مشكلة امرأة
أنا امرأة في الثلاثين من عمري... أم لثلاثة أطفال... وقد نشأت في أسرة كريمة... تكره الكذب... بل وتعاقب أبناءها أشد العقاب عليه... وزوجي ولله الحمد طيب وعلى خلق ولكنه دائماً يكذب علي حتى في أبسط الأمور...
لي أشياء بعيدة كل البعد عن الحقيقة... بداع وبدون داع والآن أخاف على أبنائي منه وكيف يمكن لي أن أوجهه دون أن أجرح كرامته.
الـحـل:إن الكذب صفة ذميمة تجعل صاحبها جبانة ويأخذ الكذب صاحبه إلى عمل كل شر وما يعمله من الشر ينتهي به إلى عقاب الله في نار جهنم. فلقد صدق المصطفى عليه الصلاة والسلام حين قال: "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً... وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وأن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً".
وينفرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من الكذب لما له من آثار سيئة على الفرد والمجتمع وإذا ما تعود الكاذب على الكذب اشتهر بين الناس به فتضيع الثقة به ويكتب من المذنبين الكاذبين.
وقبل مناقشة كذب الزوج... لا بد من وقفة صادقة مع النفس وبمنتهى الصراحة والصدق للزوجة... هل هي التي تدفعه إلى الكذب... هل تتعالى الزوجة على زوجها بصورة تدفعه أحياناً إلى اختلاق مواقف يظهر فيها بطولته كتعويض عن نقص ما يشعره من خلال تعامله مع الزوجة... وهل يكذب الزوج في أمور معينة كإخفائه حقيقة أوضاعه المادية... خوفاً من الجنوح والإسراف بعض الشيء من جانب الزوجة... أم هل يكذب حينما يزور أهله خوفاً من تأنيب الضمير واعتراض الزوجة على ذهابه إليهم... وهل يكذب الزوج حين يذهب ويسهر مع الأصدقاء... ويختلق أسباباً أخرى أكثر أهمية أبعدته عن المنزل.
فعلى الزوجة أن تحدد متى يكذب زوجها ويمكنها بعد ذلك من تعديل نفسها وتصرفاتها معه حتى تتجنب حاجة الزوج للكذب.
وهذا النوع من الكذب كذب سهل يمكن معالجته طالما أن الزوج طيب ويتمتع بخلق كريم... فقط على الزوجة أن تفوت عليه الظروف والأسباب التي تدفعه إلى الكذب ... بإحساسه بالأمان والتأكيد المستمر بأسلوب مهذب وجذاب من جانب الزوجة على أهمية الصدق كأساس لحياة هادئة ولبناء شخصية قويمة للأبناء وتنشئتهم على فضيلة الصدق ونبذ الكذب من كل أمور حياتهم.
المفضلات