طبول الحرب تقرع في المنطقة
دمشق تكشف أوراقها وتعلن عن مفاجآت تنتظر تل أبيب

نقلت صحيفة "الرأي" الكويتية عن "مصادر قريبة من مركز القرار في القيادة السورية" قولها إن " العدو الصهيوني هدد بإرجاعنا إلى العصر الحجري لأنه غير مدرك تفاصيل جهوزية القوات السورية الضاربة أو المقدرة التي وصلت إليها الترسانة السورية وأسلحتها الصاروخية المتطورة، والمستوى الذي بلغه العامل الصاروخي عند الأفواج الخاصة في المؤسسة العسكرية لمجابهة الحرب المقبلة ضد العدو الصهيوني ، إذا كان على سوريا خوضها مرغمة".
وأضافت المصادر: "صحيح أن العدو الصهيوني سيطر على مستوى التهديدات العسكرية وتوقيت نشوب أي حرب مستقبلية ضد سوريا و"حزب الله"، وهي تعتبر أن جهوزيتها عالية جدًّا من خلال المناورات والاستعدادات القتاليَّة على جميع الأذرع (بر، بحر، جو، امن...) المختلفة لديها، لكن الأصحّ أيضًا أن سوريا لم تكن تتفرج ولم تضيع وقتًا ". ولفتت المصادر إلى أن "سوريا عملت جاهدة لإقصاء مشاريع التسوية التي أنتجها العدو الصهيوني ، وكان القصد منها اسقاط عناصر القوة العربية، بدءًا من كامب ديفيد وصولاً إلى أوسلو ومرورًا بوادي عربة، وبذلك استطاعت سوريا ومن خلفها الجمهورية الاسلامية في إيران وبدعم "حزب الله" لها والقوى الاخرى كـ"حماس" و"الجهاد"، بناء جدار صلب من الممانعة قادر على الصمود بوجه العدو الصهيوني وحلفائه".
وتابعت مصادر "الراي": "على الرغم من أن سوريا لم تكشف عن قدراتها العسكرية وكانت خارج دائرة الحرب منذ العام 1973، فهي لم تكن يومًا مكتوفة الايدي، بل عملت وما زالت على مراكمة الخبرات وعلى مواكبة التطورات في الميدان الصاروخي والعسكري، إضافة إلى أساليب القتال المتعددة، خصوصًا بعد حرب تموز 2006، والتي أنتجت مدرسة قتالية جديدة اتبعها "حزب الله" بنجاح ضد العدو الصهيوني ، وكان من نتائجها تطوير سوريا لأساليبها وابتعادها عن المنهج الكلاسيكي القديم". وأشارت المصادر إلى أن "من الضروري أن نلفت إلى أن القيادة السوريَّة واكبت تطور المقاومة النوعي وترعاه يوماً بعد يوم وتملأ الفراغات اللوجستيَّة والعسكريَّة لكي تستطيع المقاومة برجالها وروحيتها وتدريبها الصمود ضد العدو الصهيوني ، لأن الأمنين القومي السوري واللبناني متوازيان ويعملان معًا ضد أي إختراق صهيوني أن كان عسكريًّا أو أمنيًّا ".
وأوضحت المصادر عينها أن " العدو الصهيوني الذي يصدّق نفسه بأنه يستطيع إعادة سوريا إلى العصر الحجري هو غير مدرك للمفاجآت التي تخبّئها لها القيادة العسكرية السورية، تلك القيادة التي باتت مقتنعة بأن لا حرب مستقبليَّة تجتاح المنطقة إلا وتكون سوريا مشتركة فيها". وكشفت المصادر أن "السيناريو السوري المفترض وفق الاحتمالات القائمة وبعد دراسة قدرات الجيش الصهيوني يحاكي الآتي:
ـ اشعال كل الخطوط الامامية الممتدة من الساحة الامامية الحدودية للبنان، بدءاً من الناقورة غرباً، صعوداً إلى سفوح الجولان شرقاً، أي ما يقارب 16 كيلومتراً.
