جرت العادة على ربط الحياء بالعلم والدين كقول لاحياء فى العلم أو ... لا
حياء فى الدين وأضيف أنا لاحياء فى الثقافة
نعم ... فهل منكم حيى أكثر من الرسول صلى الله عليه وسلم وأهله الذى
لقننا علوم الدين والدنيا وفنون الحياه على إختلافها دون مواربة أو خجل فى
إطار ثقافى إنسانى شديد الخصوصية والتميز
أقصد هنا الثقافة الجنسية بشكل خاص والتى صارت مادة إعلامية خصبة
لوسائل الإعلام المختلفة ومادة جذب المتلقى على إختلاف نوعيته وثقافته
وقيمه ... لقد حولنا الغريزة الفطرية الطبيعية التى فطرنا الله عليها إلى قضية
شائكة يتم تداولها فى أروقة العامة والخاصة وصارت الشغل الشاغل لمعظم
الفئات الجماهيرية ... وكعادتى لا أنكر أن نتطرق لمشاكلنا ولكنى فقط أعيب
قصور الرؤية والمعالجة ... فكل التداولات فى هذا المجال تختصر هذه
العلاقة فى كيفية الشعور بها دون إدراك أبعادها النفسية والروحية للطرفين
... فبداية علينا أن ندرك كيف تشكل مفهوم هذه العلاقة فى وجداننا
حتى نقف على الحقيقة المفزعة التى يغفلها الكثيرون
لقد إرتبط هذا المفهوم سيداتى وسادتى بالعيب والحرام
فما أن تذكر لفظة ( جنس ) على المسامع حتى ترتجف الأوصال وتعض
الشفاه وتزوغ الأبصار ..... ولد عيب ....بنت حرام .... فما بالكم بعد ذلك
فى صياغة مفهوم سوى يَرسخُ فى الأذهان بعد ذلك عن تلك الطبيعة ويتم
التعامل معه بفكر ووعى ومعرفة وإدراك حقيقى ... لذا علينا صياغة مفهوم
إيجابى جديد لهذه العلاقة المميزة مستمد من طاقاتها الإيجابية فى حياه الفرد
مفهوم أساسه إحترام الجسد وتقديره
فإعلاء قيمة الجسد من خلال إشباع حاجاته ليس عيباً أو تقليلاً منه
كما ندعى ولكنها حكمة الله فى خلقه... لذا وجب على القائمين على التنشئة
للطفل مراعاة تطوير مفاهيمه تجاه نفسه كجسد وكمشاعر وككقيم فى عمليات
ثقافية متوازية مع طبيعة فكره ومجتمعه ونموه ومرحلته العمرية
فينشأ جيلاً متصالحاً مع نفسه وواعياً لأبعاد وجوده ودوره فى هذه الحياه
أما أن نظل جاهلون بمفردات وتفاصيل المعرفة الإنسانية لحقيقتنا البشرية
فهذا قمة السخف .... أما مايحدث إعلامياً فيناقش فقط القشرة الخارجية
للموضوع المتمثلة فى خصوصية الممارسة بين الطرفين والتى لايجب
تعميمها بأى شكل من الأشكال فلكل جسد بصمته التى تصيغها مشاعره
ومفرداته وحاجته الخاصة النابعة من تواصله المميز مع الشريك الأخر
والتى تجعل منهما كيان واحد متسق المشاعر ومتوازن الكيان
لذا أعيدها وأكرر المعالجة تحتاج الوعى الإدراكى للمفاهيم التى ننتهجها
كموروثات دون أدنى محاولة منا فى فهم ذواتنا وهويتنا النوعية .. وليس فقط
إستقاء المعلومات الخايبة ممن يظنون أنهم الأكثر خبرة والتى لا تتعدى
كلماتهم حدود النظرية البحتة فى الشرح والتحليل
فلنكن أكثر تحضراً وثقافة وتنويراً
منقووووووووول
المفضلات