يلزمنا بأن نضع عدة خطوط حمراء تحت كلمة الطفولة فأي طفولة يتحدث عنها العالم وتُقام لها الاحتفالات وتنشد لها الأغاني؟! هل وضعوا أطفال المسلمين ضمن هؤلاء الأطفال؟ هل جاء أطفال فلسطين ولبنان والعراق وغيرهم من أطفال المسلمين في قائمة المحتفى بهم، أم أن أطفال العالم يحتفلون في الوقت الذي حُرِمَ فيه أطفالُ العرب والمسلمين من أقل ما يتمنونه وهو العيش في أمان، كيف يحتفل أطفال المسلمين وهم ما بين شهيد حرب وشهيد فقر وشهيد مرض وأين ضمير العالم وما يحدث للأطفال كل يوم بل كل ساعة أضحى وصمة عار على جبين الإنسانية، صرخة يطلقها أطفال العرب باصواتهم من شتى البلاد "ارفعوا عنا المعاناة".
شتاءهذا العام كان شديد البرودة ولكن في غزة كان لهيب الصواريخ والقنابل العنقودية الصهيونية أشد قسوةً على الأطفال، هذه الحرب الوحشية الصهيونية حصدت خلالها آلاف الشهداء والجرحى،كان قتل الأطفال وانتهاك أجسادهم البريئة هو العنوان الأبرز والأكثر بشاعةً في حرب غزة فلا يأتي ذكر هذه الحرب الهمجية إلا ويأتي على الفور صور الأطفال الذين استُشهدوا في قانا فقد رأى العالم صور أشلاء الأطفال وجثثهم المتفحمة وأوصالهم المتقطعة وأجسادهم وهي تخرج من تحت الأنقاض ومحاولات البحث الدءوبة عن ناجين من الممكن إنقاذهم من تحت ركام الخراب وخرقت صرخات الأطفال وبكاء الأمهات وآنيين الجرحى أذان العالم.
ومن غزة إلى أطفال العراق وغيرها حيث شاهدنا ومازلنا نشاهد معانات اطفالها وهم يخرجون الى مدارسهم ولاكنهم لايستطيعو العبور ليس خوفا او خجلا بل لان جنود الصهاينه لهم بل المرصاد يفتشون حقائبهم يخافونهم وهم في السابعة من اعمارهم فما كان ليجيب ذلك الشبل في صدره وامام اعينهم لو فتشت قلبي لوجدت أنه يحب الحياة أكثر مما يحب الناس، ويعشق الوطن، والناس تجافي أوطانها. لو فتشت أعماقي لعرفت أن نشيدي هو حريتي، وحريتي هي قيدي، ودربي درب الجلجلة. اسعى نحو وطن الأنبياء، ارسمه شفقاً، أكتبه على الجدران، أزرعه زعتراً أخضراً في المنافي البعيدة. نشيدي هو حريتي، وحريتي أن أحب الحياة وأحب الموت. لا فرق عندي ان كان الوطن في الأرض أو في السماء، فلا فرق بين المذبحة والتسوية.
كل أقراني يذبحون، ولا نسمع سوى زغاريد الأمهات وحسراتهن. في السلم يذبحون.. في الحرب ضد بطون الحوامل، وضد الزيتون، وجثث الشهداء، وعظام الأطفال، يهرسون بالدبابات والأباتشي والأف 16...
اني احفظ اسماء كل اسلحتكم التي تقتلوننا بها، كما أحفظ اسماء صلاح الدين وخالد بن الوليد وعمر المختار، وأعرف مما تخافون وترتعبون: من الموت إذا جاءكم من كل جانب، وأنتم تكرهون الحياة وتعشقون القتل، من قنبلة في مقهى، من فدائي يفتح رشاش بندقيته القديمة على كل صهيوني محتل.. وتخافون من كراستي وكتب الدين والتاريخ والجغرافيا.
تخافون مني وأنا صغير، وتخافون اذا كبرت، وتقتلونني حتى لو كنت في المهد أو كنت كهلاً.
نشيدي كل صباح، هو حريتي، غايتي ومرادي وحلمي ودمي وزغرودة أم في جنازة ابنها، وشجاعة صبية تهدي استشهادها للحكام العرب.
حريتي هي حياتي، هي وطن يسكن في خاصرة جنة الفردوس.. فعمّا تبحث في حقيبتي؟
بترا
المفضلات