مقالات
الأصل والفصل
بلاد الله واسعة ومع ذلك نقول بأن الدنيا صغيرة ونكتشف أن الناس معادن وأجناس..!
عندما يسألونك في أي لقاء تقدم به نفسك أو عندما يقدم لك الآخرون أنفسهم السؤال الروتيني المعتاد : من أين أنت؟ ومن أي بلد تكون؟وما هو أصلك وفصلك، فإذا سألك أحدهم في لحظة التعارف: هل تعرف فلانا؟ تجد نفسك تتباهى برنين الاسم وترفع رأسك عاليا وأنت تؤكد درجة قرابتك له ، لأنك تعرف جيدا أن هذا القريب مسموعا ته عطرة كالمسك وأخلاقه حميدة ثم يسألونك عن شخص اخر تعرف تماما أن سيرته سيئة ، فعندها تشعر بالخجل، أما وان سألوك عن أسوأ شخص فينتابك شعور بالخزي والعار وكأن حجمك بدأ يصغر و يجعلك تذوب خجلا ويذوب وجودك وتتمنى لو أن الأرض تنشق وتبلعك.
لماذا ينتابنا هذا الشعور؟ ولماذا نتحسس ونصاب بالغثيان؟مع أن هناك دائما اناس ينتمون الى عائلات عريقة لكنهم أساءوا سلوكهم وتصرفاتهم وهناك من نظنهم انهم طيبون و في الحقيقة هم غير ذلك ولا نعرف عنهم فقد غيرتهم الحياة من نواح عديدة ربما اجتماعية أو اقتصادية أو حتى..( سياسية) لماذا يتباهى الواحد منا ببعض أقربائه ولماذا يتنكر لآخرين؟
ربما نسمع عن أشخاص هم أقارب لنا لكنهم ينتمون الينا بأسمائهم فقط ،وبأسمائنا ننتمي اليهم لا يعرفوننا ولا نحن نعرفهم بل يعرفنا الأصحاب المقربين أكثر منهم لماذا لا نستعرض التاريخ وقصص الدين؟
ففي معظم العائلات نجد الطيب ونجد الخبيث نجد المحسن ونجد المسيء من أصل واحد وجنس واحد لكن التصرفات تختلف عن بعضها في عائلة واحدة ..! ومنذ الخليقة منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل
بعض الناس يسيئون الفهم فيحتقرون فلانا لانه قريب لفلان مع أن الشخص نفسه أساء له قبلهم ..!
قالت لي : اتباهى بقريب لي عندما يسألوني عنه وأشعر بالخجل عندما يسألونني عن اخر .وافتخر بقريبة لي مثلا وأخجل من أخرى لدرجة أتمنى لو لم تكن من عائلتنا ..!
فقلت لها :من الافضل أن لا نتباهى بأحد أكثر من المعقول لا نفتخر بمن نظنه سيد القوم ولا نخجل من خادم القوم ،وربما يكون لأحدهم سلوكيات أرقى وأنبل من ذاك وربما يكون للاخر سلوكيات تستحق الثناء.
الأخ في بيت واحد يختلف عن اخيه في التصرفات والميول والرغبات ، والاب يختلف عن ابنه والابن يختلف عن والده وعمه وخاله وهناك أشخاص يختلفون مع كل الاشياء و لا يتفقون مع أحد
على الواحد منا أن يتباهى بما قدم هو وأنجز ولا يتباهى بأصله وفصله فقط ففي كل عائلة اشخاص تفتخر بهم وفيها قلة يشوهون سمعة أحسن العائلات وفي النهاية : لا تقل أصلي وفصلي أبدا إنما أصل الفتى ما قد حصل..!
عبلة القدومي
المفضلات