نوال خطفت بناتها منها بسبب القوانين وأم نور تبكى أبنتها بعد أن نصرتها الحكومة الدانماركية
قوانين عربية ودولية تسرق الأبناء من أحضان أمهاتهم

الحقيقة الدولية – عمان – معاذ البطوش
[rams]mms://factjo.com/images/fact-image-3/archiev-files/new-2010/m4/32/32.wma[/rams]
ظاهرة بدأت بالتنامي في العالم العربي والغربي، وباتت تأخذ حيزا مهما من معاناة المرأة والأسرة العربية، وهي تسخير القوانين من أجل خطف الأبناء من أسرهم، وتفريقهم عن أسرهم الذين يسكنون في دول عربية.
المثير أنه ما أن أعلنت إذاعة "الحقيقة الدولية" عن تخصيص حلقة برنامج "من زوايا المجتمع" للأسبوع الماضي عن موضوع "قوانين عربية ودولية تحرم الأبناء من أحضان أمهاتهم" حتى بدأت تنهال الاتصالات على البرنامج قبل وبعد وأثناء بث على الهواء مباشرة مما يدل صراحة أن هناك أزمة كبيرة باتت تحول لظاهرة مقلقة على الجهات المسؤولة أن تتوقف عندها لدراستها.
فكل أم كان لها حكاية مريرة مع هذه القوانين الاضطهادية والإجرامية التي حرمتهن الفرح والابتسامة مع أبنائهن، ولكل أم حكاية تختلف في التفاصيل ولكنها تتشابه في نفس السياق العام، فهن "محرومات من ضم أبنائهن إلى أحضانهن".
نوال سيدة لم تتجاوز الثامنة عشر من عمرها عندما تزوجت من رجل سعودي يكبرها بعشرين عاما، تقطع قلبها على فلذة كبدها بعد أن حرمت منهم دون ذنب اقترفته، فلا لعيب صدر منها ولا الجريمة ارتكبتها، سوى أنها سيدة سورية الجنسية وزوجها سعودي الأصل، حيث تنص القوانين والأنظمة السعودية المعمول بها في البلاد على أن المرأة الأجنبية لا تستحق أن تحتضن أبناءها إذا توفى الله تعالى زوجها السعودي، حتى وان لم يكن لها علاقة برحيل زوجها عن الدنيا.
تقول نوال خلال مشاركتها في برنامج "من زوايا المجتمع" الذي يبث على أثير إذاعة الحقيقة الدولية: "أنا فتاه سورية الأصل تزوجت من رجل سعودي يكبرني بالعمر "20" عاما وكان عمري حينها "18" عاما ورضيت بهذا الزواج لان أبي طلق أمي ولم اعد أتحمل انفصال أمي عن أبي فلم يكن أمامي سوى القبول، وكان زوجي متزوج قبلي، وكان نعم الزوج ولم يكن يسمح لأحد مس شعره مني على الرغم من الضغوطات التي تمارس ضده من قبل زوجته الأولى وأبناءها حيث انعم الله تعالى علينا بثلاثة بنات جميلات.
وتابعت، كنت أسهر الليالي حتى أسمع كلمة "ماما" من بناتي، ولكني أبدا لم أكن أتوقع أن احرم من هذه الكلمة التي لا يمكن لأي أم أن تفرط بها إلا إذا كتب ذلك رب العرش العظيم وهذا ما حدث معي ولكن من قبل القوانين المعمول بها في السعودية وطمع أبناء زوجي بالمال.
وأشارت نوال إلى أنه في إحدى الأيام قبل خمسة أعوام كان قضاء الله وقدرة يطرق باب منزلي ويعلمني بأنك يا نوال ستبدأين حياة جديدة عنوانها المشقة والتعب والحرمان من الأبناء حيث فجعت بموت زوجي، الذي قدمت له عيوني وبادلني نفس المشاعر، وأصبحت الدنيا ضيقة أمامي ولا أكاد أستطيع أن أتحملها حتى أنني فكرت بالانتحار والموت كثيرا لما تبع وفاة زوجي من مصائب وآلام بدأت تواجهني يوما بعد يوم بسبب نفوذ أبناء زوجي الذين حرموا من الإنسانية.
وتضيف "حيث بدأ أبناء زوجي يطالبون ببناتي وكوني جربت اليتم ومعاملة زوجة الأب شعرت بضيق الدنيا والخوف على بناتي الثلاثة اللواتي أكبرهن لا يتجاوز عمرها عن سبعة سنوات لكن أبناء زوجي قاموا برفع قضية لدى القضاء السعودي يطالبون فيها بحضانة بناتي كون والدتهم ليست بسعودية وبالفعل حصلوا على الحكم لصالحهم منذ خمسة سنوات وتم ضمهم إلى زوجة زوجي وأبنائها بينما استثنيت أنا الأم من حضانة بناتي".
