كـتّـــــــاب
أن تجد لك موقعاً
جاءتني هذه الخاطرة، وأنا انتظر بسيارتي في منطقة الصويفية، سكت عني الشرطي برهة, ثم نادى الى متى ستظل واقفا يا حاج، قلت له اننى انتظر زوجتي،ولو غادرت المكان سوف لا تجدني، وأنت تعرف العواقب، ضحك الشاب وهو من القرالّة، وقال ابق في مكانك، كانت مدة الانتظار ربع ساعة.
تلفت الى الشوارع الأخرى إما ملأى بالسيارات او ممنوع الوقوف، قليلة هي الأماكن التي يمكن ان تجدها للإصطفاف – بعضها أرض ترابية غير مسفلتة، وعليك أن تدفع الأجرة سلفاً عند الكثير منها بغض النظر عن مدة الوقوف(دينار واحد)، كثيراً ما يغيب عن بالك قراءة اللافتات فيكون ثمن صحن الحمص خمسة عشرة ديناراً مخالفة مكتوبة بعد ان تترك السيارة.
شرطي السير لديه شواخص ممنوع الوقوف، وبيده دفتر مخالفات، ربما بقي فيه بعض الأوراق يريد أن يملأها، والمواطن ليس لديه في كل الأماكن اماكن للوقوف، فمثلا الشارع الرئيسي في صويلح على جهة الشمال، كم من المواطنين نزلوا لشراء غرض، ورجعوا واذا الورقة الحمراء على الشباك وتحت المسّاحات، اذا كان الشرطي على حق، وهو كذلك، فأين المكان الذي يمكن ان تقف فيه لشراء غرض لك؟ أحياناً تمر سيارة مع الشرطي مذياع، وبمكبّر الصوت ينادي تحرك، تحرك، وهكذا ترتبك الحركة والمرور، مشكلة ايجاد مواقع للسيارات مشكلة مزمنة ليس في عمان فحسب، وانما في كل مدن المملكة الرئيسة في السلط واربد والزرقاء والكرك، وجرش، وغيرها، احيانا يترك بعض الناس سياراتهم من الصباح حتى المساء، في نفس الموقع المسموح، والذي يمكن ان يستفيد منه العشرات خلال النهار.
البيوت هي الأخرى في شوارع عمان تعاني نفس المشكلة، يأتي رب المنزل ليقف امام منزله، فيفاجأ بسيارة تقف منذ الصباح امام المنزل، ويضطر للوقوف بعيداً عن منزله حتى يتحرك الشهم الواقف امام باب المنزل تماماً، الأمر يحتاج الى حلول – مرحلية واستراتيجية، تشترك فيها الجهات ذات العلاقة من امانة وبلديات، وسير، ونقل، وحتى المجتمع المحلي.
في هذا الاطار يبحث ابناء الأردن عن مواقعهم، في ظل الزحام الشديد، في القطاع الخاص، والعام، وفي ظل الشد والجذب والتقاطعات، فيجدون انفسهم كسياراتهم، في كثير من الأحيان بدون موقع، فيضطرون الى الوقوف على الرصيف ينتظرون السيارات وهي تقف على ابوابهم.
د. فايز الربيع
المفضلات