شريحة من البداية
” ربما كنت تعرف في محيطك أشخاص لا يمكنهم أن ينظروا إلى أنفسهم إلا من خلال مسافة ما, حتى يكون بامكانهم تحملها وأن يشعروا أنهم جذابون أو منعشون: هؤلاء يجب نصحهم بالإعراض عن معرفة الذات”
- نيتشة -
* * *
انقيادي
يمد يده للأمام, ذلك النادل الأنيق, وهو يقول “هلا تبعتني من فضلك؟”
أشعر أن داخلي يهتز بسبب تلك الجملة ..
بقدر ما أعي قيمة الحيرة كضريبة للمعرفة, بقدر ما أحتاج يد تمسك يدي, وتساعدني, وتدلني الطريق ..
أرجوكم أخبروني؛ لمَ عندما نفتح الكتب لا تقول لنا “هلا تبعتني من فضلك؟”.
* * *
جشعي
في صفحة قديمة في أحد الموقع – موقع رحلة حياة:زاوية كلام – كان هناك استبانة صغيرة يملئها كتاّب الموقع, وكان هناك خانه “أمنية تريد أن تتحقق”, عندما فتحت الاستبانة بعد فترة طويلة وجدت أن إجابتي كانت:”أمنية تتحقق” ..
يا إلهي !!.. كم كنت جشعاً.
* * *
ريبتي
عند القليل جداً ممن يكتبون أجد شك .. حيرة .. ريبة .. قلق .. أسئلة .. بحث ..
وعند سواهم أجد ثقة .. ثبات .. تأكد .. اطمئنان .. إجابات .. ركون ..
ولكن بعد القراءة لهؤلاء وهؤلاء ..
أجد شيئا غريبا ..
أنا متأكد من وجود الأسئلة, بيد أني لست متأكد من صحة الإجابات.
* * *
نقطة ضعفي
“لمَ كل ما يضيء منك حولك يذكرك بأني سأصبح قريبا مجرد ذكرى؟”
نقطة الضعف عندما تكون داخلي تؤلمني, وعندما تكون نقطة ضعفي داخل شخص آخر فإنها تؤلم حتى ألمي ذاته.
* * *
إكرهني
تتبع زلاتي كما تشاء, اكتب قوائم وعنونها “خطاياه التي لن أغفرها”, وصدقني سوف أساعدك بكل طيب خاطر ..
إكرهني كما تريد, لكن لا تنساني أرجوك.
* * *
تهويدتي
تحضن طفلها وتغني له, تريده أن ينام بوداعه, بينما أنا أنصت لها من بعيد ..
كم هو قاسي هذا العالم الذي لا ينتظرك أحد فيه أن تنام بينما هو يغني لك بتؤدة عند رأسك.
* * *
أنانيتي
جميلة, فاتنة, خلابة, بل حجة في الجمال, تعريف للحسن, ما كان فيها فهو جميل, وما سوى ذلك فهو سوى ذلك ..
لكنها حزينة ..
لكن ملكوت الجمال هذا يأبى إلا أن يهب حتى لهذا الحزن حظه من الجمال؛ حتى يصّيره صوت ناي شجي يفطر القلوب ..
أخبروني ..
لم لا أستطيع أن أصبح إنسانا, وأصحو من إغماءة أنانيتي هذه, وأعي أنها ليست مزهرية؟.
* * *
حاجة
“هذه أخر سيجارة” ..
مضحك .. متناقض .. كاذب ..
وأيضاً يحتاج شيئا أخر يحتويه ..
شيئا آخر يخاف وداعه.
* * *
وهم
هل تعبت مثلي من البحث عن الفرق بين الصداقة والحب؟
أوهمت نفسي بهذا الفرق, وأكاد اقتنع به, جربه فقد أراحني قليلاً ..
الحب والصداقة, نفس الشيء تقريباً, الفرق الوحيد أن الأول يجعل الموسيقى لك مثل الشوكولا, بينما
الثاني يجعل البعض يستمتعون بهذه الشوكولا حتى وهي في فمك.
* * *
كذبي
أنا لا أحب أن أكذب؛ لكن للآسف أضطر أحياناً أن أبحث عن مخرج ..
فأنا أقول “جعل يومي قبل يومك” ..