وبينت نوال أنها تنازلت عن حقها الشرعي في مال زوجها مقابل ضم فلذة كبدها بين جناحيها بعد زمن طويل من البعد عنهم، مؤكدة أنه لا يمكن لأي أم في الدنيا أن تستطيع الاستغناء عنها، إلا أن قوانين المملكة السعودية تخالف هذه الفطرة وتضرب بها بعرض الحائط وتسن قوانين مجحفة بحق الأم الأجنبية.
وتختتم نوال حديثها بكلمات ممزوجة بالحزن وعيون مليئة بالدموع وقلب جرحه عميق ولسان عاجز عن التعبير، مكتفية بتردد عبارة واحده لا غير "أريد أن أضم بناتي بذراعي فهل من مغيث بعد الله".
نوال ليست وحدها التي حرمت من فلذة كبدها بل هناك العشرات والمئات وربما الآلاف من الأمهات العربيات المفجوعات بحرمانهن من أبنائهن وبناتهن وربما كل واحدة منهن مصيبتها أصعب من الأخرى.
فالقوانين العربية والدولية تحرم الأمهات من حضانة الأبناء، فتلك القوانين أختطفت أبناء أم نور الثلاثة منذ "18" من دون أن تتمكن تلك الأم المكلومة من رؤية أبنتها نور بعد أن أعادت المحكمة لها أثنين من أولادها إليها.
نور أخطتفت من والدتها وهي في سن الرابعة من عمرها مع شقيق لها يبلغ من العمر 11 شهرا، وشقيقته التي كانت تبلغ من العمر في ذلك الوقت عام ونصف العام، خلال إقامتهم في الدانمارك عام 1988، ومن ذلك اليوم بدأت متاعب تلك الأم التي حرمت قسرا وظلما من أولادها، ليس لشيء إلا كونها عربية.
تقول أم نور خلال مشاركتها في برنامج "من زوايا المجتمع" الذي يبث على أثير إذاعة "الحقيقة الدولية"، أنه في عام 1988 رغب زوجي بالذهاب إلى الدانمارك للعمل وتحسين ظروفنا الاقتصادية، وما أن مضى على سفرنا عامين حتى أصبت بمرض نفسي وكانت أعمار أولادي آنذاك تتراوح بين "11" شهر و"4" سنوات، وبسبب ذلك المرض قامت السلطات الدنماركية بأختطاف أولادي مني، وبدأت عندها معاناتي في ضمهم لحضني وبقيت على هذه الحال لمدة تسع سنوات حرمت خلالها من رضاعتهم ورعايتهم وتربيتهم، فكل أم دائما تفرح عندما تعتني وتشرف على مراحل نمو أبناءها لكن بسبب الأنظمة والقوانين الدانماركية الظالمة حرمت منهم حتى حكم القضاء الدانماركي لي بعودة أثنين من أبنائي إلى جناحي باستثناء نور كونها تعاني من تخلف عقلي نسبي.
وتتابع أم نور حديثها بالقول "وخوفا من أن يعدل القضاء الدانماركي عن حكمه قررت الهروب إلى الأردن بلدي بأولادي لأربيهم تربية إسلامية بعيدة عن الفساد الأخلاقي والفكري والاجتماعي وكذلك لأتابع قضية نور من خلال وزارة الخارجية الأردنية".
وبالرغم من أن أم نور نجحت في الحفاظ على أبنها وأبنتها كما تقول إلا أنها أصيبت بصاعقة كبيرة بعد أن وجدت نفسها وحيدة بعد رفض وزارة الخارجية الأردنية التدخل في هذه القضية، مؤكدين لها أن القضية ليست من أختصاص الوزارة، وأن علي أن أراجع السفارة الدانماركية في عمان.
وتؤكد أم نور "منذ 18 عاما وأنا ابكي على ابنتي نور التي أتمنى أن اسمع صوتها لقد حرمتني منها القوانين الدانماركية بحجة أن ابنتي تخاف من السفر للأردن عبر الطائرة وبحجة أن الأردن بلد فقير ولا تستطيع الاعتناء بالمعاقين بيد أن زوجي أكد لهم بأنه سيقوم بتسفيرها للأردن من خلال البر وليس الجو".
وتابعت قائلة الحكومة الدانماركية تمنعني من التواصل مع أبنتي، فضلا عن ذلك تمنع أي زيارة لأبنتي من قبل شقيقاتي المتزوجات في الدانمارك، وقالت "لقد ارتكب المجرمون بابنتي أبشع جريمة عندما تم تنصيرها بعد أن بلغت سن 22 عاما وتم مسح الدين الإسلامي من ذاكرتها وكأنها لم تكن مسلمة في يوم من الأيام، لقد أصبحت أتمنى الموت لابنتي ولا ان تترك دينها بعد أن ربوها أعداء الله تعالى على الكفر وترك دينها التي ولدت عليها، لقد أصبحت ابنتي في خطر كبير يحرمها من الدنيا والآخرة، فهي لا تعرف شيئا من اللغة العربية حتى اسمها أجبرت على تغييره.
المصدر : الحقيقة الدولية – عمان – معاذ البطوش 25-4-2010
المفضلات