بسم الله الرحمن الرحيم
مما لا شك فيه أن البصر من أعظم المنافذ إلى القلب،
يقول الإمام القرطبي رحمه الله:
البصر هو الباب الأكبر إلى القلب، ووجب التحذير منه، وغضه واجب عن جميع المحرمات،
ونقصد بغض البصر أن يغمض ، المسلم بصره عما حرم عليه ولا ينظر إلا لما هو مباح له النظر إليه
وإن وقع نظر المسلم على مُحَّرمٍ من غير قصد فليصرف بصره سريعا ولا يتمادى في النظر.
القرآن يأمر بغض البصر:
فقد أمر الله بغض البصر حتى يأمن العبد عواقب السوء
ونلحظ هنا أن الله تعالى قد جعل الأمر بغض البصر مقدما على حفظ الفرج،
لأن كل الحوادث مبدؤها من النظر كما قال الله تعالي:
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)
والنبي صلى الله عليه وسلم يأمرك بغض بصرك:
من فوائد غض البصر
ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله عدة فوائد ومنها:
تخليص القلب من ألم الحسرة، فإن من أطلق نظره دامت حسرته.
أنه يورث القلب نورا وإشراقا يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح، كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه
أنه يورث صحة الفراسة، فإنها من النور وثمراته، قال شجاع الكرماني: من عمر ظاهره باتباع السنة،
وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات، وأكل من الحلال- لم تخطئ فراسته
أنه يخلص القلب من ذكر الشهوة ورقدة الغفلة، فإن إطلاق البصر يوجب استحكام الغفلة عن الله والدار والآخرة، ويوقع في سكرة العشق
أنه يسد عن العبد بابا من أبواب جهنم، فإن النظر باب الشهوة الحاملة على مواقعة الفاحشة، فمتى غض بصره سلم من الوقوع في الفاحشة، ومتى أطلقه كان هلاكه أقرب
أنه يفتح له طرق العلم وأبوابه، ويسهل عليه أسبابه, وذلك بسبب نور القلب،
أنه يورث قوة القلب وثباته وشجاعته، قال بعض الشيوخ: الناس يطلبون العز بأبواب الملوك، ولا يجدونه إلا في طاعة الله
أنه يورث القلب سرورا وفرحة وانشراحا فلذة العفة أعظم من لذة الذنب
أنه يقوي العقل ويزيده ويثبته،
نسأل الله الكريم أن يوفقنا لطاعته ، والحمد لله رب العالمين
رجاء من فضلك وليس امرا
ارسلها لغيرك فان الدال على الخيركفاعلة
فتجدها إن شاء الله لك شفيعة يوم القيامه
اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول ويتبعون احسنه يارب العالمين
اللهم أجعل عملنا كله خالصا لوجهك
المفضلات