رسائل هنية لاوباما تحدث جدلا في الشارع الفلسطيني.. حماس: الرسائل حملت الموقف الرسمي للحركة وفتح تعتبرها " اوكازيون" سياسي

الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة
أثارت الرسائل التي بعثت بها الحكومة الفلسطينية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة إلى الإدارة الأمريكية جدلاً في الشارع الفلسطيني، تركز بالتحديد بين حركتي فتح وحماس المتنازعتين منذ سنوات.
وكشفت صحيفة (يديعوت احرونوت) الإسرائيلية ، إرسال رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية خلال الأيام الأخيرة رسالتين على الأقل إلى الرئيس الأميركي براك اوباما ، وان الأخير لم يرد عليهما.
وزعمت الصحيفة أن الرسالتين تتضمنان اقتراحات لإيجاد تسوية في الشرق الأوسط والتوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين.
ونفت الحكومة الفلسطينية تقديم اقتراحات للإدارة الأمريكية للمساهمة في دفع علمية التسوية في الشرق الأوسط والتوصُّل إلى وقف إطلاق النار بين حركة حماس والكيان الصهيوني.
وشدد المتحدث باسم حكومة حماس طاهر النونو على أن الرسائل التي بعثت بها حكومته لم تتضمَّن أية إشارات أخرى غير الموقف الرسمي المعتاد للحكومة الفلسطينية من مواقف الحكومة الثابتة.
واعتبرت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، وهي الخصم العنيد لحماس ، رسائل هنية لأوباما ، محاولة من حماس وحكومتها لاحتلال مكانة منظمة التحرير الفلسطينية القيادة الفلسطينية التقليدية منذ تأسيسها قبل 45 عاماً .
وقال المتحدث باسم فتح أحمد عساف: إن الرسائل التي بعث بها هنية إلى أوباما، تعني لكل عاقل يعرف معنى السياسة أن حماس تطرح اوكازيون سياسي ، أي تنزيلات لسقف المطالب الفلسطينية لم يجرؤ قيادي وطني فلسطيني على مجرد التفكير بها، وكل ذلك من أجل نيل اعتراف الإدارة الأميركية و"إسرائيل" بها.
وشدد عساف على أن قيادات حماس " تسعى لطرح التنازلات واستعدادها بقبول الحلول التي رفضتها القيادة الفلسطينية لإنقاذ نفسها على حساب القضية الفلسطينية، تماماً كما محاولاتها الدائمة التفرد بالقرار على حساب الإجماع الوطني الفلسطيني".
وأضاف "من الواضح أن حماس تقصف البيت الأبيض برسائل العروض والمناقصات، بعد أن كانت تطلق الصواريخ لتخريب القرار الوطني ولمنع تحقيق أي هدف على الأرض يعود بالمصلحة على الشعب الفلسطيني".
ويعتقد المحلل السياسي مصطفى الصواف أن رسائل هنية ليست هي الأولى التي يخاطب فيها جهات متعددة من العالم ، مشيراً إلى أنها لا تحمل مواقف سياسية تنازلية بقدر ما تركز على حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة.
ويشير إلى أن هجوم فتح على رسائل هنية وحماس يعد نوعاً من الإسقاط النفسي، حيث أن قضية فرض مشروع تسوية من قبل الإدارة الأمريكية هو مطلب من قبل الرئيس الفلسطيني .
ويوضح الصواف أن فتح وجدت في الرسائل فرصةً كبيرة للتشكيك في ثوابت حماس مفادها ، أن حماس هذه التي تلتفون حولها لا تختلف عن فتح، وبدلاً من الخوض في تجارب جديدة مع حماس اقبلوا بما تطرحه حركة فتح .
ولا يرى الكاتب الصحفي رائد خلف الله غرابة في إرسال حكومة حماس رسائلها إلى زعماء العالم لطرح موقفها من القضايا الفلسطينية المصيرية، ولتوضيح الأوضاع الإنسانية الصعبة للفلسطينيين جراء الممارسات العدوانية الإسرائيلية.
ويقول خلف الله : لا غضاضة في الرسائل ، ولا مشكلة أيضاً فيما تحمله الرسائل من مضامين يتفق عليها معظم الفلسطينيين ، لكن السؤال الملح : هو لماذا ترسل حماس أكثر من رسالة متتالية لأوباما في أشهر معدودة ؟
ويعتقد أن رسائل هنية إلى الإدارة الأمريكية والأنظمة الغربية محاولة لإيجاد موطئ قدم في النظام الدولي ، وهي محاولات تشبه محاولات منظمة التحرير الفلسطينية التي شرعت بها قبل أربعة عقود للولوج إلى منصة المجتمع الدولي.
ويرفض النونو إعطاء الرسائل أبعاداً أبعد من مضامينها القريبة ، ويقول : إن الرسائل دعت أوباما إلى إنهاء الحصار العسكري الصهيوني عن قطاع غزة ، وإنهاء المعايير المزدوجة للإدارة الأمريكية في التعامل مع القضية الفلسطينية.
المصدر : الحقيقة الدولية - غزة-علي البطة 10.5.2010
المفضلات