من الشباب يؤكدون مشاركتهم في الانتخابات النيابية المقبلة
غدير السعدي
سـرى الضمـور
أعلن مركز الحياة لتنمية المجتمع المدني عن نتائج الدراسة التي أجراها تحت عنوان «توجهات الشباب للمشاركة بالانتخابات النيابية المقبلة» والتي جاءت ضمن مشروع الراصد «2» الذي يأتي امتداداً لمشروع الراصد «1» والذي نفذه المركز عام 2007 ضمن الانتخابات النيابية السابقة.
وكشف مدير عام المركز الدكتور عامر بني عامر ان المشروع سعى لقياس الاهتمامات السياسية لدى فئة الشباب؛ بالوقوف على السلبيات والايجابيات التي تعاني منها هذه الفئة المهمة في المجتمع بغية تنفيذ مجموعة من البرامج التوعوية التي تشجع الشباب على المشاركة في الانتخابات المقبلة، وبيان دور هذه الفئة في التأثير على القرار السياسي في هذا المجال.
ولفت إلى أن أهداف الدراسة تمثلت في التعرف على اتجاهات الشباب نحو المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، بالإضافة إلى اتجاهاتهم نحو ممارسة العمل السياسي وما هي المشاكل التي تقف عائقاً لممارسة هذه الأعمال، بالإضافة إلى التعرف على الوسائل والأساليب التي يمكن من خلالها تنمية ممارسة الشباب للعمل السياسي.
وأكد أن الدراسة شهدت العديد من المتغيرات المهمة التي توحي بالتغيير الايجابي نحو الأفضل سعياً إلى مشاركة فاعلة للأغلبية الصامتة وبخاصة فئة الشباب كما أراد جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأشار إلى أن الدراسة اعتمدت على المنهج الوصفي الكمي من خلال عمل استبانة، حيث تم جمع بيانات عن مختلف فئات الشباب مقسمين حسب المناطق الإدارية في المملكة.
وقال: جاءت مشكلة الدراسة من نتائج الراصد (1) والذي نفذه مركز الحياة في عام 2007 والذي بين انخفاض مشاركة الشباب في انتخابات المجلس النيابي الخامس عشر، كذلك بينت النتائج ضعف التوجهات للمشاركة في العمل السياسي لدى فئة واسعة من الشباب، وتأتي هذه الدراسة للوقوف على المشاكل التي تواجه مشاركة الشباب في العمل السياسي، وتأثير الفوارق الاجتماعية، والتوزيع الجغرافي على هذه المشاركة.
وأضاف: شهدت الانتخابات النيابية السابقة مشاركة منخفضة من فئة الشباب في الانتخابات؛ الأمر الذي يتطلب الوقوف على الأسباب والدوافع التي كانت وراء ذلك من أجل معالجتها، وتشجيع الشباب على المشاركة في هذا العمل السياسي الوطني. ومن هنا تأتي أهمية هذه الدراسة للوقوف على المشاكل والعقبات التي تواجه مشاركة الشباب، وتوقعاتهم من المجلس النيابي المقبل، أو توقعاتهم من المشاركة في العمل السياسي.
وبالنسبة لأداة الدراسة فقد صمم استبيان من أجل جمع البيانات تألف من خمسة أجزاء. الجزء الأول صمم من أجل جمع البيانات حول الموقع الجغرافي، والخصائص الشخصية للشباب، حيث تضمن: المحافظة، واللواء، والمنطقة، والجنس، والعمر، والتعليم، والحالة الاجتماعية، وطبيعة العمل. بينما صمم الجزء الثاني من أجل جمع بيانات تتعلق بالانتخابات النيابية السابقة (المجلس الخامس عشر)، بينما صمم الجزء الثالث من أجل جمع البيانات المتعلقة باتجاهات الشباب نحو المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة (المجلس النيابي السادس عشر)، والمشاكل التي يمكن أن يواجهوها في هذه الانتخابات.
