الأرض تئن في يومها واستمرار تلويثها يهدد الأمن البشري
عمان - طارق الحميدي -بالتزامن مع الاحتفال بيوم الأرض التي مازالت تتعرض لشتى أنواع الانتهاكات والاستهلاك الجائر لمواردها يحذر خبراء بيئيون من أن مزيدا من التلوث سيشكل تهديدا حقيقيا للأمن البشري.
ويجتمع الملايين حول العالم في هذا اليوم من كل عام للتذكير بأهمية التعاطي مع الأرض كمصدر مهم للأمن الإنساني باعتبارها رأس المال الطبيعي للحياة وبذل المزيد من الجهود من أجل حمايتها.
وعلى الرغم من المشاكل التي سببها الإنسان للأرض من خلال التلوث والاستهلاك الجائر للموارد المحدودة وعدم مراعاة النشاط البشري لحقوق الأرض والذي تسبب بالعديد من الظواهر البيئية وأهمها ظاهرة التغير المناخي إلا أن عوامل تهديد الأرض في ازدياد.
وفي محاولات لإنقاذ الأرض بذلت الكثير من الجهود وعلى المستوى الدولي من خلال المؤتمرات وأهمها مؤتمر كوبنهاجن الذي عقد مؤخرا إلا أن هذه الجهود لم تثمر للآن في خلق بيئة أمنة ووقف الانتهاكات على الأرض كما أن مؤتمر كوبنهاجن فشل في الوصول لاهدافة بفرض مزيد من التخفيضات في انبعاث الغازات التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري المسؤوله عن التغيرات المناخية.
وقال خبراء بيئيون أن الأرض تئن في يومها وأنها تتعرض للانتهاكات بشكل يومي وأن حالتها تتردى أكثر من ذي قبل.
وقالوا أن وتيرة استهلاك الموارد والاعتداءات على الأرض تزداد بشكل متسارع وأن الدول النامية وهي الأكثر ضعفا والأقل قدرة على التكيف مع الظروف الطارئة تدفع ثمن هذا التلوث أكثر من أي دول أخرى على الرغم من أنها قد لا تكون متسببة به بشكل مباشر.
ومن جانبه قال المدير الإقليمي للإتحاد الدولي لحماية الطبيعة لمنطقة غرب آسيا الدكتور عودة الجيوسي أن هناك ترديا في حالة الأرض وهو ما يشكل تهديدا للأمن الإنساني بشكل عام.
وبين الجيوسي أن الأرض رأس المال الطبيعي للبشر وأن الحفاظ عليها واجب على الجميع وأنه يمثل فرصة للاستثمار في المستقبل ويحافظ على حقوق الأجيال القادمة.
وأضاف أنه يجب إعادة النظر في النموذج الاقتصادي والنمو الاقتصادي اللامتناهي على الرغم من محدودية الموارد على الأرض والذي أدى إلى استنزاف مواردها واستهلاكها بشكل جائر.
وقال أنه أهم العوامل التي زادت من معاناة الأرض من صنع أيدي البشر وهي في مجملها تتركز في عوامل معينه أهما التنمية الاقتصادية ونمط الاستهلاك المفرط وتردي وتلوث المصادر الطبيعية والتكاثر السكاني.
وأشار أن وتيرة تسارع هذه العوامل ازدادت في الخمسين سنة الماضية أكثر بألف مرة من القرون الثلاث الماضية وهو الأمر الذي أدى إلى تلوث الأرض في السنوات الأخيرة الماضية.
وعن تأثيرات التلوث على الأرض قال الجيوسي أن دول العالم الثالث لا تلوث ولكنها تدفع الثمن لان التلوث لا يعترف بالحدود السياسية وأن كوكب الأرض صغير وهش ولا بد من إيجاد تحرك عالمي من أجل إعادة التوازن الطبيعي للأرض.
ويتزامن يوم الأرض للعام الحالي مع زيادة المخاوف من تعاظم تأثيرات التغيرات المناخية والتي قد تتسبب بمظاهر مناخية متطرفة والتي قد تسبب بالضرر للملايين من البشر من خلال إغراق الدول الجزريه بفعل ارتفاع درجات الحرارة.
ومن جانبها قالت مديرة العربية لحماية الطبيعة رزان زعيتر أن الأرض عاتبة على أبنائها بسبب كل ما أحدثوه فيها من استهلاك جائر, مشيرة أن مشروع القافلة الخضراء الذي تنفذه الجمعية يهدف لزراعة الأرض وإعادة اللون الأخضر لها وهو ما سيؤدي إلى إنعاشها.
وقالت زعيتر أنه حتى تعود للأرض قيمتها علينا العودة للارتباط الوثيق معها وتقديرها والمحافظة عليها والذي لن يتحقق إلا بالعودة للزراعة والاعتماد على مصادرها المتجددة.
وطالبت زعيتر بتغليظ القوانين التي تسعى للحفاظ على الطبيعة وكما طالبت بأن تسن قوانين عالمية من تشترط على المشاريع الاستثمارية أن تأخذ بعين الاعتبار المصالح البيئية.
وأضافت أنه يجب التركيز على قضية العدالة في استخدام الأرض من خلال تمكين المزارعين البسطاء أو رعاة المواشي من استعمال الأرض بطريقة تخدم مصالحهم وتؤمن لهم قرت يومهم.
وبدأ الاحتفال بيوم الأرض والبيئة أول مرة في العام 1970 بمبادرة من عضو مجلس الشيوخ الأمريكي كيلورد نيلسن، من خلال تحركه لطرح قضية البيئة في الأجندة الوطنية وجعل حماية البيئة مطلبا عالميا. وفي ذلك اليوم ، تظاهر 20 مليون أميركي في تعبير جماعي من أجل بيئة صحية ومستدامة وتم اعتماد هذا اليوم للتعبير عن التضامن مع الأرض والبيئة.
المفضلات