مرض ايار شهر 5
كريمان الكيالي - تأرجح الطقس مابين ربيع وصيف جعل من مايو»أيار» احد اجمل شهورالسنة ، لكن التقلبات المناخية الحادة التي نعيشها هذه الايام ، ويعاني منها كثيرين ، تدفع الى القول بأن ليس كل مايلمع ذهبا.
«أيار»هو الشهرالاخيرفي اجندة الربيع والخامس في تعداد شهورالسنة ، ترجح تسميته ب «مايو» للآلهة اليونانية «مايا» ، ويبدأ فلكيا عندما تكون الشمس في برج الحمل وتنتهي في برج الثور، وفي علم التنجيم عندما تكون الشمس في برج الثور، وتنتهي في برج الجوزاء .
ارتبطت شهورالربيع ومنه «مايو» بالحساسية ، والتي تصيب نسبة كبيرة من الناس في مختلف مناطق العالم ، وترتبط بشكل مباشربفصل الشتاء والامطار التي تهطل كما يقول استشاري امراض صدرية «د.عبد الرحمن عناني « والتي كلما كانت غزيرة غسلت المواد المحسسة من الجو مثل الغباروالاتربة و التي تعتبر احد اكثر العوامل المهيجة لحساسية الربيع، اضافة الى ان عدم استقرار المناخ بين طقس بارد وكأننا في الشتاء ، ثم اخرحار وكأننا في الصيف تزيد من الاصابة بالحساسية و الالتهابات التي تصيب القصبات، بخاصة وان الناس في شهر ايار يرغبون في التحررمن البيات الشتوي ويقضون اوقاتا اطول في المولات والنزهات والمقاهي ، ويخففون من الملابس الثقيلة التي كانوا يرتدونها في الشتاء مما يجعلهم اكثرعرضة للمرض ، وهذه الفترة المتقلبة التي نعيشها هذه الايام تعرف لدى البريطانيين ب»نوفمبر بلوز» حيث تبدأ حالات الاكتئاب والملل من الطقس .
وكما يضيف «د.عناني» فإن نسبة التحسس ترتفع في شهر «ايار» بسبب الضغوطات النفسية المختلفة التي تعيشها معظم الاسر مع اقتراب نهاية العام الدراسي ومواسم الامتحانات وربما التحضير للاجازة الصيفية وهذا «السترس» يؤدي الى زيادة التحسس سواء بالنسبة للكبار ام الصغار، ولعل هذا يذكرنا ب «مرض مايو»عند اليابانيين ، وهوحالة ملل وسأم تصيب الطلاب والموظفين لان السنة الدراسية والمالية تبدأ لديهم في الاول من نيسان كل عام .
«الحد من الحساسية ستكون وباء القرن الحادي والعشرين ، هذا ما تمخض عن مؤتمرالشرق الاوسط وآسيا للحساسية والربووالمناعة وعقد في دبي اواخرآذار»مارس» 2009 ، حيث بلغت التكلفة الطبية لهذا المرض 5ر2 مليار دولار سنويا ، وتبين بأن واحدا من بين أربعة أشخاص ، سيصابون بالحساسية في عام 2050مماسيرفع عدد المرضى الى 70% في منطقتي الشرق الاوسط وشمال افريقيا ، حيث يوجد في آسيا وحدها مايقارب 4مليارات مريض بالحساسية.
منذ بدايات «مايو «وعندما يزهرالزيتون تبدأ معاناة كثيرين ومنهم « أبو محمد «..ضيق في التنفس وسيلان الانف وتدميع العينين ،مما يضطره لاخذ اجازته السنوية كل عام والبقاء في البيت لمدة شهر حتى تخف هذه الاعراض المزعجة. أما «هنادي 27عاما « فبدأت معاناتها مع حساسية الربيع منذ اربع سنوات وتحديدا في شهر نيسان وتستمر حتى حزيران من كل عام ، وهذا يضطرها لعلاج مكثف من ابرة كورتيزون وبخاخ لايفارق حقيبتها وحبوب مضادات الحساسية ، اما اكثر ما تتحسس منه «هنادي « بحسب قولها فهو زيوت القلي وغبار الطلع ، وتقول بأن الحساسية جعلتها تكره فصل الربيع ، حيث تشعر فيه بخمول واحباط ، وتكون معنوياتها في الحضيض اضافة لاعراض كثيرة مثل السعال والعطاس والصداع وحكة في الحنجرة والاذنين .
ثمة ابحاث تعود لعام 1916تفيد بأن للقاح النحل دور في معالجة الحساسية ، أكدها عام 1991 «د.تينترو» ويعمل بمعهد الابحاث البيولوجية بولاية كنساس بأميركا حين قام بتجربة اللقاح على 195 حالة ، حيث شفي معظم هؤلاء المرضى. اما دراسة لجامعة كاليفورنيا فشير الى ان التغذية المناسبة لمرضى الحساسية تكمن في تناول اللوز والارز الاسمر والبازلاء وخبزالقمح الكامل واللبن الرائب يوميا والموز ، حيث ان كمية المغنيزيوم الموجودة في ثلاث موزات كافية لقمع الحساسية .
ويفيد تقرير تم الكشف عنه خلال مؤتمر الشرق الاوسط وآسيا للحساسية والربو والمناعة والذي عقد في دبي أواخر آذار 2009 .، بأن التكلفة الطبية لهذا المرض ستصل 5ر2 مليار دولار سنويا ،وان واحدا من بين كل اربعة اشخاص سيعاني من الحساسية في عام2050 ، بما يزيد من ارتفاع عدد المصابين الى حوالي 70% ، وذلك في منطقتي الشرق الاوسط وشمال افريقيا ، فقد اصبحت الحساسية مشكلة صحية تتزايد عالميا ، وفي آسيا وحدها 4 مليارات مريض،مما يعني انها ستكون وباء القرن الحادي والعشرين ، وتستدعي هذه النتائج وضعها على الاجندة الوطنية لهذه البلدان ، بحسب ما اوصت مسؤولة الخزينة في المنظمة العالمية للحساسية ورئيسة المؤتمر البروفيسوره د. روبينا باونكر .
المفضلات