وخصص الجزء الرابع من أجل جمع بيانات تتعلق بالأجواء المحيطة بالانتخابات وتأثيرها على اتجاهات الشباب في المشاركة في الانتخابات، والجزء الخامس خصص من أجل جمع بيانات تتعلق بالتوقعات من المجلس النيابي المقبل، والتوقعات من المجلس نحو قضايا الشباب.
وتم في المؤتمر عرض أهم ما تضمنته الدراسة حيث تم التطرق إلى القسم الأول في الاستبانة والذي تضمن حجم العينة التي بلغت 2100 استبانه وزعت على 12 محافظة، وقد شملت الفئات العمرية من 18 الى 30 سنة ومن الجنسين بنسبة 53.4% للذكور و46,6% للاناث.
وتم استعراض عدد من النتائج المهمة التي أفرزتها الدراسة، ففي القسم الثاني والذي ركز على المشاركة في الانتخابات الماضية جاءت النتائج على النحو التالي:
بخصوص نسبة من سجلوا للانتخابات النيابية الماضية أجاب 74.1% بنعم، بينما أجاب 23.6% بلا، بينما أجاب بلا اعرف 2.3%، وعن نسبة المسجلين في نفس منطقة السكن كانت النسبة 82.5% أجابوا بنعم بينما أجاب 17.5% بلا.
وعن سؤال مدى معرفة الشباب بآلية التسجيل أجاب 69% بنعم بينما نفى 31% معرفتهم بآلية التسجيل، أما نسبة من قاموا بالانتخاب في الانتخابات الماضية فكانت نسبة من أجابوا بنعم 56.5% بينما 43.5% بلا.
وعن أسس اختيار الشباب لممثليهم في الانتخابات الماضية كانت النتائج على النحو التالي: 6.7% كان اختيارهم على أساس ديني، بينما كان 3% فقط قد اختاروا ممثليهم على أساس حزبي، وحصلت معايير الصداقة في الاختيار نسبة 10.5%، فيما بقيت العشيرة الخيار الأول للشباب بحيث اجمع 32.6% على ان اختيارهم كان على أساس عشائري، السيرة الذاتية للمرشح كان لها نسبة 11.6% فيما كانت نسبة الاختيار على أساس المصالح الشخصية 11.1%، ولم يحظ الاختيار على أساس البيان الانتخابي إلا بنسبة 9.3% وذهبت 15.2% للاختيار على أساس الخدمات التي وعد المرشح بتنفيذها.
وحظي السؤال عن سبب عدم التسجيل أو الاقتراع في الانتخابات الماضية بإجابات متفاوتة النسب كانت على النحو التالي: عدم توافر القناعة بدور المجلس النيابي 19.8%، عدم الرغبة في المشاركة السياسية 18.2%، عدم وجود ممثلين معروفين لدي 17%، عدم مساهمة المجالس النيابية في خدمة القضايا الشبابية 17.4%، عدم القناعة بالقوة والنفوذ التي يتمتع بها النائب 13.2%.
وفي القسم الثالث من الاستبيان تم توجيه عدد من الأسئلة للشباب عن المشاركة المستقبلية في الانتخابات المقبلة، بدأت بالسؤال هل ستشارك بالانتخابات النيابية القادمة حيث أجاب 76.8% بنعم بينما أجاب 23.2% بلا.
أما سؤال سبب اختيار ممثلك في الانتخابات القادمة فقد ارتفعت العوامل الدينية من 6.7% إلى 9.5%، وارتفعت بشكل طفيف العوامل الحزبية بحيث بلغت 3.4% بعدما كانت 3% في الانتخابات الماضية، وتراجعت عوامل الصداقة من 10.5% في الانتخابات الماضية إلى 6.4% في الانتخابات المقبلة، وتراجعت العوامل العشائرية من 32.6% في الانتخابات الماضية إلى 23.7%، فيما ارتفعت نسبة الاختيار على أساس السيرة الذاتية للمرشح من 11.6% إلى 14.6% والمصالح الشخصية من 11.1% إلى 13.4% والبيان الانتخابي من 9.3% إلى 12.6% والخدمات التي قد يعد بتقديمها من 15.2% إلى 16.3%.