لكني لست صادقاً ..
بصراحة لست بهذه القسوة كي أتمنى كل هذا الألم لمن يستحق هذه الجملة.
* * *
خوفي
كالطفلة؛ تخاف أن يبللها المطر وأيضاً تريد أن تقف تحته .. لا تعلم ماذا تريد ..
كتلك الطفلة تصيبني قشعريرة صغيرة, عندما يرن منبه الساعة وأنا ما أزال مستيقظاً ..
يعبر خاطري سؤالين حينها: هل الحقيقة أني نائم الآن؟ وهل الحقيقة أن صوت منبه الساعة هذا منعكس من عالم آخر ؟ ..
أجزع, ولكن في قرارة ذاتي أريد ذلك ..
لمَ كل هذا الضعف؟ .. لم أصبحت كطفلة تخاف المطر .. ولكنها تريده.
* * *
خطيئتي
للآثم رائحة عطر حاد رخيص الثمن ..
إن كنت لا تعرف ذلك, ثق تمام الثقة, أن الأيام سوف تدور, وسوف تعرف هذه الحقيقة المره يوماً ما ..
أدعو الله أن تصدقني, وأن لا تسلك الطريق المضني لمعرفة ذلك بنفسك.
* * *
وجودي
كم هو مؤلم أن لا يكترث أحد لغيابك ..
لأن حينها تدرك أن وجودك معهم لم يعني لهم تماماً كما كان يعني لك.
* * *
شعور
يراودني شعوراً غريبا بين فينة وأخرى؛ خصوصا عندما لا أتحدث لأحد لفترة طويلة..
ويراودني نفس هذا الشعور عندما أختلط مع جموع لا أحد ينظر إلي منها ..
وعندما أكون بين تلك الجموع وتمد لي تلك الطفلة وردة صغيرة, مجرد وردة, لا تعني لها الكثير, فقط وردة
أعطتها لشخص آخر .. وردة لا أكثر ولا أقل ..
عندها أقول لها: “شكراً يا صغيرة؛ لقد حسبت أني تلاشيت”.
* * *
مقتي
لا أكره الذي يكذب؛ فقط أكره الذي يكذب دون سبب ..
لا أكره الذي يحب؛ فقط أكره الذي يحب بسبب ..
لا أكره الجاهل؛ فقط أكره من لا يعلم أنه كذلك ..
لا أكره الجميلة؛ فقط أكره من تعلم أنها كذلك ..
لا أكره الواثق بنفسه؛ لكن أكره من يسلم بها ..
حسناً, حتى من يكذب من دون سبب, أو من يحب بسبب, أو جهل جهله, أو تبختر مزهواً, أو من سلم بنفسه كحقيقة لا نهائية ..
ربما أحبه ..
ربما ..
ما لم يكن أنانياً؛ عذراً, لا أستطيع أن أجد للأنانية عذراً ..
حتى سموم الثعابين يستخلص منها الدواء, لكن سموم الأنانيين شر مطلق لا خير فيه ..
أمقتهم.
* * *
الشر الذي في داخلي
- يقول لي بصوت واضح وبتأني: “حين تصير القيم بلا قيمة, حين لا تستطيع المبادئ أن تبدأ, وحين لا يكون للاعتبارات أي اعتبار؛ عندها فقط نكون بعيدين عن الشر, بعيدين جدا, بعيدين بما فيه الكفاية”.
- ” أنه إبليس ذاته يناديني, يا له من وقح, إنه حتى لا يداري”
- “اطمئن؛ سنكون بعيدين عن الشر يا بني, ليست جريمة ضد المجتمع, ليست جريمة ضد أي فرد؛ فقط هي لذتك الخاصة, الخاصة جداً .. لمَ الخوف ؟ .. أتريد كل شيء سائغاَ هنياً؟!, لا بد من لطخات, إنه الثمن .. هيا, كل من هذه الشجرة .. وكما قلت لك يا بني سوف نكون بعيدين جداً عن الشر “.
ميليمتر قبل خط النهاية
“سوف تدخل من كل هذه الأبواب, الطيب منها والخبيث, شئت أم أبيت, إنها فقط مسألة وقت وتوقيت؛ لا تجزع إنها الحياة “
على تويتر
http://twitter.com/SaudOmar
المفضلات