إنك تسألني لماذا لا يصنعون علاجاً للحب حتى تصبح مشاعرنا متعادلة؟ ..
وأنا, بصراحة يا سيدي, لا أفهم ما لذي تعنيه !! ..
لكن ..
لحظة ..
ربما أفهمك .. أقول ربما لأني لا أرى إلا “استلابا” ..
لماذا اسمح لهذه الفتاة بالعبث في محرابي ؟ , لماذا يطغى الشعور بها على كل شيء في عالمي ؟ , لماذا تمر كل لحظة حياة , كل وجبة قلب , كل فكرة .. لماذا تمر بها قبل أن تخرج للعالم ؟ , لماذا تغتال الحاجة إليها كل ما آمنت به واعتقدت ؟ , لماذا لا أستطيع أن أتخذ قرار ما ؟ , لماذا أشعر بالضعف يحاصر كل ذرة في وجودي في غيابها ؟ , لماذا أشعر بالحاجة للانهيار أمامها ؟ , لماذا اكشف لها كل شيء .. حتى ألمي , حتى ضعفي , حتى حاجتي إليها ؟ , لماذا أشعر أنها مثل “ميكي ماوس” .. كائن لا يمكن أن يكرهه أحد , ولا يقدروا إلا أن يتعلقوا به ؟ , ماذا تفعل هذه الفتاة بي ؟ ..
لا أدري ..
وهذا ليس إلا ” تيها “..
ولكنه ضياع في المكان الذي أردنا أن نصل إليه ..
وصلنا لكنا ما نزال ضائعون ..
لأن المشاعر ما تزال “غير متعادلة” .. ما تزال تفور .. وكأن هذه الفتاة قد خلقت من فورها .. كأن ربها خلقها منذ خمس دقائق فقط .. ما تزال جديدة .. مثلها مثل مشاعرنا العتيقة التي ما تزال جديدة .. وكأن الزمن عنصر محايد في العملية .. وكأنه الصفر في الجمع , أو الواحد في الضرب .. لا يغير شيء أبدا .. يمر الزمن وتظل المشاعر جديدة .. لا يتغير أي شيء ..
نحتاج لذر شيء من الغبار والأتربة على هذه العلاقة .. هذا الارتباط .. هذا الالتزام .. هذا العهد .. فقط لتكون شيئا معتقا .. شيئا قديما .. شيئا تكون مشاعرنا تجاهه متوازنه .. بعيدا عن هذا العمى التام ..
نحتاج شيئا من التعادل والاتزان .. شيئا من التعقل .. عوضا عن عاصفة الجنون التي نهشت عظامنا ..
سيدي .. ربما أكون فهمتك ..
وإن لم أكن كذلك .. فعذراً لأني لم أفهم السؤال ..
سعود عمر
المفضلات