ـ إن مسرح العمليات المقبل سيقسم إلى جزءين:
أ: المسرح اللبناني، حيث سيتم استخدام تكتيك الدفاع الثابت مع الاحتفاظ بمناورات دفاعية لاستنزاف التقدم الصهيوني بما يتناسب مع اندفاعه، فهذا الاسلوب الدفاعي يتناسب مع شكل جغرافية الأرض الدائرة عليها رحى المعركة.
ب: الجبهة السورية حيث سيتم استخدام الدفاع المتحرك بما تفرضه الجغرافية السورية بأرضها المسطحة، آخذة في الاعتبار التفوق الجوي الصهيوني. وعليه فإن التقدم السريع لأرتال الدبابات والمدرعات الصهيونية يصل إلى ذروته مما يولد انكشافها أمام صائدي الدبابات (الصواريخ المضادة للدروع)، ما سيوفر للمشاهد رؤية مشابهة لما حصل في سهل الخيام اللبناني، والذي أُطلق عليه في حرب تموز 2006 اسم "مقبرة الميركافا". إلا ان الرؤية العسكرية السورية، تؤكد أن هذا المشهد سيكون بالتأكيد أكثر تشويقاً على الاراضي السورية، إذ سيمتد على مساحة تزيد على 60 كيلومترا مربعاً، وهي المساحة التي ستتوغل بها الآليات الصهيونية في حال نشوب حرب. وهنا يأتي دور الدفاعات الجوية السورية والتي ستعمل مهمة اجراء مظلة جوية محكمة لمجموعات صائدي الدبابات الصهيونية.
ـ الرد المرن والسريع لأي استهداف محتمل ضد البنى التحتية السورية والتي سترد عليه القيادة العسكرية باستخدام الصواريخ الضاربة والمجنحة ضد اهداف صهيونية مشابهة. فسوريا سيكون في مقدورها اطلاق أكثر من 60 صاروخاً بالستياً يومياً، وهي الصواريخ التي ستكون موجهة ضد الجبهة الداخلية في عمق الكيان الصهيوني إذا ما تجرأ ضد سيادة سوريا. وهذا من دون احصاء الصواريخ التكتيكية والتي تستطيع سوريا اطلاق أكثر من 600 صاروخ يومياً منها ضد اهداف محددة داخل العدو. والدفاعات الصهيونية لن تستطيع ايقاف الصواريخ الوافدة من خلال الغبار الكثيف الذي سينتج عن الحرائق داخل كيان العدو في حال استهداف الداخل السوري.
ـ القيادة العسكرية السورية لن تتردد في استخدام صواريخ غير تقليدية في حال أخذ الجنون عقول القادة الصهاينة واستخدموا الصواريخ غير التقليدية.
ـ إن سوريا أعدت خططاً لضرب الساحل على امتداده في حال نشوب حرب ضد لبنان وسوريا، وستعمد إلى استخدام صواريخ بر بحر وإلى احكام الحصار البحري ضد أهداف بحرية صهيونية، عسكرية وغير عسكرية، لإغلاق الموانئ الإسرائيلية كافة".
وختمت هذه المصادر بقولها لـ"الراي" ان الجبهة اللبنانية استطاعت وحدها إشغال واستنزاف القوة العسكرية الإسرائيلية بكل أذرعها وأبعاد بعضها عن المعركة منذ بدايتها، "فكيف ستكون الحال إذا ما وحّدت المقاومة والقيادة السورية جهودهما العسكرية ضد عدو مشترك قرر ضربهما معاً؟ عندها سيكون من الصعب عدم التكهن إذا ما كانت سوريا أم العدو الصهيوني هو الذي سيعود إلى عصر الإنسان الأول".
المصدر : الحقيقة الدولية – الراي – ايلاف 25.4.2010
المفضلات