الأمين العام السابق لوزارة التربية والتعليم يؤكد أن خطأ "التوجيهي" سببه التسرع بإعلان النتائج
جرادات: اعتصامات المعلمين لا يمكن إنكار فوائدها والوزارة تحتاج الى إدارة للأزمات وليس إدارة في الأزمات

استعرض الأمين العام السابق لوزارة التربية والتعليم الدكتور فواز جرادات أبرز الأزمات التي وقعت خلال العام الماضي، وأثرت سلبا في المسيرة التعليمية والتربوية للوزارة.
وأجمل جرادات في لقاء مع الزميلة "الغد" الأزمات التي كان لها الأثر الكبير على سير أعمال الوزارة، وهي انتقال أعداد كبيرة من الطلبة من المدارس الخاصة إلى الحكومية، وجائحة إنفلونزا الخنازير، والإحالات إلى التقاعد في صفوف الإدارات الفنية، ونتائج التوجيهي الإلكترونية، وأخيرا احتجاجات المعلمين.
وأكد جرادات أن السبب وراء وقوع أزمة النتائج الإلكترونية لامتحان شهادة الدراسة الثانوية كان في "الاستعجال" وليس لأي سبب آخر، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه "نصح وقتها بالتمهل وعدم الاستعجال".
ورفض الأمين العام الذي صدر قرار مجلس الوزراء بإحالته إلى التقاعد بالتزامن مع إعلان الحكومة عن تقرير لجنة التحقيق في أزمة نتائج الثانوية العامة للدورة الشتوية الماضية، أي ربط بين القرارين، مشيرا إلى أن ما خلص إليه التحقيق كان هو ما أعلن عنه بعيد وقوع الخطأ في النتائج.
واعتبر جرادات أن احتجاجات المعلمين التي حدثت مؤخرا، ولدت شعورا بالمرارة والقلق، لما هو متوقع من ضرر كبير قد يصيب العملية التربوية برمتها.
إلا أنه اعتبر أن اعتصامات المعلمين في العديد من المدارس، وما نتج عنها من توقف وتعطيل للدراسة لا يمكن إنكار فوائدها جراء إجماع المعلمين على عدد من المطالب التي من شأنها في حال تحققها أن ترقى بمهنة التعليم في المملكة، وتستقطب مزيدا من الدعم المؤسسي والمجتمعي لها.
وتمنى جرادات أن تكون إدارة أزمة احتجاجات المعلمين بعقلية ممنهجة تأخذ بعين الاعتبار المدى الطويل، وليس تجاوز المشكلة فقط.
وأكد جرادات ضرورة وجود إدارة للأزمات وليس إدارة في الأزمات، واعتبر أن أبرز مظاهر الإدارة في الأزمات كانت سوء الفهم أو التقدير، أو الرغبة في السيطرة على اتخاذ القرار، بالإضافة إلى استعراض القوة، وعدم استيعاب المعلومات بدقة وموضوعية، مبينا في الوقت نفسه أن الإدارة المثلى للأزمات تعني التغلب عليها والتحكم بها وبمساراتها واتجاهاتها وتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابياتها.
وقال إن ما أفرزته إحالة المئات من القادة التربويين والفنيين إلى التقاعد خلال مدة وجيزة لا تتجاوز الشهرين خلال العام الدراسي الحالي، كان له تأثير واضح على الخطط والبرامج المدرسية، وما تزال الوزارة تعاني من هذه التداعيات.
المصدر : الحقيقة الدولية – الغد - محمد خير الرواشدة 11.5.2010
المفضلات