كـتّـــــــاب
نظرية
نحن الشعب الوحيد في العالم الذي يستعمل نظرية (ريّح) في تفسير الحقائق العلمية، مثلا حين يغش متعهد في كمية الخلطة الاسمنتية وينشأ بعد أول (شتوة) فراغ في القاعدة الرملية التي أسست لحمل «الزفت».. ينشأ ما يسمى علمياً (إنهياراً) في الشارع.. ولكننا نقفز عن المفهوم العلمي لتفسير هذه الظاهرة ونقول «الشارع ريّح».
في بعض الأحيان، تتجاوز (أم العبد) قدرة الخشب على حمل أوزان ثقيلة لهذا تضع مجموعة من الطناجر ذات الأوزان الثقيلة، ولأن الخشب له قدرة احتمال محدودة ولأن الرطوبة أيضاً تلعب دوراً، ينشأ ما يسمى علمياً (تفسّخ) الألواح.. وبالتالي يحدث تقوّس في سطح (النملية).. وتفسّر أم العبد هذه الظاهرة بالقول (ريّح) الخشب.
في منطق الشوفيرية أيضاً، حين يكون الحمل أكثر من قدرة البكم ينشأ ما يسمى في علم الميكانيك انكسار في احد أعمدة ناقل الحركة ولكننا نتجاوز هذا التفسير إلى تفسير آخر وهو (الحِمل ريّح).
(ريّح) نظرية علمية قابلة لوصف الأشياء.. وهي لدينا أهم من نظرية الطرد المركزي.. أهم من عوامل التعريّة وأهم من عامل الحرارة أو الرطوبة..
والغريب أن الغش والخداع يندرجان تحت نظرية (ريّح) فحين تشتري شقة في بناية وتكتشف ان ثمة تلاعباً في الاساسات وان هناك انحرافاً لقواعد البناء.. يفسر لك المتعهد الامر بالقول (العمارة ريّحت.. عادي).. وتنتقل من حالة الشعور بالخطر الى الشعور بالراحة.
كل شيء لدينا (بريح) حتى مقالي (ريح) وقلبي هو الاخر...
امس كنت أشاهد التلفاز وسمعت عن مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل يجريها (ميتشل) وقال المذيع انها تهدف الى كسر الجمود واحياء العملية السلمية.. بعد ان انهارت، من الممكن ايضا ان نطلق على الوضع الاقليمي فيما يتعلق بالسلام انه (ريّح).
هل الوضع في العراق (ريّح) ايضا؟ لا أعرف ولكنني وددت هذا الصباح ان اقدم نموذجا لمقال (مريّح) وكاتبه ايضا من ثقل الحمل (ريح) وصف ع اليمين..
عبد الهادي راجي المجالي
المفضلات