السلوك العدواني.. ما أسبابه؟
د.حنان جميل هلسة -
يولي علماء النفس للعدوان والسلوك العدواني اهمية خاصة في دراساتهم،ويعني مفهوم العدوان ذلك السلوك الذي «يقصد منه» إيذاء او إقلاق شخص آخر،وليس السلوك الذي يكون فيه الإيذاء عرضيا بالنسبة لتحقيق هدف من الاهداف ( مثال تحرير الأرض، الدفاع عن النفس)،
اما العداوة فهي حالة دافعية قد تؤدي الى سلوك عدواني، وغالبا ما يلجأ علماء النفس الى دراسة الأشكال الرمزية او البديلة الدالة على العدوان ،كأن يذكر الفرد حكايات عدوانية او يرسم صورا تنطق بالعدوان وهكذا.
وتتلخص المشكلات الاساسية للنظريات والدراسات التي تناولت موضوع العدوان في التصدى للإجابة على كيف تكتسب المثيرات قوة اظهار العدوان وتحريكه؟ وكيف يتم التعبير عن العدوان في حالة ما يستشار.
تعتبر نظرية دولارد, دوب,ميلر, ماورر, سبيرز(1939) عن استثارة السلوك العدواني من بين الاعمال الاساسية التي تكشف عن طبيعة العدوان. فاستنادا الى بعض أفكار فرويد الاولى تذهب هذه النظرية إلى ان العدوان هو نتاج الاحباط. ويتمثل الاحباط بدوره في أي شيء يتعارض مع « استجابة نابعة من الهدف في وقتها المناسب مع تتابع السلوك».
وهناك مصادر محتملة كثيرة تتعارض مع تحقيق هدف من الاهداف. فقد تكون العراقيل خارجية – أي شيء قد يمنع الفرد من الوصول إلى الهدف ومن العراقيل الخارجية التي قد تؤدي الى سلوك عدواني على نطاق واسع في المجتمع القمع السياسي، الوضع الاقتصادي المتدني والغلاء،عدم وجود حرية رأي مع الفقر والجهل الثقافي.
وقد تكون العراقيل داخلية – فربما يكون موضوع الهدف من الممنوعات والمحظورات, لذا يعاق الاتجاه نحو الهدف بالخوف والعقاب أو أن الفرد تعوزه القدرة على الوصول إلى هدفه وبالتالي يواجه باحباط مستمر في سعيه وجهده.
وتكشف الدراسات المختلفة التي اجريت على العدوان عن طبيعة العدوان على النحو التالي:
1- تؤدي مواقف العقاب المتكررة إلى توليد شحنة عدوانية في الفرد.
2- قد يخضع العدوان للكف بدرجة أكبر في حالة وجود قوى تهدد بالعقاب ( كالاشخاص ذوي المركز أو السلطة ) منها في حالة عدم وجود هذه القوى.
3- يستدعى الاحباط استجابات لا عدوانية إذا كانت البيئة لا تتضمن مثيرات كافية للعدوان.
4- يتوقف شكل الاستجابة العدوانية ذاتها على المثيرات المرتبطة بالاتيان بالعمل العدواني.
المفضلات