ساعة الصفر تقترب.. حرب صهيونية سورية لبنانية إيرانية

نشرت الزميلة "دنيا الوطن" الفلسطينية تقرير حول احتمالية حدوث حرب إقليمية صهيونية – إيرانية – سورية – لبنانية، بقلم الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية د . سمير محمود قديح، وفيما يلي نص التقرير:
قبل أسابيع نشرت مقالا يتعلق بتهديدات ليبرمان لسوريا وقلت بان تهديدات ليبرمان هي تهديدات الخائف والآن تصاعدت حدة التهديدات الصهيوينة لسوريا وتأتي بنفس السياق ، تهديدات الصهيونية الخائفة من مواجهة عسكرية مع سوريا وكلما اقتربت ساعة الصفر للعدوان الإسرائيلي المتوقع على إيران تصاعدت حدة التهديدات الصهيونيةخوفا من انضمام سوريا للجبهة الإيرانية – اللبنانية .
ونشير هنا إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون اجتمعت مؤخرا مع مسئولين عرب وأبلغتهم أن مسالة توجيه العدو لضربة عسكرية لإيران هي مسالة وقت وان ساعة الصفر اقتربت وان على الدول العربية المعنية أن تتخذ الاحتياطات اللازمة .
وذكرت تقارير صحفية من دول عربية أن المعلومات تشير إلى أن الضربة الصهيونية لإيران لن تتجاوز شهر أيار – مايو القادم وان تلك الدولة العربية تجري استعداداتها لاحتواء تداعيات الحرب .
إذن الحرب قادمة لا محالة ولكن المخاوف الكبرى للعدو من الحرب تتلخص في المواجهة مع سوريا وهي حرب يحاول الكيان الصهيوني تفاديها خوفا من القدرات العسكرية السورية والدليل على ذلك أن المتحدث السوري الذي أعلن في صحيفة الرأي الكويتية عن سيناريو المواجهة المتوقعة يؤكد أن سوريا واثقة تمام الثقة بقدراتها العسكرية وان التهديدات الصهيونية بإعادة سوريا إلى العصر الحجري مجرد خزعبلات ولا سيما بعد أن تحدث بثقة " بان سوريا قادرة على ضرب كيان العدو بـ 600 صاروخ يوميا في العمق الصهيوني وان قدرة العدو على اعتراض هذه الصواريخ محدودة نظرا للغبار الذي ستحدثه هذه الصواريخ " . انتهى الاقتباس .
وعند مقارنة ظروف ومعطيات حرب أكتوبر / تشرين 1973 مع الحرب القادمة فهنالك فرق شاسع ، حيث أن حرب أكتوبر التي اندلعت على الجبهتين المصرية والسورية جاءت بعد هزيمة حرب 1967 وكان الجيش السوري مدمرا والمعنويات منهارة وحتى الرأي العام السوري والعربي كان يشكك في انتصار الجيشين المصري والسوري ، وهنا سنختصر الحديث على سوريا بحكم المواجهة المتوقعة عسكريا مع كيان العدو . وقبل بدء حرب أكتوبر 73 أرسل الرئيسين الراحلين السادات وحافظ الأسد مبعوثا شخصيا إلى الرئيس العراقي حسن البكر وابلغه الوفد أن سوريا ومصر ستخوضان حربا ضد الكيان الصهيوني ، وفوجئ الوفد برد الرئيس العراقي بقوله " اعلم أنكم ستخوضون حربا ضد "إسرائيل" وأنكم ستهزمون وأتمنى لكم التوفيق " .
ولكن بحكمة وشجاعة الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي استطاع إعادة بناء القوات المسلحة السورية وبعث الأمل وروح التحدي في الجيش السوري والشعب السوري وأعاد الثقة بالمؤسسة العسكرية السورية وقامت المخابرات السورية بأروع عمليات التمويه للحفاظ على سرية ساعة الصفر لدرجة انه في أيلول 1973 قامت الطائرات الصهيونية باختراق المجال الجوي السوري وتصدت لها الطائرات السورية وسقطت 13 طائرة سورية ولم يستخدم الجيش السوري صواريخ سام لأنها كانت مفاجأة حرب أكتوبر . بعد اقل من شهر اندلعت الحرب وأسقطت صواريخ سام حوالي 90 طائرة صهيونية في اليوم الأول للحرب وقضت على أسطورة سلاح الجو الصهيوني الذي لا يقهر ، وفي الأيام الأولى للحرب وصلت طلائع الدبابات السورية إلى مشارف طبريا ولكن بعد اليوم الرابع للحرب كان التدخل الأمريكي بجسور جوية وبحرية زودت كيان العدو بكافة أنواع الأسلحة المتطورة لدرجة أن الدبابات الحديثة كانت تنزل إلى ميدان المعركة قبل إجراء عملية الروداج " تليين الدبابة " . ونعرف أن غولدمائير أرسلت برقيات عديدة لأمريكا في الأيام الأولى للحرب تقول فيها " (إسرائيل) في خطر " ، وفي اليوم الرابع للحرب اجتمع كيسنجر وزير خارجية أمريكا مع السفير الصهيوني في واشنطن وقال له " وصلتنا برقيات رئيسة حكومتكم وقررت الولايات المتحدة الأمريكية تزويدكم بكافة أنواع الأسلحة التي تحتاجونها ومد جسور جوية وبحرية ولكن لتعلم حكومة "إسرائيل" أن ما سيحصل بعد الآن هو بفعل أمريكي وليس "إسرائيلي" " .
ورغم الترسانة العسكرية التي حصل عليها اكيان الصهيوني خلال الحرب لم يتوقف القتال على الجبهة السورية واستمر لنحو 5 شهور وأصرت القيادة السورية على مواصلة القتال ولم تهزم سوريا وتحقق الانتصار الكبير في حرب أكتوبر والذي يعتبر مفخرة لكل الجيوش العربية حتى الآن .
لقد قضت حرب أكتوبر المجيدة على روح الانهزام وفتحت الأفاق لانتصارات المقاومة الفلسطينية واللبنانية واستخلص العبر الرئيس الراحل حافظ الأسد صانع الانتصار على الجبهة السورية وبدأ بإعادة بناء القوات المسلحة السورية على أسس جديدة تتوافق مع الدروس المستفادة من حرب أكتوبر واستكمل عملية البناء الرئيس بشار الأسد الذي حول القوة العسكرية السورية إلى قوة ضاربة يحسب لها كيان العدو لها ألف حساب .
لقد استطاع حزب الله بمفرده الدخول في مواجهة شاملة مع العدو في حرب تموز وقوة حزب الله العسكرية لا تقارن بقوة الجيش السوري ، وإذا كانت الحرب المتوقعة مع سوريا وحزب الله وإيران فان حالة الهلع التي تعكسها التصريحات الصهيونية هي منطقية لان العدو الصهيوني يعرف سلفا نتائج أي مواجهة عسكرية مع سوريا . وكما قال المتحدث السوري " لنرى من الذي سيعود إلى العصر الحجري سوريا أم (إسرائيل) " .
المصدر : الحقيقة الدولية – الرصد الاخباري 25.4.2010
المفضلات