حقيقة انا كنت فتاة جريئة جداً وشخصيتي قوية وصريحة جداً لدي هوايات كثيرة ..ويرجع ذلك لأسباب نفسيه او اجتماعيه او تربوية
او سلوك قابل للتعديل والتصحيح ...العلم عند الله
ولكن مع هذا لم اشكو من حالة نفسية معينة ..أو افشل في شيء اقوم بفعله ..عالعكس يتم ذلك على اكمل وجه
حتى لو تكررت محاولاتي لاني فتاة احب التحدي وجداً عنيدة !
لذلك قرر اهلي مشاركتي في احدى المسابقات الدولية للقرأن الكريم ..وكنت حين ذاك ابلغ من العمر 7
سنين وكنت اتمتع بصوت جميل وهادىء مما اهلني للفوز بالجائزة الكبرى ...ولكن حينما كبرت واصبح عمري
15 سنة وتم عرض ذلك علي من جديد ...
ترددت كثيراً حيث أصابني بعض الرهاب والخوف من أن اخطأ
او لايمكنني الفوز او مواجهة الاخرين ...
ولكن مع هذا قامت والدتي بتشيجعي اكثر من مرة ..فقامت بتهيئه غرفة خاصه مجهزة بأحدث السماعات
والاشياء التي تساعد في الالقاء والتلاوة ..ومع هذا شعرت بأن اطراف جسمي ترتعش غير قادرة على النطق
خوفاً من ان أفشل وصرت اتخبط في بعض الكلمات وتارة انسى ...
وبعد ذلك طلبتُ من والدتي ان تنسى الامرلأني لا استطيع اداؤه ..
بالشكل المطلوب وخشيت ان اتعرض للحرج امام الجمهور !
لم يبق الا يوماً على المسابقة ..والدي طلب مني الانسحاب اذا كنت غير مقتنعه واشعر بالخوف امام الناس ،
اما والدتي لم يرق لها طلب والدي وقامت بالتحدث الي قائلة : هل رأيت المغنيات كيف يرقصن بلا حياء
امام الملأ ولا يخشون أحد حتى الله بكل جرأة ووقاحه ولا يشعرن بالخوف ؟؟!
وانتي ترفضين ان تتلي القرأن الكريم كتاب الله وتقولين انكِ تهابين من ذلك ولا ترغبين
لو عرضت عليكِ ان ترقصي لوافقتي بسهولة ولن تخشي شيئاً !!
استغربت من طريقة كلامها ...وقلت لها : ارجوكِ لاتضغطي علي اكثر " اني خائفه " !
قالت لي : اريد أن افتخر بكِ كأبنة الا يحق لي ذلك !
مسكت يدي وذهبت بي الى الغرفة الخاصه وطلبت مني ان اغمض عيني
واحاول التلاوة وان اطلق العنان لنفسي ...فصرت ابكي امامها لاني لا اريد
ومن ثم توقفت فجأة عن البكاء واذا بالصوت الشجي يأتيني ويناديني :
لايهمك احد سوا الله ..كوني مع الله يكن معك !!
بينما انا مشغوله بنفسي ...خرجت والدتي من الغرفة وتركتني لوحدي
وصرت افكر بطريقة جميله تساعدني على الحفظ والالقاء بطريقة حسنة !
صرت اقلد بعض المشايخ من جميع الدول واشاهد طريقة جلستهم
وكيفية الالقاء ..والصوت المزعج اقوم بألقاءه فوراً !!!!!
ومن ثم طلبت من والدتي " زي اسلامي ارتديه اثناء التلاوة "
سعدت والدتي بذلك وقامت بشرائه لي فوراً
ومن ثم قلت لوالدتي : ارغب بقرأن صغير احتفظ به بجيبي
لاني كلما رأيت فرصة سأقوم بالقراءة والحفظ !
فجلبت لي والدتي ذلك وقلدتني " بعقد ذهبي به آية الكرسي " !
ومن ثم طلبت منها أن تقوم بشراء أشرطة كثيرة لأني ارغب بتسجيل صوتي وسماع نفسي
وانظر الاخطاء واقوم بتصحيحها ..بشرط ان لا اتوقف او اسمح لنفسي بالضحك
والاستهتار بالامر ..
فقامت والدتي بمراقبتي اثناء التلاوة وتتابع الاشرطة بنفسها وتصوب الاخطاء !
ومن ثم قامت بتحسين سلوكي الحركي والنفسي : " كأمرأة "
كي تجعلني فتاة صالحة ومسلمة بمعنى الكلمة !
وقد ضايقني الامر كثيراً ..في بعض الامور
مثلاً : حينما امزح مع والدي كثيراً ..كانت تحرك يديها لي قائلة : لاترفعي صوتك
كوني عاقلة ..لاتضحكي كثيراً ...انتبهي اكثر لكلامك !
قلت لها : امي لقد بدى الامر يضايقني ..وانتظر الفرصة كي تنتهي تلك المسابقة
لأني لم اعد احتمل البقاء متوترة !
فقال لي والدي : تصرفي على طبيعتك ِ ..وليس من الضرورة ان تطبقي
كل ماتخبركِ اياه والدتكِ ..!
وجاء اليوم الموعود فصعدت الى المكان المخصص : لاادري كنت قلقه
وبنفس الوقت سعيده اني موجودة حتى لو فشلت
لاادري ..شكرت الله كثيراً على نعمة الاسلام
وما وجد بين ايدينا ...
فصارت تتابعني والدتي من بعيد وتعجبت من طريقتي التي توحي بأني " متدينة " !
فجلست وتربعت ..وطلب مني التلاوة ..بعدما ذكر اسمي وبعض انجازاتي ..الخ
شعرت بالاسترخاء ...فاستعجلت بالقراءة في بداية الامر ..بسبب توتري وتشنجي
ومن ثم حاولت ضبط نفسي والهدوء واخذ نفس عميق ومن ثم أكملت التلاوة
بطريقة سلسه شعرت بأن كتاب الله امامي مفتوح ..واندمجت بالقراءة ...
وصار الحضور يكبر ويهلل
وعندما انتهيت شعرت بالراحه النفسية وابتسم قلبي من الداخل
لأني شعرت بأني قمت بأنجاز رائع ليس لي فقط بل لعائلتي بأكملها
ولعشيرتي ولبلدي ولكل مسلم !
قمت بهدوء ..ومن ثم نزلت ليس كــ عارضة الازياء تلك القذرة
بل كــ فتاة مسلمه تفخر بشعار الاسلام ...وتتمنى ان تبقى هكذا
اخيراً
بأمكانك فعل ماتريد ليس من الضرورة ان يعجب الاخرين
ولكن قم بفعله ان كان الامر جيداً ..ولاتترك مجالاً للفشل
من اول خطوة تعترض طريقك ...حاول تكرار المحاولة
اكثر من مرة ..وكن متحدياُ بارعاً ...ستنجح امام نفسك
حتى وان لم تنجح امام الاخرين يكفي بأنك انجزته !
فهذا بحد ذاته انجاز رائع في حياتك
وفقكم الله في اعمالكم
أسيل الورد ...
المفضلات