : لا شيء يا وفاء . عن إذنكم .
و صعدت إلى زياد .
شذى : زياد .
زياد : أرجوك عمتي .
شذى : لماذا لم تخبرها بالأمر ؟
زياد: لأنها تشك بأني على علاقة بفجر و أنا أريد أن أقطع هذا الشك من قلبها .
شذى : هذا حقها يا زياد ، فأنت قد تماديت كثيرا و لا تنسى بأنها لم تنجب إلى الآن و هذا سبب كافي للشك .
زياد: و لكنها تعرف بأني أحبها يا عمتي .
شذى : هيا يا بني أرجوك اذهب إليها و أخبرها بحقيقة فجر .
زياد : لا يا عمتي لا .
زياد: و هل تريد أن تدمر حياتك ؟
و فجأة دخلت وفاء كانت قد سمعت كل شيء .
وفاء : لماذا يا زياد لماذا لم تخبرني ؟
زياد : و أنت يا أمي لماذا لم تخبرينا عن فجر لماذا ؟
وفاء : لم أكن أريد أن أسبب لكم المشاكل مع عمكم يا حبيبي .
زياد: و تتجرعين السم وحدك .
وفاء : بكل بساطة ... لأني أم .
زياد : و فجر !!
امتلأت عينا وفاء بالدموع .
وفاء : إنها تحت رحمة عمك لا أستطيع فعل شيء لأن هذا سيعود بالضرر عليها .
زياد : فواز إن علم فلن يسكت أبدا يا أمي .
وفاء : و هذا رجائي الوحيد لك بأن لا تخبره بالأمر . فأنا أعرفه .
زياد : و لكن إلى متى ؟
وفاء : إلى أن يفرجها رب العالمين . هيا يا حبيبي لأجلي اذهب إلى عبير
و أخبرها الحقيقة فهي زوجتك التي تحبها .
زياد : أمي أرجوك لا تتدخلي بيننا .
فأنا أريدها أن تثق بي فالمرأة التي تثق بزوجها و بحبه لها لا تصدق بأنه على علاقة بأخرى حتى لو أخبرها هو بنفسه .
نظرت وفاء إلى شذى . مرت الأيام و زياد ما يزال متمسكا برأيه ، و قطعت فجر عهدا على نفسها بأن لا تقوم بزيارة وفاء أبدا حتى لا تسبب لهم المشاكل فهي لم تلقى منهم إلا الحب و المودة و بعد مرور شهر على ذلك .
فجر : هل مازالت عبير غاضبة من الدكتور زياد يا عمتي ؟
شذى : للأسف أجل يا حبيبتي .
فجر : أنا السبب .
شذى : لا تقولي هذا يا حبيبتي أنت لا ذنب لك فيما حدث .
فجر : بلى يا عمتي بلى . أنت لا تعرفين شيئا .
و أخبرتها عندما قامت عبير بتحذيرها و شتمها و اتهامها بأبشع التهم .
فجر : أرجوك يا عمتي لا أريد أن أكون السبب في انفصالهما أرجوك اذهبي إلى عبير و حاولي معها .
شذى : حاضر حبيبتي لن أردك خائبة و ستنتهي هذه المشكلة .
أعدك بهذا و لكن أريدك أن تزوري عمتك فهي مشتاقة إليك كثيرا .
فجر : ليس قبل أن تنتهي هذه المشكلة على خير .
شذى : حسنا .
و في اليوم التالي ذهبت شذى إلى عبير و أخبرتها الحقيقة ، و بعد يومين دعت وفاء فجر و شذى على الغداء . و بعد الغداء و بينما هم يشربون الشاي . دخلت عبير .
عبير : السلام عليكم .
صعق الجميع و نظروا إلى زياد الذي نهض من مكانه
و صعد إلى غرفته ما إن رأى عبير ، نهضت وفاء و اقتربت من عبير .
وفاء : أهلا بك يا ابنتي .
كانت عينا عبير ممتلئتين بالدموع .
عبير : سامحيني خالتي .
و ارتمت عليها و أخذت تبكي .
وفاء : يكفي يا ابنتي . هيا اصعدي إلى زوجك فهو يحبك صدقيني .
نظرت عبير إلى فجر .
عبير : سامحيني يا فجر فلن أكن أعلم بأنك .
و صعدت إلى غرفتها و دخلت فرأت زياد يدخن و هو يطالع أحدى المجلات فاقتربت منه .
عبير : زياد أنا .
و فجأة نفث زياد الدخان من فمه فشعرت عبير بالغثيان و أسرعت إلى الحمام و تقيأت بصورة كبيرة
كان زياد قلقا عليها و لكنه لم يظهر لها أي اهتمام و لما خرجت كانت تستند على الحائط .
عبير : زياد .
و انهارت فاقدة للوعي ، وضع زياد سيجارته في المطفأة و ركض إلى عبير
زياد : عبير . عبير حبيبتي ما بك عبير ؟
و حملها و نزل بها إلى الأسفل يريد الذهاب بها إلى المستشفى فصعق الجميع .
وفاء : ماذا حدث ؟
زياد : لا أدري يا أمي سآخذها إلى المستشفى .
وفاء : سآتي معك .
و ذهبت معه إلى المستشفى ، و أجريت لها الفحوصات و التحاليل اللازمة و بعد أن استعادت وعيها .
وفاء : حمدا لله على سلامتك حبيبتي .
عبير : أين زياد خالتي ؟
وفاء : لقد كان إلى جانبك و لم يتركك إلا ليذهب ليستلم نتيجة الفحوصات و التحاليل .
و فجأة دخل زياد و اقترب من عبير و قبلها على رأسها .
زياد: مبروك . أنت حامل .
تسمرت عبير من الفرح و ربط لسانها و لم تستطع قول أي شيء و أخذت الدموع تنهال من عينيها ،
أما وفاء فكانت الفرحة قد غمرت قلبها .
وفاء : مبروك يا حبيبتي ألف مبروك .
و قبلتها ، مسكت عبير يد وفاء .
عبير : هل أنت سعيدة حقا يا خالتي ؟
وفاء : طبعا حبيبتي . هل تشكين في هذا ؟
عبير : و فجر .
المفضلات