القيادي في حزب جبهة العمل الإسلامي: لا أتوقع أن تنجح الحكومة الحالية في محاربة الفساد
رحيّل الغرايبة لـ"الحقيقة الدولية": إخوان الأردن هم من أنشأ حماس.. وسنبقى ندعمها ماديا ومعنويا

الحقيقة الدولية - عمان
يرى الدكتور رحيّل الغرايبة أن جماعة الإخوان المسلمين تخوض معركة سياسية على كافة الصعد دفاعا عن القضايا الوطنية، وبالتالي فإن حساب المنافع يتم على أسس القضايا الوطنية للأردن وليس على أساس المكاسب الفردية التي قد تتحقق بصفة شخصية.
وقال الغرايبة خلال مشاركته في برنامج "ابن البلد" الذي يبث على أثير إذاعة "الحقيقة الدولية": ان الجماعة تعيش اليوم حالة من الهدوء مع الحكومة الحالية، خاصة في ضوء عدم وجود مجلس نواب، مبينا أن الجماعة تعارض بعض المواقف السياسية للحكومة الحالية، ولكن من دون تلك الحدة والقوة التي كانت في السابق، باستثناء بعض المواقف التي لا تنفع فيها المرونة، مثل استيلاء الحكومة السابقة على جمعية المركز الإسلامي بتهمة ان هناك فسادا في إدارة الجمعية، ونحن نعتقد أن هذه الخطوة غير دستورية هدفت للسيطرة على إدارة الجمعية بطريقة عسكرية، وتنصيب هيئة إدارية مؤقته تحاول أن تغير في عضوية الهيئة العامة، لذلك في هذا المجال الأمور غير هادئة بيننا وبين الحكومة.
وانتقد الغرايبة من يأخذ على جماعة الإخوان المسلمين في الأردن معارضتهم الحكومة أجل المعارضة فقط، مبينا أن هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق وأن الجماعة تتعامل مع الحكومات المختلفة في كافة الشؤون وحين يكون الأمر صحيحا نقول للحكومة هذا صحيح وحين يكون الموقف خطأ نقول لأي حكومة ان هذا الأمر خطأ.
وحول الجدل الذي يدور في أروقة الجماعة بين تقبل تمثيل حركة حماس في المكاتب الإدارية أو عدم تقبلها، قال الغرايبة ان مسألة حماس جديدة والاختلاف بين مدارس الإخوان أو بين الفريقين مسألة قديمة، وهو اختلاف في وجهات النظر فنحن نحتكم لرؤية ومبادئ ثابتة ونظام أساسي وقانون، فحماس كانت جزءا من تنظيم الإخوان المسلمين في الأردن، وإخوان الأردن هم من أنشأ حماس لأن تنظيم الإخوان في الأردن وفلسطين كيان وتنظيم واحد، وقد أنشانا "حماس" من اجل ان تقوم بالدور الجهادي ضد الاحتلال الصهيوني، واليوم "حماس" كبرت وأصبحت تنظيما على مستوى العالم وأصبحت تمارس أدوارا سياسية وأخرى مقاومية، وبالتالي خرجت حماس من أطر قوانيننا الداخلية، خاصة بعد أن طرحت نفسها كفصيل فلسطيني على الأرض الفلسطينية، وبعد أن تقدمت لنا بالإستقلال عن الحركة الأم في الأردن.
وتابع الغرايبة أن استقلال حماس عن الجماعة الأم في الأردن عمره نحو العام فقط، وهم اليوم حركة مستقلة تمثل العمل الفلسطيني بتنظيم مستقل وبنظام أساسي مستقل وبمجلس شورى مستقل وبقيادة مستقلة ومؤسسات مستقلة.
وأكد أن الحركة الأم (جماعة الإخوان المسلمين) في الأردن ستبقى تقدم الدعم المادي والمعنوي لحركة حماس حتى وأن أستقلت عن الحركة الأم، والدعم لم يتوقف ولن يتوقف، لا لشيء إلا لأن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب والمسلمين ومن واجبنا دعم القضية والفصائل المقاومة.
وبين أن الإستقلال التنظيمي لحركة حماس عن الحركة الأم لا يعني باي حال من الأحوال الإنسلاخ أبدا بل هو عملية أشبه ما تكون بترتيب إداري وتوزيع الجهود، ولذا فإن دورنا اليوم مع حماس هو دور النصح والمشورة فقط.
وأشار الغرايبة إلى أن الجماعة لم تشعر حتى اليوم بحراك حكومة سمير الرفاعي في محاربة الفساد بكافة أشكاله، فليس هناك نتيجة تمسك باليد بهذا الموضوع، خاصة أن الحكومات السابقة رفعت ذات الشعار. وقال: أنا لا أجد فرقا بين هذه الحكومة وغيرها من الحكومات، وبالتالي فأنا أتوقع أن لا تنجح الحكومة الحالية في محاربة الفساد.
وتابع أنه إذا كانت الحكومة جادة في محاربة الفساد فعليها إيجاد مجلس نواب حقيقي يمثل الشعب بشكل حقيقي ونزيه، ويجب ان يكون مجلسا مثقفا سياسيا وفكريا وتكون له برامج سياسية واضحة، أما ما يحدث الآن فهي مجالس نواب عشائرية وحسب الصدفة ومنهم من يكون مثقفا ومنهم لا يكون مثقفا والغالبية العظمى منهم غير سياسيين.
وقال الغرايبة ان العالم العربي في حالة شلل وعجز تام أمام الخطر الصهيوني، فالكيان الصهيوني ماض في تنفيذ مخططاته التوسعية في فلسطين المحتلة وهو ينوي أن يهجر أكثر من 70 ألف عائلة فلسطينية من الضفة الغربية في نكبة جديدة إلى الأردن وغزة، هذا القرار الصهيوني إعلان حرب حقيقية ضد الفلسطينيين والأردنيين والعرب ويجب ان تكون الحكومة بمنتهى الجدية في التعامل مع هذا القرار الصهيوني الخطير.
وتابع أن على الحكومة أن تعود مرة أخرى لصف الشعب حتى تكون قوة، فالشعب اليوم في واد وهو مغيب عن المشاركة والحكومة في واد آخر.
وبين أن جماعة الإخوان المسلمين تقوم بواجبها الذي تستطيعه في هذا المجال، من خلال مخاطبة الحكومة والجامعة العربية ومنظمة العالم الإسلامي ومطالبتها بأن يكون هناك موقف جاد تجاه القرار الصهيوني.
وشدد الغرايبة على أن الدول العربية من أهم عوامل ضياع فلسطين ولو أن الأنظمة العربية تحملت مسؤوليتها وأطلقت للشعوب العربية والإسلامية دورها لكانت الشعوب قادرة على وقف ضياع فلسطين.
المصدر : الحقيقة الدولية - عمان 27-4-2010
المفضلات