أما الصعوبات المتوقع ان تواجه المقترعين في الانتخابات المقبلة فكانت نسبة 10.6% لبعد مكان الاقتراع عن مكان السكن، ونسبة 26.4% لمضايقات مناصري المرشحين، و30.% للازدحام في مراكز الاقتراع، و 27.8% لصعوبة اختيار المرشح، فيما حظيت مضايقات لجنة الاقتراع بنسبة 5%.
أما الفئة التي لا ترغب في التصويت في الانتخابات المقبلة فقد أجاب على سؤال «ما هي أسباب مقاطعتك للانتخابات النيابية المقبلة» على النحو التالي: أجاب 20.2% بعدم قناعتهم بدور المجلس النيابي، فيما أجاب ما نسبته 13.9% بعدم وجود خيار مناسب من المرشحين، وأبدى 9.9% عدم رغبتهم في المشاركة في الحياة السياسية، فيما كانت الخبرة السلبية عن المجالس النيابية السابقة تحصل على نسبة 21.1%، فيما كان عدم وجود ممثلين معروفين لدى الشباب يحصل على نسبة 10.7%، وأجاب 11.9% بعدم مساهمة المجالس النيابية في خدمة القضايا الشبابية، وعبر ما نسبته 12.3% عن عدم قناعتهم بالقوة والنفوذ الذي يتمتع به النائب.
وفي القسم الرابع من الدراسة والذي تضمن تقييماً للظروف المحيطة بعملية الانتخاب جاءت أهم الأسئلة والنتائج على النحو التالي:
هل قرأت أو لديك معلومات حول قانون الانتخاب الحالي؟ أجاب 37.75% بنعم و62.3% بلا، وعن دور قانون الانتخاب والترشيح للمجلس في إفراز مجلس نيابي قوي أجاب 61% بأهمية الدور الذي يلعبه قانون الانتخاب في الترشح للمجلس فيما أجاب 39 % بعدم أهمية هذا القانون.
وأجاب 79.5% بان الحد من التجاوزات في العملية الانتخابية يؤدي إلى إفراز مجلس نيابي قوي يتحمل المسؤولية، وأجاب 20.5% بعكس ذلك.
وعن مدى مشاركة الشباب في حملات التوعية بأهمية دور الشباب في العملية الانتخابية اجاب33.1 % بأنهم شاركوا بمثل هذه الحملات فيما لم يشارك 66.9% بمثل هذه الحملات، فيما ساهم 76.5% بعمل نشاطات وحملات توعية حول الانتخابات ولم يساهم ما نسبته 23.5%، وفضل 74.7% اختيار ممثل من فئة الشباب لتعزيز دور الشباب في المجلس المقبل ولم يحبذ 25.3% انتخاب مرشح شاب.
وأيد 72.4% وجود رقابة من مؤسسات المجتمع المدني على العملية الانتخابية ورفض 27.6% ذلك، واعتقد 85.4% بان إدارة العملية الانتخابية لها أهمية كبرى في نزاهة وإنجاح الانتخابات ولم يعتقد 14.6% بجدوى ذلك.
وفي الجزء الخامس والأخير من الدراسة كانت التوقعات من المجلس النيابي المقبل على النحو التالي: (جدول رقم 1).
ويعد مركز الحياة لتنمية المجتمع المدني مؤسسة أردنية غير ربحية تأسست في أيار عام 2006 بجهود مجموعة من الشباب الأردني، بهدف خدمة المجتمع المحلي بكافة أطيافه ونشر قيم المجتمع المدني القائمة على الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية وتقبل الآخر.
ويعمل المركز على تنفيذ العديد من المشاريع والأنشطة في المناطق الأقل حظا في التنمية، إضافة إلى شبكة تضم مؤسسات المجتمع المدني وفروعه في اربد والكرك وعمان.
يذكر أن المشروع ينفذ بدعم من المعهد الديمقراطي الوطني NDI والاتحاد الأوروبي في عمان، ومجموعة من المؤسسات المحلية المختلفة.
رد مع اقتباس
المفضلات