لم تقوى " ميريام " على رحيل زوجها المفاجىء بحادث سير اثناء ذهابه الى عمله في احدى الدول العربية
وقبل رحيله بليلة ..
ودعها بشوق ولمسات حب وغمرها بكل عاطفه يملكها وكأنه يعلم بساعة فراقه دون أن تعلم !!
ومنذ ذاك اليوم وهي تعيش حالة " Asphyxia " الاختناق المفاجى ...وهي حالة قد تكون مميتة ،
و تحدث عندما لا يتوافر الاكسجين لأنسجة الجسم بكمية كافية .
كلما توترت او غضبت او احد قام بمضايقتها وتسبب بزعلها ...شعرت بالخوف من حالتها ولم يفهم
احد مغزى هذه " اللحظات المرعبه " التي تعيشها " ميريام !
ولكن مع مرور الايام والاشهر تعودت على حالتها وكأن حياتها لم تعد تهمها كالسابق !!
اصبحت تكره النوم وان خلدت لسريرها يصيبها القلق ...وبسبب الدعم العائلي استطاعت السيطرة على وضعها
الصحي ....
وقد انقضت ليالي وايام ..الى ان فوجىء ابيها برؤيته بنفسه امام عينها ... تختنق وتصرخ تحاول ان تتنفس
الهواء ولكن دون جدوى ...وقعت على الارض ..ووضعت يدها بحلقها تارة وتارة بصدرها !
نقلها والدها مع عمها جهاد ..الى عيادة خاصة بسرعة البرق ..ووالدتها تضمها الى صدرها وهي تبكي وتدعو الله
ان يكون معهم وان لايصيب ابنتهم اي سوء ... وصارت تمسح على جبينها وترش على وجهها الماء
كي تبقى مستيقظة ... وبعد بضع دقائق صارت تحفص بيديها وبرجليها ...وعيونها بها ملامح الخوف
والشعور بالاحتضار ...حاولت التحدث لأمها قائله : أظنني سأموت ...أمي لاتتركيني ...عانقيني !
والدها لم يتمالك نفسه ... فصار يصرخ : بنتي ميريام ...بابا ...لن يصيبك شيء ...سنصل للمشفى
وستكوني بخير ...فقط حاولي ان تتحملي اكثر !!
فقدت ميريام الوعي وبقيت ساكنه ولم تتحرك بعدما شهقت شهقة أوقفت قلوب والديها ...
وفي اثناء ذلك قامت والدتها بالصراخ وصارت تضرب على وجهها وتقول : ميريام ...افتحي عيناكِ ...
كلميني ...لاترحلي ارجوكِ ...لن اتحمل فراقكِ .... ابنتي ...ابنتي ...ميريام
ومن ثم طلبت من جهاد ان يقود سيارته بسرعه ...وتوسلت اليه قائلة : " بوس يدك أنقذها " ...
" ياربي لاتحرق قلبي عليها ".." كرمال اللي بتحبهم جهاد " !!
فصار والد ميريام يهدأ من روع والدتها ويقول لها : أن النبض لازال في يدها ...
اخيراً ..
وصلو للعيادة ..بعدما لحقتهم سيارة شرطة بسبب السرعة الزائدة ..ولكن مع هذا جهاد لم يتوقف
رغم تحذيرات الشرطي والحاحه عليه بالتوقف ...الا انه لم يعره اهتمامه ...وكأنه لم يراه ..
الى ان وصل للعيادة ...قام والد ميريام بالاتصال عليهم وشرح لهم الحالة
فخرج الاطباء وبعض الممرضات والممرضين لاستقبال المريضه
اما بالنسبة لقائد سيارة الشرطة أنسحب بمجرد أن توقفو للعيادة ..وتفهم وضعهم
ودعا الله لها بالشفاء العاجل !!
وقامو بالاجراءات اللازمة ...وحاولو اسعافها... وفوجىء اهلها بخبر حملها بالشهور الاولى " بتوائم أربعة " ...
وبقيت حالتها حرجة لمدة 3 ايام ...بسبب نبضها الضعيف ..والاستجابه للعلاج ببطىء ...
وبعدها طمئن الدكتور المشرف على حالتها أهلها بأنها على مايرام و
كذلك الاجنة .. وسمح لهم برؤيتها بعدما تحسن وضعها !!
[IMG]http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:W2BIjzp9YahJOM:http://dc04.***********/i/00193/kbyahcis2slg.gif[/IMG]
دخل والدها وقام باحتضانها وتقبيلها قائلاً لها : لاتخافي من شيء كلنا حولك ..اما والدتها انهمرت دموعها
حينما رأتها ..فصارت ميريام تبكي معها بقوة وامها تمسح دموعها بكلتا يديها ...وشكرت الله كثيراً لأنه
سمع دعواتها ...
وبعد مضي اسبوعان خرجت من المشفى ..وأقيمت وليمة او بالاحرى حفلة عائليه على سلامتها ...
وسلامة مافي بطنها ...وتمت دفع الصدقات حتى تعم البركة والخير والسرور للأسرة ..
المفضلات